اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > البخل أحيانا يكون دافعاً للجريمة

البخل أحيانا يكون دافعاً للجريمة

نشر في: 1 ديسمبر, 2013: 09:01 م

القسم الأول كان قاسم جالساً في غرفته بإحدى مدارس الرصافة الثانية يستقبل أوراق التلاميذ الجدد القادمين للتسجيل في المدرسة وذلك قبل أيام من بدء العام الدراسي ، دخلت عليه سيدة تبحث عن وسيلة لاستثناء طفل من أقاربها من شرط سن الالتحاق بالمدارس حيث أن الط

القسم الأول
كان قاسم جالساً في غرفته بإحدى مدارس الرصافة الثانية يستقبل أوراق التلاميذ الجدد القادمين للتسجيل في المدرسة وذلك قبل أيام من بدء العام الدراسي ، دخلت عليه سيدة تبحث عن وسيلة لاستثناء طفل من أقاربها من شرط سن الالتحاق بالمدارس حيث أن الطفل لم يبلغ السادسة من عمره .
وقالت السيدة ان هنالك أشخاصا دلوها عليه وأن القرار بيده وهو يستطيع أن يتجاوز أية تعليمات أو قانون إذا أراد ذلك ، وكعادة المرتشين المنتشرين في الدوائر الحكومية قال قاسم: 
- إن الأمر صعب ، وإنه يخالف القانون وإنه يود مساعدتها ولكن المسألة ليست سهلة وهي مسؤولية لا أتحملها.. توسلت المرأة له وطلبت منه المساعدة وألمحت إلى أنها مستعدة لدفع الثمن، ولكن عليه أن يراعي ظروفها حيث أنها مطلقة وليس لها من يعيلها .
صمت قاسم وبدا في تفحص المرأة .. إنها مطلقة .. وعمرها يناهز الرابعة والعشرين ،وهي شابة بيضاء اللون جميلة مستديرة الوجه ممتلئة القوام والمؤخرة ،وهو ما يروق لقاسم كثيراً .. بعد لحظات من الصمت وبعد أن اختمرت الفكرة في رأس قاسم أخذ يقلب صفحات الملف الذي أخذه من المرأة وأطرق برأسه كمن يبحث عن حل لهذه المشكلة .. وبعد تفكير طلب من المرأة الحضور بعد يومين وإنه سيتصرف بالأمر .. 
انصرفت (أمل) وكان هذا هو اسمها .. وقد بهره جمالها المتميز و عمرها الذي لا يتجاوز نصف عمره .. بعد يومين عادت (أمل)،و كانت أجمل مما رآها في المرة السابقة ، ويبدو أنها فهمت مراد قاسم وراقتها الفكرة ، بل ويبدو أنها عندما قالت له إنها مطلقة .. كانت تهدف لإثارة فكرة معينة في رأس هذا الكهل .. تم قبول الطفل في المدرسة .. وعرض قاسم على أمل الزواج منها فوافقت مباشرة .. كون قاسم موظفا حكوميا وله دخل ثابت وهي مطلقة تحتاج إلى رجل يحميها، ولكن (أمل) كانت ترى الفرق الكبير في العمر بينها وبين قاسم وتحس بلهفة كبيرة إلى إتمام الزواج وشعرت بقدر جمالها وتأثيرها الجذاب عليه .. ولهذا اشترطت على قاسم أن يكتب لها مؤخرا قدره خمسة ملايين دينار.. وافق قاسم على الفور ، لكنه اشترط أيضا ألا يعلن هذا الزواج إلا بعد تطليق زوجته الثانية .. تمت الصفقة وتم الزفاف وادعى قاسم لزوجته انه ذاهب إلى كربلاء والنجف للزيارة وسيظل أسبوعا هناك .. بينما كان يقضي هذا الأسبوع مع زوجته الجديدة ..وما لبث قاسم ان طلق زوجته الثانية وتفرغ لزوجته الثالثة الجميلة . 
اصطحبت (أمل) ابنها للعيش معها مع زوجها الجديد ، وانتظمت الحياة عادية لمدة وجيزة ، ولكنها ما لبثت أن اصطدمت بفارق السن الكبير بين الزوجين وعدم قدرة قاسم على الوفاء بمطالب الحياة الزوجية وبخله الشديد ، وبدأت المشاجرات والخلاف ينشبان بين قاسم وأمل ،ومع الوقت تجاوزت المشاجرات مستوى الصراخ إلى الاشتباك بالأيدي والضرب بالأرجل وشد الشعر والضرب المتبادل بين الطرفين حيث كان حديث الجيران والشارع... ولم تمض شهور حتى طلبت (أمل) الطلاق من زوجها ، وبالطبع رفض قاسم تطليقها لأنه سوف يدفع قيمة المهر المتأخر الذي أصبح سيفاً مسلطاً فوق رقبته .. فبدأت (أمل) تسخط عليه وتحولت العلاقة بينهما إلى مشاجرات مستمرة .. وفي مساء يوم ممطر عاد (قاسم) إلى المنزل فلم يجد زوجته وابنها .. تناول الزوج وجبة العشاء وحده وجلس يشاهد برامج التلفزيون .. وعادت أمل لم تكترث له ولم تلق عليه التحية ، جلست أمامه مطلقة سيلاً من السباب عليه .. لم يحرك ساكناً ،فقد اعتاد على ذلك .. وفجأة نهضت واتجهت إلى التلفزيون وأغلقته طالبة من قاسم الكف عن إزعاجها ،فهي تريد ان تنام ، لكن قاسم أسرع بتشغيل التلفزيون وازدادت وتيرة السباب وتحولت إلى الضرب بالأيدي.. كانت (أمل) بحكم عمرها قوية وكادت تطرح قاسم أرضا إلا انه تماسك واستطاع طرحها ً بجوار السرير وامتدت يده إلى قطعة قماش وجدها بجواره وقام بكتم أنفاسها ، حاول الطفل إنقاذ أمه ولكنه لم يقدر لصغر سنه ، ضغط قاسم على أنف ورأس أمل بكل ما أوتي من قوة حتى فارقت الحياة .. نهض بعدها قاسم من على جثتها وبلا تردد قام بخنق الطفل مستخدماً نفس قطعة القماش التي قتل بها أمه ولم يتركه إلا جثة هامدة .. وبدأ بالتخطيط للتخلص من الجثتين اللتين تركهما لينام في غرفة أخرى حتى الصباح .. 
في اليوم التالي غادر قاسم مسكنه وعاد بعد ساعتين وتعمد أن يتحدث إلى الجيران ويخبرهم بأنه سيترك هذا المنزل وسينتقل هو وزوجته وابنها إلى مسكن آخر .. وقد أحضر معه منشاراً وحقيبتي جلد وحقائب بلاستيكية صغيرة .. وبدأ في نشر جثة أمل وتمزيقها ،فقام بقص ساقيها ووضعها داخل الحقيبة البلاستيكية ووضع معها جثة الطفل ثم قام بعد ذلك بوضع الاثنين في إحدى الحقيبتين.. في الساعة العاشرة مساء غادر مسكنه بدون ان يلفت ذلك نظر الجيران بعد ان أشاع بينهم انه سينتقل من مسكنه ،حيث أن ذلك يجعل من الطبيعي مشاهدته حاملاً حاجياته إلى مسكنه الجديد.
استقل قاسم سيارة أجرة وطلب من السائق إيصاله إلى منطقة الشيخ عمر.. وقرب مضخة الوقود ترجل قاسم مع الحقيبة.. كانت الحركة في الشارع هادئة ..واصل مسيره حتى وصل المقبرة وبالقرب من مبنى أثري وضع الحقيبة بجانب الجدار ثم أسرع بمغادرة المقبرة والعودة إلى منزله.. وفي الخامسة والنصف فجراً في اليوم التالي غادر قاسم مسكنه حاملاً بقية جسد (أمل) داخل حقيبة أخرى واتجه بها إلى منطقة الكمالية وألقى بها في منطقة خالية قريبة من وحدة عسكرية سابقة .. وهي منطقة مكسوة بالأعشاب والمزابل والمياه الملوثة ولا يرتادها أحد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram