اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى تفتح ملف غزوة الأمطار..نعمة السماء ناقوس خطر للعراقيين

المدى تفتح ملف غزوة الأمطار..نعمة السماء ناقوس خطر للعراقيين

نشر في: 23 نوفمبر, 2013: 09:01 م

-3- يسكن القلق ملامح العراقيين بعد موجتي الأمطار، الأولى والثانية  التي سببت غرق العديد من المناطق  في عموم بغداد ،حينها بدأ سكان العاصمة من جديد بوضع تحصينات أمام المنازل وفوق السطوح ، وعمل سواتر رملية لصد مياه أمطار فيضانيه ستضرب وسط وجنو

-3-
يسكن القلق ملامح العراقيين بعد موجتي الأمطار، الأولى والثانية  التي سببت غرق العديد من المناطق  في عموم بغداد ،حينها بدأ سكان العاصمة من جديد بوضع تحصينات أمام المنازل وفوق السطوح ، وعمل سواتر رملية لصد مياه أمطار فيضانيه ستضرب وسط وجنوبي العراق  .
وفي أثناء ذلك بدأت التساؤلات عن طريق الوصول إلى العمل وهل الحكومة ستعلن عطلة رسمية بسبب هذه الأمطار ليتجنب أهالي المناطق الغارقة صعوبة المرور وسط الفيضانات ،والأنباء عن وقوع تفجيرات إرهابية بسيارات مفخخة تزامنت مع حيرة العراقيين للبحث عن حلول وسط هذه الأزمات التي يعيشوها يوميا ولا تنتهي
لهذا أصبحت الأمطار يوم خلاص ومأمناً من الخروج إلى الشارع وضمان عيش يوم آخر بسلام .قصص وأمنيات يرويها مواطنون تضرروا جراء سقوط الأمطار ويستعدون بسواتر من أكياس التراب لغلق حافات أبواب منازلهم ،وبينهم محتفلون يصرخون ويهنّون بعضهم بعضاً بمسجات الموبايل (باجر عطلة ).وبينهم أناس تبكي على فقدانها أعز ما تملك من مال وبيت وحكايات مأساوية لا تنتهي.

الشريط الأحمر عاجل
عبد الله حسن وهو موظف في إحدى الوزارات الحكومية قال :بقينا قرب التلفاز ننتظر خروج التايتل (بالشريط الأحمر عاجل ) لإعلان العطلة بسبب هطول المطر ، لقد سئمنا الزحامات والتأخر  عن الذهاب إلى مكان العمل والعودة إلى البيت دون أن نعرف سبب قطع الطرق فجأة ، ومن دون سابق إنذار،يجعلوننا نسير مسافات طويلة وكأننا في سباق ماراثون كما يبين حسن ،ولأننا نسكن في منطقة الكرادة وهي أفضل من غيرها ،فالمجاري جيدة بالنسبة لمحلتنا 907 فإن العطلة تأتينا (زايد خير) للراحة حالنا حال أعضاء مجلس النواب، فهم يجتمعون يوماً ويعطلون 3 أشهر !
بينما علقت بلقيس محمود قائلة : أصبحنا حتى في منازلنا عبارة عن ثكنه عسكرية بسبب هطول الأمطار وطفح المجاري علينا ،أين المشاريع والمليارات ولماذا توجد مجالس بلدية للسرقة والضحك على العراقيين وهم يغرقون ،  أصبحنا نكره الحياة بسببهم ونتمنى الخلاص منهم بأسرع وقت ممكن .
انتخبوهم لا تنسوا
المواطن كريم أحمد يعمل سائق سيارة أجرة يتحسر على ما حدث للعراق  ويقول :قطع  الشوارع والطرقات والأسواق كل ما تفعله الحكومة ووزارتها الأمنية حيث : الشوارع قسموها إلى أقسام :منطقة خضراء محصّنة ،وزارة مستهدفة ،قطع الشارع ، وهلمّ جرّا (وين نروح )؟ في بلدنا أصبحنا غرباء وكلما يخرج  علينا مسؤول بالفضائيات يصرّح وهو مكشر عن أنيابه ! ويقول ،تعزيزات أمنية ، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل ضاقت بالمسؤولين الدنيا وبدأوا يستمتعون بمصائب  أبناء الشعب وغرق بيوتهم وأغراضهم ،ويزايدون  على ألمه ووجعه .وختم كريم حديثه قائلا: أذكّر العراقيين  فقط بجملة واحدة (عود انتخبوهم لاتنسون )!
بينما قال أبو قمر وهو إعلامي وكان يقوم بتصوير منطقته الواقعة في حي الجهاد (حي تبوك ): منذ عشر سنوات وإلى الآن والاحتياطات الأمنية  هي عبارة عن  ثكنة عسكرية محاطة بالحواجز الكونكريتية والبلاستيكية ناهيك عن نقاط التفتيش المنتشرة عن اليمين وعن الشمال ،من خلفك  ومن أمامك .وكل تلك التعزيزات الأمنية قدر لها أن تكون هباءً منثوراً بفعل العمليات الإجرامية التي تصيب المدن والقصبات العراقية بشكل متكرر ويومي لتطيح بالعشرات ،بل بالمئات من الضحايا الأبرياء، ولأننا سعداء  فقد كرّمنا مسؤولونا  بطفح مياه الأمطار والمجاري بحسب قوله.
نفط العراق للحرامية !
لقد قمنا بعملنا الإعلامي ونقلنا معاناتنا ومعاناة الناس السنة الماضية وهذه السنة ،لكن لا حياة لمن تنادي ، فماذنب المواطن ليس في بغداد وإنما  في العراق كله ؟أين النفط والمليارات ؟هل أصبحنا فقراء لأن مال العراق سرق أم أصبح نفط العراق للحرامية ؟!هل يعتقد بعض المسؤولين الأمنيين بأن هكذا إجراءات تحدّ من ظاهرة العمليات الإجرامية والإرهابية وهي لا تعدو كونها فعاليات غير مجدية ،وإن القطوعات الأمنية تسبب الكثير من المشاكل والإزعاجات وينتج عنها عدم رضا، فضلا عن ذلك فإن القيادات الأمنية التي تقوم بهكذا إجراء  يستدل منها بأنها لا تمتلك خططاً بديلة لحماية الناس. 
الكيّ أفضل علاج
فما هي العبرة إذاً؟ وهل يعاقبون الشعب لأنه انتخبهم أو لأنه  طالب بقطع رواتبهم التقاعدية التي لا يستحقونها ؟،ألا يكفي ماسرقوا من هذا الشعب  الذي ابتلي بهم ؟وهل  يجوز إبعاد خطر عن منطقة ما وجعل منطقة أخرى أكثر عرضة للخطر؟ وإن اعتماد هذا المبدأ يجعل من الجهات الأمنية تفرض نظرية الكيّ أفضل  علاج! أي لا خطة لديهم  ولا أي حل سوى قطع الطرق، وكل تلك الأنشطة لها تفسير واحد وهو عدم وجود كفاءات متخصصة بالشأن الأمني.
تسابق في نشر الصور
وبدت شوارع المدينة في معظم مناطقها مغطاة بمياه الأمطار، في وقت منحت فيه الحكومة عطلة رسمية في ظل الظروف الصعبة التي خلّفها المطر الغزير
ولم يخلُ تعامل البغداديين مع فيضان مدينتهم من بعض الطرائف، حيث قام مجموعه من الشباب  بإنزال صورهم على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك  بعد التقاط صور طريفة لهم ،حيث قال محمد حسن وهو من سكنة منطقة الشعلة : لدينا في مخزن البيت ثلاجه قديمة قمنا بعمل زورق منها ونجدفه بالعصي الغليظة ،إضافة إلى استخدام حاويات النفايات الزرقاء أيضا كوسيلة للعبور من رصيف إلى الرصيف المقابل ،والتقطنا  الصور لبعضنا البعض حتى يتفرج علينا العالم وما وصل  إليه حال العراقيين ،  أما أبو علي الذي كان يتخلل حديثه آهات وشجون وهو يعلق قائلاً:هذه  هي المرة  الثالثة التي أخسر فيها أثاث منزلي بسبب طفح المياه ،ففي شتاء العام الماضي تعرضت وعائلتي الكبيرة لخسارة فادحة وظروف نفسية صعبة بسبب الأمطار ،مضيفا في لهجة يائسة "واليوم تتكرر الحالة ويبدو أنه لا علاج لدى الحكومة لهذه المشكلة".غير أنها ترحمنا بالعطلة ،فهل هي خائفة من التظاهر ومحاولة امتصاص غضب الشعب من خسارة ماله وأثاثه ،لتعلن عطلة بعد كل زخات مطر؟ وتساءل أبو علي متى يتركون الشعب بحاله ألا يكفي ما سرقوا  فقد بدأنا نفقد أبسط حقوقنا وهو العيش بسلام وأمان حتى في منازلنا ،لكن الأمر أصبح أمنيات عراقية مؤجلة حتى إشعار آخر؟!
نقمة . .  لا نعمة
 في منطقة المنصور لا يختلف الأمر عن بقية مناطق بغداد ،حيث شارع المنصور الرئيسي ،محلة 605 سكانها كانوا متذمرون جدا لأن محلتهم يتكرر غرقها في هذا العام مرتين ولم يقم المجلس البلدي بأي إجراء ضدهم.وعلّق فارس احمد وهو من سكنة المحلة قائلا: لأننا متأكدون  من الغرق ، لذلك أخذنا تدابير احترازية ،إذ قمنا بنقل أثاث الطابق السفلي  إلى الطابق الثاني ما ان تناقلت الأنباء عن وجود أمطار غزيرة وزخات مطر متواصلة ،مبينا أن "وعود المسؤولين بعدم غرق بغداد مرة أخرى لا أصدّقها".
إن "المطر خير ولكن في العراق مصيبة"، فالمطر ناقوس خطر لأنه سيغرق مناطقنا".
بطلان الوعود
شهدت الأعوام الماضية، وعود مسؤولين في الحكومات المحلية والوزارات المعنية، بإنجاز المزيد من مشاريع البنى التحتية لاسيما المجاري وقنوات تصريف المياه، لكن وقائع الأحداث  في هذا الشتاء، أثبتت بطلان تلك الوعود.
وكان العام 2012،  قد شهد أيضاً أضراراً فادحة بسبب الفيضانات، حيث لاقى عدة أشخاص حتفهم بسبب انهيار المنازل وحوادث أخرى.
وهطلت على بغداد وحدها الأسبوع الماضي، كمية من الأمطار بلغت أكثر من 58 ملم بحسب تقديرات هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل. و شكّلت الحكومة العراقية لجنة رئاسية، لوضع حل عاجل للفيضانات التي خلفتها الأمطار في بغداد، بعدما تسبّب تقادم أنابيب مياه الصرف إلى تجمع المياه في الكثير من مناطق العاصمة.
وكانت وزارة البلديات والأشغال العامة،  قد أكدت في الـ(27 تشرين الأول 2013)، أن الفيضانات ستعم العراق في هذا الشتاء أيضا، وأقرت أن مشكلة الفيضانات لا يمكن حلها في الوقت الحاضر، وفيما أشارت إلى أن المشاريع الستراتيجية التي تنفذها تحتاج إلى سنتين أو أكثر قبل أن تدخل الخدمة،مشيرة  إلى توجيه مدراء البلديات لتنفيذ مشاريع آنية لحصر وتصريف المياه من المناطق التي تضررت خلال الشتاء الماضي.
تلكؤات المشاريع
يذكر أنه دائما ما تعلن المحافظات عن معاقبة أو إعفاء شركات محلية متخصصة في المجال الخدمي بسبب (التلكؤات) في العمل،أو بسبب حالات الفساد الإداري والمالي كان آخرها إعلان إدارة محافظة واسط، في (السابع من كانون الثاني 2013)، عن إدراج 37 شركة محلية في المجالات الخدمية في القائمة السوداء خلال العام الماضي، ومنعها من تنفيذ المشاريع الجديدة بالمحافظة والمدرجة ضمن خطة عام 2013 بسبب تلكؤات في العمل، كونها لم تلتزم بالمواصفات الفنية للمشاريع المحالة إليها رغم ما أعطي لها من وقت إضافي يكفي للإنجاز.
عطل  بالجملة
وكان مجلس الوزراء العراقي قد حدد مشروع قانون العطلات الرسمية في العراق في شباط/ فبراير عام 2008 بحسب قانون العطل الرسمية الذي أقرته الحكومة العراقية، فان العراقيين يتمتعون بـ 150 يوماً من العطل الرسمية سنوياً، حيث ان أكثر من 30 % من هذه العطل تكون بمناسبة أيام الأعياد والمناسبات الدينية، ولم يكن بالحسبان أن سقوط الأمطار سوف يكون سبباً لزيادة أيام العطل أيضا .
أمانة بغداد
ويقول مدير عام دائرة مجاري بغداد كريم البخاتي في حديث إلى (المدى برس)، إن "شبكة مجاري بغداد لن تستوعب الأمطار المتساقطة في فصل الشتاء الحالي ،إذا كانت بحجم الكميات التي تساقطت في الشتاء الماضي"، مؤكدا "وضع مجموعة من الخطط الاستثنائية لتلافي الفيضانات".
ورجّح البخاتي "حدوث طفح في الشوارع وبالمحلات وفي المناطق المفتوحة بسبب أن شبكة المجاري في بغداد مصممة لاستيعاب كميات محددة".
البصره تغرق
 ما زالت آثار الأمطارر شاخصة في شوارع البصرة التي تعرضت معظم مناطقها ، بما فيها المناطق التي توصف بالراقية للغرق ، فضلا عن المناطق الفقيرة التي دخلت المياه إلى البيوت وبعضها تعرض للهدم ، وقال عضو مجلس النواب عن البصرة منصور التميمي إن سبب غرق مناطق في البصرة هو فشل المشاريع السابقة ، وعدم اتخاذ إجراءات رادعة بحق المفسدين وإحالتهم للقضاء "
وأضاف إن " الحكومة المحلية تحاول ولكنها تدور في حلقة مفرغة بسبب أو لأسباب عدة ،أهمها الفساد المستشري في مفاصل الحكومة المحلية وعدم وجود خطة واضحة المعالم للمعالجة ، وعدم وجود الخبرات والكفاءات وأسباب أخرى كثيرة.
وتشهد العديد من مدن العراق الجنوبية هذه السنة موجة من الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية ،الأمر الذي دفع العديد من مجالس محافظاتها إلى تعطيل الدوام الرسمي ووضع خطة طوارئ لمواجهة الأضرار الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة.

صحّ النوم يانوّاب !
أما النائبة سوزان السعد وفي تصريح لـ(لمدى) قالت : متى   تتم محاسبة السارقين والمقصرين بعملهم ؟،فلابد من محاسبة المسؤول عن غرق العاصمة وبقية المحافظات ومن ساهم بهذا الفشل الكبير في تقديم أفضل الخدمات للمواطن ،ولكن من سوف يقلل من معاناة المواطن الذي تضرر بيته وفقد أثاثه ،وهناك من  تهدّم منزله ؟إذاً العقاب والمحاسبة لابد منها والتحقيق ضروري أن يتم بأسرع وقت ممكن لكشف الحقيقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram