TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بيان الداخلية.. وعودة الجثث المجهولة؟

بيان الداخلية.. وعودة الجثث المجهولة؟

نشر في: 29 نوفمبر, 2013: 09:01 م

مبارك.. إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة الإنجازات الكبيرة التي حققتها القوات الامنية خلال السنوات الماضية، لقد عادت الجثث المجهولة ترمى في ضواحي العاصمة، عادت ومعها الأمن والأمان، والدراما المعتادة لوزارة الداخلية التي من كثرة إعادتها أصبحت "ساذجة"، فالوزارة مشكورة كشفت لنا سر هذه الجثث حيث تبين للجميع: أن المجاميع الإرهابية وبعد أن عجزت عن مواجهة القوات الأمنية لجأت إلى استهداف المواطنين العزّل"
في ظل مثل هذه البيانات يصبح القتل سهلا، وعاديا جدا، ويمكن لأية مجموعة ترتدي ملابس عسكرية أن تصدر حكما بقتل أي مواطن، في كل مرة تعود الجماعات المسلحة إلى سيرتها القديمة، في النظر إلى أبناء الشعب باعتبارهم خارجين على القانون ويجب تربيتهم وإعادتهم إلى الحظيرة، ينبغي ضربهم وقتلهم من أجل ألا يتطاولوا على أسيادهم.
والآن دعونا نطرح السؤال الذي لا يريد أحد أن يجيب عنه.. مَن له المصلحة في عودة الجثث والقتل على الهوية؟.. من يحمي القتلة أصحاب الملابس الرسمية؟
سيقولون حالات فردية... وسنردّ: إذا كانت فردية فلماذا لا توقفونها؟ لماذا نرى القوات الأمنية وهي صنديدة وجسورة في حصار المتظاهرين، وعاجزة وفاشلة في مواجهة جماعات مسلحة تتجول في الشوارع، وتحوّل بعض مناطق بغداد إلى مجازر بشرية؟
لماذا عادت أخبار القتل والتهجير وقطع الرؤوس؟.. لماذا يتصور البعض أنه يمتلك سلطة مطلقة، وأن القانون في جيبه؟
كم قتيلا يجب أن يسقط حتى تعتذر وزارة الداخلية.. ولماذا تصر القوات الأمنية على رفع شعار: لن نحميكم إلا إذا كنتم عبيداً للقائد.
أراد الجناة أن يقولوا لكل مواطن إنه في مرمى نيرانهم، وإن بإمكانهم النيل منه متى شاؤوا، أرادوا أن يستخفّوا بما تردده أجهزة الدولة عن حمايتها للعراقيين جميعا والضمانات التي قدمتها لهم، ولتثبت بالدليل القاطع أن هناك قوى لديها سلطة ونفوذ أكبر من سلطة القانون والدولة.
إلى أين؟ تقودنا الجثث المجهولة ؟
تتكرر الأسئلة، ولا شىء يتغير سوى إجابات وزارة الداخلية الجاهزة، وهي  بيانات لم تعد صالحة للاستخدام البشري، لا رهان على الدولة، ولا استقرار مع قوى سياسية تتناحر من اجل المناصب والمغانم،  ولا انتصار لمن يتوهم استعادة قوته  بالتحالف مع الجماعات المسلحة، ولا شىء سوى الانسجام مع الفوضى  والخراب.
إلى أين يمضون بنا؟ الجثث التي ترمى في الطرقات تقول الكثير؟ لكن البرلمان والحكومة والقضاء يلفهم صمت قاتل.
ما جرى خلال الأيام الماضية يقول إن أشياء كثيرة لم تتغير، وإن هناك من لا يريد أن نمضي نحو مستقبل آمن، وهو تكرار لجرائم كثيرة ارتكبت وسترتكب في المستقبل، وإن اختلفت التفاصيل والوجوه، فالذي حدث أن مواطنين يفقدون حياتهم بمنتهى البساطة، لأن القانون جرى تغييبه وتجاوزه بمعرفة من هم مسؤولين عن تطبيقه والدفاع عنه، من البصرة إلى بغداد إلى الأنبار المتهم واحد: شخص ما قرر أن يطلق الرصاص على القانون ويتصرف منطلقاً من إحساس متضخم بالسلطة والنفوذ.
ماحدث يجب أن ينبهنا، إلى أن بعض سياسيينا الذين رفعوا شعارات دولة المواطن في الانتخابات، إنما كانوا يخططون ليوم يسلبون فيه المواطن حياته، بعد أن سلبوا منه أمنه وحاضره ومستقبله وثرواته.
ولهذا ستظل المجازر التي تحدث في الحرية والشعلة والبياع والطارمية والبصرة، نقطة سوداء في ثوب معظم السياسيين، وستبقى وصمة عار تلاحق كل من تواطأوا بالصمت وتلوثوا بتقديم المبررات والمسوّغات لمرتكبيها.
ما لم تقم الحكومة ومعها القضاء بردّ اعتبار الذين قتلوا فإنهم سيظلّون أقرب إلى دولة الاستبداد، منهم إلى دولة العدالة الاجتماعية والحرية كما حلم بها العراقيون.
ستنتهي السطور التي تكتب عما جرى من أعمال وحشية.. لكن سيبقى سؤال واحد: من أصدر أوامر القتل بحقّ هؤلاء المواطنين؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. خليلو٠٠٠

    لا تحتاج القضية الى سفسطة وتشدقات وتصريحات هذا وذاك فالحل موجود فعندهم بطل مغوار صاحب الصولات والجولات وهو مستعد لتنفيذ المهمات الصعبة التي تعجز عن حلها الفرسان ذوي الكروش المدمنين على اللهو بالموبايلات المنتشرون في كل مكان وزمان فلم لا يوكل امر اصدياد ا

  2. Fawzi

    هو أكو غير العصا ىب والبطاطا وبدر والقاعدة فعل ورد فعل او ولد الخائبة ده ايروحون بيه

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram