وسط جدل حول مدى تأثير اتفاق جنيف بين إيران والدول الست، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، وإن هذا الأمر هو "خط أحمر بالنسبة لإيران" وحق من حقوقها. وقال روحاني للتلفزيون الإيراني الرسمي إن الاتفاق "خطوة أولى
وسط جدل حول مدى تأثير اتفاق جنيف بين إيران والدول الست، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، وإن هذا الأمر هو "خط أحمر بالنسبة لإيران" وحق من حقوقها.
وقال روحاني للتلفزيون الإيراني الرسمي إن الاتفاق "خطوة أولى إيجابية جداً، لكن المسيرة لا تزال طويلة"، مؤكداً أن "تخصيب (اليورانيوم) الذي يشكل جزءاً من حقوقنا سيتواصل. إيران لن تتخلى أبداً عن أنشطتها للتخصيب".
وتابع: "لقد أحدثنا ثغرة في الملف النووي، وهناك الكثير للقيام به. البعض في الخارج لا يريد حلاً لهذه القضية، وقد تكون هناك أطراف في بلادنا تتحرك في شكل سخيف"، في إشارة إلى مواقف بعض المنتمين إلى الجناح المتشدد في النظام.
واعتبر روحاني أيضاً أن اتفاق جنيف أحدث "تغييراً في الأجواء" في بلد يشهد أزمة، في وقت يسعى إلى خفض التضخم إلى أقل من 25% مع نهاية السنة الإيرانية في 20 مارس 2014 مقابل 43% مع تسلمه لمنصبه.
يأتي ذلك بينما حذر جوش إيرنست، مساعد المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما، الكونغرس من التصويت على عقوبات اقتصادية جديدة ضد إيران، معتبراً أنها ستأتي بنتائج معاكسة في وقت تنفتح فيه "نافذة دبلوماسية" حول البرنامج النووي لطهران.
وأكد إيرنست في مؤتمر صحافي أن واشنطن لا تعاقب الإيرانيين بالعقوبات، إنما تهدف إلى الضغط على إيران لتختار الدبلوماسية"‘ موضحاً أهمية استغلال الفرصة الدبلوماسية المتاحة في الوقت الحالي.
من جانب اخر أظهر مسح نشرت نتائجه الثلاثاء أن الأميركيين يؤيدون الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه هذا الأسبوع مع إيران بفارق 2 إلى 1 وأنهم قلقون للغاية من لجوء الولايات المتحدة إلى العمل العسكري ضد طهران حتى إذا فشل المسعى الدبلوماسي التاريخي.
وتشكل هذه النتائج نبأ مفرحاً نادراً في استطلاعات الرأي للرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي تراجعت شعبيته في الأسابيع القليلة الماضية بسبب الطرح الفاشل لقانون إصلاح الرعاية الصحية الذي يحمل اسمه.
ووفقا لمسح رويترز/إبسوس عبر 44 في المائة من الأميركيين عن تأييدهم للاتفاق المرحلي الذي تم التوصل اليه بين إيران والقوى العالمية الست في جنيف بينما عارضه 22 في المائة.
وفي حين أشار الاستطلاع إلى أنه لا توجد ثقة تذكر بين الأميركيين تجاه نوايا إيران إلا أن المسح أبرز أيضاً رغبة قوية في تفادي تورط عسكري أميركي جديد بعد حربين طويلتين ومكلفتين في العراق وافغانستان.
وحتى في حالة فشل الاتفاق مع إيران، فإن 49 في المائة من الأميركيين يريدون أن تزيد الولايات المتحدة العقوبات بينما يعتقد 31 في المائة أنه ينبغي لواشنطن أن تبذل المزيد من الجهود الدبلوماسية، لكن 20 في المائة فقط يؤيدون استخدام القوة العسكرية الأميركية ضد إيران.
وفيما يعكس شكوكاً عميقة بشأن صدق نوايا إيران بعد أكثر من 3 عقود من القطيعة بين البلدين أظهر الاستطلاع أن 63 في المائة من الأميركيين يعتقدون أن برنامج إيران النووي يهدف إلى تطوير قنبلة على الرغم من أن طهران تقول إن المشروع مخصص للأغراض المدنية. وبحسب الاستطلاع، اتفق 65 في المائة ممن شملهم الاستطلاع على أنه ينبغي للولايات المتحدة "ألا تصبح متورطة في أي عمل عسكري في الشرق الأوسط ما لم تتعرض أميركا لتهديد مباشر"، واختلف 21 في المائة مع هذا الرأي. لكن بدا واضحاً أن تأييد الرأي العام الأميركي لإسرائيل يبقى مرتفعاً على الرغم من إدانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للاتفاق مع إيران، والذي وصفه بأنه "خطأ تاريخي" وظهور توترات جديدة في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية.
وأيد 50 في المائة فكرة أنه يجب على الولايات المتحدة أن "تستخدم القوة العسكرية للدفاع عن إسرائيل ضد التهديدات لأمنها أيا كان مصدرها"، واختلف 31 في المائة مع هذا الرأي.
وأجري استطلاع رويترز/إبسوس عبر الإنترنت في الفترة من الأحد إلى الثلاثاء وشمل 591 شخصاً، ويحمل هامش خطأ بالزيادة او النقصان قدره 4.9 نقطة مئوية.