(اللهم اني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) دعاء يردده الكثير من العراقيين قبل دخولهم الى المكان المخصص لقضاء الحاجة، لاتقاء شر الشياطين قبل ان تطأ أقدامهم المرحاض، او التواليت وهي التسمية المستمدة من تأثيرات الحداثة في المفردات الشعبية ، وبفضلها – تأثيرات الحداثة - أطيِّح الحفّافة لتحل بدلا عنها خبيرة التجميل. الأمثلة كثيرة ، لكن المهم في المسالة ان الخباثة بمعناها المتداول صفة تلاحق من يستخدم مختلف الألاعيب والمكائد لتحقيق مصالحه الشخصية سواء بالنفاق او بمسح "جتاف المسؤولين" والتقرب اليهم بإشعال صفحة ضحاياهم ، وكان هذا السلوك سائدا في وحدات الجيش العراقي السابق ، وخاصة من قبل نواب الضباط، ومعظمهم يتحدرون من محافظة ذي قار فالحقوا بمدينتهم تسمية "المحافظة الخبيثة" المعروفة بإنجابها رموزا كبيرة وقامات عالية جدا في المجالات الإبداعية كافة ، فأصابها الحيف بفعل نواب ضباطها ، واشهرهم امر سيطرة الفرقة الأولى الذي طالما تردد اسمه في الإذاعة الإيرانية لإثارته الرعب في نفوس الجنود النازلين الى البلدة من دون الحصول على إجازة او عدم تعرض.
(نون ضاد) درجة خامسة في انضباط الفرقة الأولى ينقل عنه انه لا يرتدي المعطف أيام الشتاء خشية ان يستسلم للنوم بفعل الاستمتاع بالدفء فيوفر لابي خليل الجندي فرصة اجتياز السيطرة من دون الخضوع للتفتيش الدقيق ، والتأكد من حصوله على مساعدة او إجازة . والرجل في إجازته كان يرتدي الزي العسكري وبيرية الصنف الحمراء ، و أثناء توجهه لحضور مجلس فاتحة أقيم في احدى نواحي الناصرية ، فرّ عشرات الشباب "الفرارية" وتركوا الجادر عندما شاهدوا النائب الضابط ، وتصوروا انه قائد مفرزة انضباطية مكلفة بالقبض على الهاربين من الخدمة العسكرية .
"السلوك الخبيث" انتقل الى الكتل النيابية الكبيرة عندما اعتمدت نظام سانت ليغو المعدل في احتساب الأصوات ، في قانون الانتخابات ، بقسمة عدد الأصوات على 1.6، وباتفاق الجميع اعتمدت "فقرة خبيثة " تفوقت على ممارسات النائب الضابط فحرمت القوى الصغيرة من إمكانية تمثيل قواعدها الشعبية في البرلمان المقبل ، وتم التصويت بالتوافق ، ولم يعترض احد على "الممارسة الخبيثة" وكأن الجميع اعلنوا التطوع في صنف الانضباط لملاحقة القوى الديمقراطية بوصفها جماعات تضم "الفرارية" من المستبعد في ظل وجود "الفقرة الخبيثة" تحقيق أهدافها في الوصول الى السلطة التشريعية .
"اللهم أعوذ بك من الشياطين" ممن وضع على رأسه البيرية الحمراء او السوداء او البيضاء أو "تروبط" (لبس الرباط) حديثا من أصحاب النفوذ في المشهد السياسي المعروف بعروضه الهزلية على خشبة التوافق ، وأصحاب البيريات على اختلاف أنواعها ادركوا حجم الخسارة الفادحة في الانتخابات المحلية الأخيرة فاتفقوا على توحيد آرائهم للتصويت على تعديل القانون، فرددوا الدعاء قبل الدخول الى القاعة والجلوس تحت قبة البرلمان ليطردوا الشياطين بفقرة خبيثة ستدفع ثمنها القوى المؤمنة بتوطيد التجربة الديمقراطية في العراق ، المطرودة من المشهد السياسي الراهن ، بقرار مبيت من أصحاب البيريات السوداء والبيضاء و"المتروبطين" حديثا، ولم يشارك فيه صاحب السيدارة الشهيرة النائب السابق عدنان الدليمي لأنه خارج التغطية .
الفقرة الخبيثة
[post-views]
نشر في: 25 نوفمبر, 2013: 09:01 م