TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > " فطور" سعدون الدليمي وحجاب ميكي ماوس

" فطور" سعدون الدليمي وحجاب ميكي ماوس

نشر في: 26 نوفمبر, 2013: 09:01 م

يبدو أن الدكتور سعدون الدليمي يحب حفلات الفطور التي يسميها الغربيون " Breakfast " وأن غرامه بهذه الحفلات الصباحية طغى على كل شيء، وأصبح خارج السيطرة حتى انتقل من الهوايات الشخصية إلى التحليلات السياسية .
الدليمي في واحدة من كبرى خبطاته السياسية ، كشف لنا عن نجاح زيارة المالكي إلى واشنطن ، فنراه يقول بكل ما أوتي من غرام أن : " الزيارة إلى أمريكا حققت أكثر مما كان يتوقع الوفد العراقي ، فقد أخذنا السيد بايدن إلى بيته لنتناول الفطور " ، وهكذا كما هداه تفكيره ، فقد ضربنا عصفورين بحجر، بايدن خالف البروتوكول وأخذ الوفد العراقي إلى بيته ، والمالكي أصبح أقرب من حبل الوريد إلى قادة البيت الأبيض . الله.. الله.. تصفيق حاد.. ودموع تذرف .. واسمع من ساحات العراق كلها صيحة " مبرووووووك " !
الآن وقد عرف الشعب العراقي المعذب أن قادته نجحوا في الدخول إلى بيت نائب الرئيس الأمريكي ، وتمازحوا مع عائلته وتبادلوا الصور التذكارية وتناولوا الطبق الأمريكي الصباحي المكون من " بيض وسجق وفطر ونصف حبة طماطم " ، لابد أن نتساءل كيف يفكر مسؤولونا الذين يملكون كل هذه الخبرات في مجال العلاقات الدولية ؟
لا حدود في جمهوريات الكذب والخديعة والانتهازية لأي شيء ، فالمضحك أن البعض أراد من الناس أن تصدق أن فطور بايدن ، شيء لم يتكرر في التاريخ ، وهو أهم بكثير من السؤال عن عودة نشاط القاعدة، والفوضى الأمنية التي تجتاح البلاد ، فالوزير الذي يتربع على كراسي الثقافة والدفاع يعرف جيدا ان أحداً من بين 325 برلمانيا لن يستطيع ان يسأله : أين تذهب المليارات التي تصرف على وزارة الدفاع ، وقواتنا الأمنية تفتقر للسلاح المتطور وللخبرات ؟
لا تستطيع جهة رسمية أن تناقش هذه الخرافات، لأن دولة القانون ستهدد بحرب نووية على الجميع، وسواء كان سعدون الدليمي جاداً أم مازحاً، فعلى العالم أن يرتعد عندما يدرك أن الفارق الوحيد بين مواهب مسؤولينا ، ومواهب الكائنات الخرافية هو " فطور بايدن "
اليوم لا تعني لنا كثيرا المسائل الكبرى التي لا يحق لنا إبداء رأي فيها أو طرح سؤال عنها ، ولهذا دعونا نبحث عن القضايا الصغيرة التي لا تثير اهتمام السيد الدليمي ، كمثل الذين يموتون بالعشرات قتلاً كل يوم بسبب فساد قادتنا الكبار ، ومثل الذين شردتهم الأمطار وسوء الخدمات ، الذين يحلمون بسكن يليق بالبشر ، ومثل الذين يأملون ببلاد لا يعتبر فيها الأمن والعدالة والكرامة والتعليم والصحة قضية كبرى، وحلم لا يبلغه إلا من هتف لقادة البلاد في الساحات والشوارع .
والآن هل تعرفون في ظل أنباء " فطور سعدون الدليمي " ما هو النبأ الجيد الوحيد الذي خرج من العراق خلال عشرة أعوام؟ أنه: الشعب العراقي يتصدر قائمة البلدان العربية الأكثر ذكاءً ، فقد كشفت دراسة عالمية نشرتها شبكة "غود نت" عن ترتيب دول العالم وفقاً لمعدلات الذكاء، وذلك باستخدام المقياس العلمي الشهير "آي كيو IQ"، وهو ما يعرف بمتوسط نسبة الذكاء ، .. ، فقد كشفت الدراسة ، عن تصدر العراقي قائمة البلدان العربية بمتوسط 87 درجة، ما جعل العراق يحتل المرتبة 21 عالمياً.. وأعتقد ان هذا المقياس لا يشمل ساسة العراق ، فمعظمهم يتباهى بجنسسيته الأوروبية الأمريكية ، وعوائلهم تستقر في لندن وأوتوا وكوبنهاكن وباريس وواشنطن .
لست ضليعا في شؤون الفكر والتفكير ، كما كان المرحوم هيدجر ، لكني قرأت يوما أن ميكافيللي الذي يقتدي به معظم ساستنا دون ان يقرأوا له سطرا واحدا كتب ذات يوم ان "أول طريقة لتقييم ذكاء الحاكم بأن تنظر للرجال الذين حوله " وتعالوا انظروا إلى أذكياء أمتي فماذا ستجدون ؟ خضير الخزاعي عندما كان وزيرا للتربية ، رفض عرضا لشركة أمريكية بتصنيع كومبيوتر لطلبة المدارس الابتدائية ، والسبب أن في جهاز الحاسوب شخصيات كارتونية طلب من الشركة أن تلبسها الحجاب ، وأن تلغي النغمة الموسيقية ، فكيف لبلد مؤمن مثل العراق يتفرج أطفاله على ميكي ماوس غير محجب ؟ هل تريدون المزيد ؟ وزير الكهرباء يقيم مهرجانا للشعر الشعبي يطلق عليه مهرجان " الهمة " للتغني بالتيار الكهربائي ! هاكم المزيد: نائبة تصرّ على أنها الأحق بتولي وزارة الدفاع لأن إخوتها ضباط كبار في الجيش !
لا تنسوا اننا نعيش في جمهورية المالكي التي لم تحتمل وجود سنان الشبيبي ومحمد مكية ، وغيرهما طابور طويل من الأفذاذ، لكنها تضع الخزاعي والدليمي والسنيد وعالية نصيف في صدارة المشهد السياسي !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 9

  1. سامي الحاج

    بالله عليك استاذ علي أن تكتب عمودك القادم عن موقف وفد الانبار إذا لم يلبي المالكي مطالبهم وقال إن وفد الأنبار اتفق مع المالكي على تحديد مهلة 35 يوما لتنفيذ حزمة المطالب، واجراء التغييرات الامنية خلال 10 ايام وبخلافه سيمتنع الوفد من زيارة بغداد مرة ثانية..

  2. حنا السكران

    بس لا نسى مفكرته بمعلوماتهه السرية بمطبخ بيت بايدن

  3. عادل سامي

    عالية نصيف جاسم ههههههههههههههه

  4. dr.AHMED ABDUL HAMID

    مقاله رائعه لصحفي شريف

  5. Ammer

    صدقت ورب الكعبه ،يزيدني فرحا عندما أجد أنك تكتب بصراحة تامه وتدون الاسماء الصريحة والحقائق ،والله انني لم أجد صحفيا صريحا، شجاعا،متميزا مثلك ليس من باب المجامله لأني أعرف أسمك وأقرأ ماتكتب الف شكر وتقدير حفظك الله من كل مكروه

  6. حسن الدراجي

    شكرا لك اخي علي حسين ...على كل كلمة خطها قلمك الشجاع ... نفخر ان يكون لنا ابناء يكتبون بمثل هذه الصراحة والشجاعة والمصداقية ...

  7. ميلاد

    د سعدون الدليمي رجل شريف وعظيم ووطني وافضل من عملاء الخليج من السياسيين واصحاب الصحف المسمومه عدة الشعب العراقي.

  8. محمد سعيد العضب

    هل لايعتقد كاتبنا الحق ان السمه المميزه لساسه العراق منذ تاسيس دولته من قبل الانكليز وليومنا الحاضر هي الانتهازيه والتزلف والشعارات الفارغه والضياع الفكري علاوه علي المهاترات والصراعات والتحزبات العمياء ,لهذا يمكن القول انه لم يتطور في بلدنا الضا

  9. ابو محمد

    أخي الكاتب لم يحدث في وزارة التربية في عهد الخزاعي ما تفضلت به من رفض الخزاعي لشركة أمريكيةو حجاب ميكي ماوس أو سندرلا أو بياض الثلج و لا أعلم من أين أتيت بهذه الرواية. أرجو التأكد من معلوماتك. تحيتي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram