لم يثنه بعد المسافة بين بغداد وكركوك عن مزاولة عمله وحرفته التي لا يعرف غيرها، والتي يمارسها عند حلول الشتاء فقط. محمد ستار شاب يبلغ من العمر 25 عاماً ويسكن في كركوك ويقوم بشراء جلود الماعزوالاغنام من الرعاة المنتشرين في كركوك ثم يبدأ بتنظيفها ودباغتها والاتيان بها الى بغداد ليبيعها. ولا يعرض محمد بضاعته في محل انيق يجذب الزبون اليه،
وانما يفترش الرصيف ليراها كل من يمر بها ويجذبه منظر الجلود وهي معروضة بطريقة تلفت الانتباه بألوانها المختلفة (البني الفاتح والغامق والاسود والابيض وحتى الرصاصي). سألته عن جلود الاغنام لأنني رأيت فقط جلوداً للماعز، فأجابني: لقد نفدت الكمية التي جلبتها معي من كركوك، ولم يتبق لي سوى جلود الماعز. ويضيف محمد ستار: تعلمت هذه الحرفة من والدي الذي عمل بها لسنوات طوال، وكنت اجيء معه الى بغداد لبيع الجلود وانا صغير، وبعد وفاته اخذت مكانه في دباغة وبيع هذه الجلود. وعن الكمية التي يبيعها قال: هناك اقبال كبير على بضاعتي اذ ابيع ما يقارب الـ (50) قطعة شهرياً، واكثر الألوان المرغوب بها هو البني بلونيه الفاتح والغامق اما اسعارها فيختلف سعر جلد الماعز عن جلد الاغنام فسعر جلد الغنم (الزوج بـ 50 الف دينار) اما سعر جلد الماعز (فالزوج بـ25 الف دينار). وموسم العمل لدى محمد كما اخبرني يمتد من شهر ايلول وحتى شهر آذار، وفي الأشهر الباقية يعمل حمالاً.
بائع جلود: مابين بغداد وكركوك أفرش جلود الماعز
نشر في: 11 نوفمبر, 2009: 06:52 م