في الجولة الأولى لفرز الأصوات للاقتراع على جوائز الأكاديمية الفرنسية للأدب ، فاز الروائي كريستوف أونوديت بيو بأحد عشر صوتا من بين سبعة عشر أكاديمياً فرنسياً ، وهكذا حازت روايته الخامسة ( الغوص ) الصادرة عن دار غاليمار للنشر على الجائزة الكبرى للأكادي
في الجولة الأولى لفرز الأصوات للاقتراع على جوائز الأكاديمية الفرنسية للأدب ، فاز الروائي كريستوف أونوديت بيو بأحد عشر صوتا من بين سبعة عشر أكاديمياً فرنسياً ، وهكذا حازت روايته الخامسة ( الغوص ) الصادرة عن دار غاليمار للنشر على الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية..
يبلغ بيو السابعة والثلاثين من عمره ،إذ ولد في كانون الثاني من عام 1975 في الهافر في شمال فرنسا وقد تلاه في لائحة الجوائز توماس ريفيردي الذي حاز أربعة أصوات عن روايته ( المتبخترون ) ...
استغرق أونوديت بيو ثلاثة عشر عاما من حياته لإصدار خمس روايات هي (الكوبي ) و( خائب الأمل ) و(المفتت ) و(بيرمان ) التي حازت في عام 2007 جائزة مشتركة وكان آخرها ( الغوص ) التي حازت جائزة الأكاديمية الفرنسية..
يسرد البطل وراوي الأحداث (سيزار ) لابنه هكتور بإيحاءات قوية من السيرة الذاتية وبإيقاعات غنائية رائعة علاقته العاطفية الملتوية والمراوغة مع المصورة الإسبانية البارعة (باز ) التي أغراها وعشقها ...ويمارس سيزار الصحافة في القسم الثقافي في مجلة باريسية ، ولكي يجتذب إليه باز ، يضطر إلى كسر الحاجز الأخلاقي الذي تتطلبه مهنته فيكتب مقالات إيجابية عن معرضها ..أما (باز) فهي مصورة مولعة بتصوير أسماك القرش وعالمها المائي ..ويرسم المؤلف صورة ساحرة لهذه المرأة الشابة العاشقة والصاخبة والنابضة بالحياة كما يصف كيف وجدت عارية ميتة على شاطئ دولة عربية وقد انتشرت بلورات ملح البحر على جسدها ..
وتتملك هواجس هوميروس الكاتب المغامر حين يغوص في روايته ( الغوص ) فيلجم أفواه من كانوا يتجاهلونه ككاتب مميز ويتعاملون معه كمدير تحرير في مجلة (لو بوا ) الفرنسية فقط ...
تتألف الرواية الفائزة من 400 صفحة وتفوح منها رائحة البحر وتسمع فيها أصوات أسماك القرش التي تحتل موقعا مميزا ..ففي صفحاتها الأولى يقول الراوي لولده : " كل شيء بدأ مع ميلادك ، وكل شيء انتهى أيضا مع ميلادك ..بالنسبة لنا ..أنا والدك ، وهي والدتك ،حياتك كانت موتنا ..ذلك الكيان الجميل من جسد وروح الذي كان يسهر على ولادتك لم يعد موجودا ..الحقيقة إذاً غابت هي الأخرى ، ككل الأشياء المطلقة التي نعجز عن إدراكها.."
بهذه الطريقة يسرد كريستوف أونوديت بيو أحداث روايته معبرا عن مزاج راق وإيقاع مختلف يعيد إلينا عبق الماضي ،ماجعل لجنة الحكام ثم النقاد يشيدون بها كرواية عظيمة تتناغم مع أدب العصور القديمة، وهو الأمر الذي ذكره بيو في الكلمة التي ألقاها بعد فوزه ،إذ قال إن فوزه بالجائزة هو أمر مؤثر جدا .أما عن روايته فقال إنها تشدد على ان ثقافة العالم القديم أبدية وضرورية لفهم الحاضر والمستقبل .