TOP

جريدة المدى > مسرح > "يهود سيِّئون".. حين يُصبح التزمّت مثاراً للضحك

"يهود سيِّئون".. حين يُصبح التزمّت مثاراً للضحك

نشر في: 25 نوفمبر, 2013: 09:01 م

ليس هناك من شيء كحدوث وفاة في العائلة لاستخراج الأسوأ لدى الناس، على حد تعبير تشارلس آيشروود في عرضه لمسرحية " يهود سيئون  Bad Jews" . و تُعرض هذه الحقيقة غير السعيدة بدُعابة تتّسم بالهمجية على نحوٍ مُبهج في هذه المسرحية ، و هي كوميديا مفعمة بال

ليس هناك من شيء كحدوث وفاة في العائلة لاستخراج الأسوأ لدى الناس، على حد تعبير تشارلس آيشروود في عرضه لمسرحية " يهود سيئون  Bad Jews" . و تُعرض هذه الحقيقة غير السعيدة بدُعابة تتّسم بالهمجية على نحوٍ مُبهج في هذه المسرحية ، و هي كوميديا مفعمة بالحيوية و المتعة للكاتب المسرحي جوشوا هارمون، و من إخراج دانييل أوكين، و قد تم افتتاحها في تشرين الأول الماضي في مسرح لورا بيلس بنيويورك. و تقدّم فيها الممثلة تراسي شيمو، التي تقود مجموعة التمثيل الرباعية السليمة من العيوب في أفضل كوميديا لهذا الموسم، أداءً يتّسم بالضراوة كامرأة يهودية شابة، ديانا ــ و هي تفضل أن تُدعى باسمها العبري، دافنا Daphna ــ تكافح على نحوٍ عدائي للحصول على تذكار ديني خلَّفه جدّها.
أما ابن عم دافنا، لايَم Liam ( يمثّله مايكل زيجين )، فهو يعارض رغبتها الشديدة، و بتصميمٍ يباري تصميمها، و لا يفضّل بشكلٍ واضح أن يستخدم اسمه العبري، شلومو. و لا يفوت دافنا المتزمتة دينياً هذا الأمر البسيط حين تبدأ تهاجم لايَم باتهامات ازدراء الدين الذي ولد فيه. لكن هناك عندئذٍ مدفعية صغيرة بقيت غير مستعملة حين يبدأ لايَم و دافنا يتقاتلان بجد بشأن الحلية الذهبية ذات الكلمة العبرية " شَي chai " ( حياة ) التي تركها جدهما، و قد بقيت في أمان خلال سنواته في معسكر للاعتقال باحتفاظه بها تحت لسانه.
و يبدو أن كوميديا السيد هارمون، التي بدأت حياتها مع نفس المجموعة من الممثلين في السنة الماضية في مسرح الصندوق الأسود black box لفرقة الراوندأباوت المسرحية، قد انتعشت أمورها في انتقالها إلى الطابق الأعلى. ففي الأقل يكون من الأسهل تذوق العناد والذكاء الذي تسلخ به دافنا و لايَم أحدهما الآخر فيما يتعلق بمسألة أي حفيد منهما يستحق هذا التذكار الذي له معناه. إذ يبدو الأمر أحياناً، في المسرح الأصغر، و كأنك محشور في علبة حذاء مع اثنين من القوارض يتقاتلان على كرة غذاء وحيدة. أما في بيلس الأكبر، فإنك لا تشعر و كأن دافنا يمكن ، في أية لحظة، أن تشلّك بحملقتها المزدرية و تتهمك بقلّة الإيمان.  
و هذه ليست ، للأسف، حال المتفرجَين الاثنين اللذين يأملان في يأس ألاّ يكونا طرفاً في النزاع. فما أن وصل لايَم بعد جنازة جده تماماً حتى وضع دافنا على الحافة الآن، إذ أن لديه سبباً وراء غيابه : فقد أسقط إيفونه iPhone من مصعد للتزحلق في أسبن. ( و هذا ليس بالنوع من الأشياء الذي يحدث لدافنا. ) و أحضر معه ميلودي ( مولي رانسون )، الصديقة التي كانت ترافقه، و هي طالبة موسيقى سابقة، حلوة و مجنونة قليلاً. فتنطلق دافنا، التي توبخ لايَم لكونه يواعد على الدوام تحت درجة وزنه الفكري، ساخرةً باحتقار من ميلودي. و عندما يشتد النزاع و يغدو ضارياً، تتسبب ميلودي المسكينة، بفضل رقة و دعابة الممثلة الآنسة رانسون التي تقوم بدورها هذا، في أذىً إضافي كبير.
و هذا ما يفعله أيضاً أخو لايَم، جوناه Jonah ( فيليب أتينغر )، الذي كان يشاطر دافنا شقة صغيرة ليومين و له مظهر منكمش لشخصٍ مقذوف في قفص مع أسد. و قد يكون لدى جوناه هذا سطور مهمة أقل من أية شخصية أخرى من شخصيات المسرحية، لكن الممثل أتينغر يحصل على ما يحصل عليه زملاؤه الممثلون والممثلات من ضحكات الجمهور. و يمكن القول إن الأسلوب الذي ينسل به جوناه و يتوارى حول هوامش النزاع، و الذي يبدو معه و كأنه يود ليس فقط الفرار من الغرفة بل و الزحف خارجاً من جلده، هو أسلوب مضحك إلى حد كبير.
 عن/ THE WALL STREET JOURNAL

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram