TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الآسيوي يحمي المتمردين!

الآسيوي يحمي المتمردين!

نشر في: 27 نوفمبر, 2013: 09:01 م

في خطوة غير محسوبة ولا يمكن وصفها إلا بالتهديد الاستعراضي ، راح رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم البحريني سلمان بن إبراهيم يُظهر قوة اتحاده من برج سطوته ككيان قاري يستمد شرعيته من الاتحادات الأهلية التي اختارته للدفاع عن مصالحها التي لا يستذكرها إلا عندما تتعرض إلى أزمة (حياة أو موت) لإنقاذ قياداتها من مصير التخلي عن مقاعدهم لأسباب شرعية لا علاقة لها بضغوط خارج أطار كرة القدم ، فعمد ابن إبراهيم إلى تدليس تصريحه على هامش اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي الأخير بعبارة " لن نتساهل بخصوص تدخل الحكومات في القضايا كالتي تواجه الاتحاد العراقي لكرة القدم وسنتعاون مع (فيفا) في عملية إعادة وضع إدارة هذا الاتحاد " !
مبدئياً ، لا يمكن انسلاخ أي اتحاد منضوٍ الى (فيفا) من المواثيق التي تحدد علاقته بمحيطه في بلده وكيفية التناغم مع المؤسسات التنفيذية والتشريعية لإدارة شؤون لعبة كرة القدم من دون التداخل في الصلاحيات أو فرض قرارات تهدد الاتحاد الأهلي وتنسف تعهداته للاتحاد الدولي ، لكن لا تستوي قضايا جميع الاتحادات في أزمة واحدة ، فالتعايش بين منظومة اللعبة وبقية الكيانات المسؤولة عن ملف الرياضة "برلمانياً" والشباب والأولمبية والأندية لابد ان يفرض واقعاً مصيرياً - مشتركاً بحلقات غير منفصلة عن قانون البلد ومال الحكومة ، وبالتالي من غير المنطقي أن يُترك الاتحاد العراقي لكرة القدم (يستفرد ويتمرّد ويتوعد) أي طرف آخر يدلي برأي منصف في قضية تمس سمعة ونزاهة العراق في ممارسة انتخابية افتضح عدم شرعيتها مثلما حكمت (كاس) لارتكابها أخطاء كثيرة استفاد منها مجلس إدارة الاتحاد في حسم الأصوات وخداع الاتحادين الدولي والآسيوي بجدارة فوزه في الدورة 2011!
ترى هل في أجندة رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن ابراهيم استثناءات لحماية مجالس إدارات غير شرعية ومتمردة تجيز له الالتفاف حول جوهر الأزمة العراقية التي تختلف كلياً عمّا يحصل في اتحادات اخرى ؟! مشكلتنا ان اللوائح الانتخابية الرياضية العراقية وضعت لحماية الأشخاص وليس الاتحادات وهي طامة كبرى لم نجد لها مثيلاً حتى في اضعف الاتحادات العربية، إذ تشرعن لوائحنا لبقاء الرئيس حياً في كرسيه طالما إن بقاءه أو إقصاءه مرهون بيد هيئة عامة ديدنها الموالاة وتفتقر لثقافة المعارضة من أجل التصحيح لكونها لم يعصف بها التغيير هي الأخرى ، فمن يسقط من ؟!
لذلك من مصلحة رئيس الاتحاد الآسيوي اليوم ان يتشاور مع الحكومة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة ويوظف جهده لتسمية ممثلين خبراء معتمدين بإمكانهم زيارة العراق ولقاء أطراف الأزمة لما لشخصياتهم الرياضية الكفوءة مثل الدكتور شامل كامل " المستشار الفني لـ(فيفا) " من تأثير كبير في إيجاد حل سريع يحقق الغاية من صدور قرار محكمة (كاس) قبيل أن تتعرض منتخباتنا الوطنية إلى تعليق أنشطتها بعد 20 كانون الثاني المقبل، بدلاً من بقاء الأزمة تحت أنظار الاجتهاد والرؤية المتقاطعة والترقب بدافع (كسر العظام) لكلا الطرفين، هذه الإرهاصات تثير قلق الحكومة والبرلمان والقضاء والشعب في أية دولة بسبب التفسيرات الخاطئة لمنع تدخل الحكومات في شؤون كرة القدم والتي اتخذتها الاتحادات الفاشلة سلاحاً بوجه من يروم الإصلاح وانهاء الوضع المرتبك وانتخاب أشخاص مؤهلين علمياً وفنياً للمحافظة على استقرار الاتحاد من العواصف الداخلية والخارجية.
لقد جرّب الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي للعبة القطري محمد بن همام الاصطدام مع حكومتي الكويت واليمن عبر سلسلة من البيانات لم يترك فحواها فرصة للمسؤولين في الدولتين لالتقاط الأنفاس ويرفعوا أيديهم عن ملفي اتحاديهما بسبب تصاعد موجة الاستياء من ضعف اللائحة الانتخابية وتداخل أوامر وزارية وبرلمانية في حيثيات الأزمة ، لكن ابن همام لم يحصد نجاح حملته المضادة للتدخلات الحكومية إلا بعد جلوسه شخصياً في قصري الرئاسة الكويتية واليمنية للتداول المباشر والاستماع الى موجبات الاعتراض ، فمن الحكمة تقبل وجهة النظر الحكومية وتنشيف منابع التوتر بينها وبين اتحاد الكرة لضمان علاقة جيدة تنعكس على مصالح الكرة العراقية وتقوّي مكانتها دولياً وتشجع المعنيين بتطويرها على الإسهام في وصولها إلى مرحلة الاحتراف الشامل التي حدد الاتحاد الآسيوي نفسه موعداً لها نهاية عام 2015 باعتبار الاتحادات الوطنية 46 المنضوية تحت لوائه مطبقة لشروط الاحتراف جميعها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حامد اسماعيل حسين

    الاخ اياد الصالحي سلام عليكم--انا متابع رياضي جيد كوني عاشق لكرة القدم لكن لم ارى في عمري في بلد وزير رياضته غير رياضي ولايفقه شيء بالرياضة رجل روزخوني من الاخوة في حزب الدعوة جناح المالكي واتحدى وزير الشباب اذا يعرف اي قانون من قوانيين الالعاب الرياضية ا

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram