اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > السرقة عند الأطفال مشكلة تؤرّق الكبار

السرقة عند الأطفال مشكلة تؤرّق الكبار

نشر في: 1 ديسمبر, 2013: 09:01 م

الإحراج الشديد والشعور بالخزي هي الحالة النفسية التي تتملك الأم في كل مرة تستدعيها المدرسة لتخبرها بأن طفلها البالغ من العمر 10 سنوات، قام بسرقة بعض الأدوات المدرسية من زميله خلال الدوام المدرسي. تقول الأم إن تصرف ابنها يحيّرها كثيرا، فهو ليس في حاج

الإحراج الشديد والشعور بالخزي هي الحالة النفسية التي تتملك الأم في كل مرة تستدعيها المدرسة لتخبرها بأن طفلها البالغ من العمر 10 سنوات، قام بسرقة بعض الأدوات المدرسية من زميله خلال الدوام المدرسي.

تقول الأم إن تصرف ابنها يحيّرها كثيرا، فهو ليس في حاجة إلى هذه الأدوات، لأنه يملك منها الكثير. ولذلك فهي لا تجد تفسيرا لتصرفاته الغربية.
"لا أجد سببا مقنعا لتصرفاته، والمشكلة أنه ينكر دائما أنه سرق أشياء من زميله، إلى أن أفاجأ بها مخبأة بين أغراضه".
وتضيف "في البداية كنت أغض الطرف وأتسامح معه، وأكتفي بأن أجعله يُعيد الأشياء إلى صاحبها. إلا أنني أدركت حجم المشكلة بعد أن تكررت شكاوى المدرسة وصار الأمر صارخا".
في هذا السياق تقول سيدة أخرى إنها تستوعب أي تصرف يصدر عن ابنتها إلا السرقة. فهي لا ترى أي مبرر لتصرفها، لاسيما وأن ابنتها لا ينقصها شيءٌ، ناهيك عن أنها مدللة، إذ تحصل على كل ما تطلبه وتشتهيه، خصوصا بعد وفاة والدها منذ أعوام، وذلك حتى لا تشعر بالحرمان. وتضيف أنها تأكدت من علاقة ابنتها بالسرقة عندما اكتشفت ذات يوم أن نقودا تضيع من محفظتها، فعلمت أن ابنتها هي التي تأخذ تلك النقود، وتصورت أن الأمر ينتهي عند هذا الحد. لكنها ما لبثت أن عرفت أن ابنتها تسرق من بنات جيرانها، ومن زميلاتها في المدرسة. !
وفي ذلك يرى احد الاختصاصيين النفسيين أنه يجب البحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء مثل تلك التصرفات السيئة، ويشير إلى أن السبب قد يكمن في الأهل أنفسهم، عندما يغدقون على الطفل، فيعطونه كل ما يطلبه أو أكثر مما يطلبه، أو يبالغون في مكافأته عن كل شيء، فيتصور أن المكافأة حق يجب أن يأخذه بأي طريقة، على وجه السرعة، فتكون السرقة في هذه الحالة أسهل الطرق التي يصل بها إلى غرضه، وقد يتمادى في ذلك إلى أبعد مما نتصوره، من دون أن يدرك عواقب ذلك التصرف، ومن هذه العواقب ظاهرة الجنوح التي قد يقع فيها الطفل، أي الوقوع في الإجرام، الذي يجعل الطفل يذهب في تصرفاته إلى أبعد مما يحق له، فيخترق القانون العام، والعرف، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة، إن لم يتدخل الأهل لمعالجة سلوك الطفل في الوقت المناسب. .
بينما يشتكي احد الآباء من ابنه الذي لا يعود إلى البيت يومياً إلا وقد سُرقت منه أشياء. مبيناً أنه اضطر للذهاب إلى المدرسة أكثر من مرة لكن دون جدوى، ففي كل مرة يتضح أن السارق ليس شخصا واحدا، بل مجموعة أشخاص يتناوبون على سرقته. .
ويضيف أن ذلك جعله يحتار فلا يعرف كيف يتصرف مع ابنه. فهو لا يريد أن يحرضه على العنف تجاه زملائه، وفي الوقت نفسه قد لا يرضى بأن يظل ابنه عرضة للسرقة المستمرة من دون أن يحرك ساكناً دفاعا عن ممتلكاته! مبينًا أنه يستغرب من هؤلاء الأطفال الميسورين الذين يسرقون أشياء طفله.
مرشدة تربوية في احدى المدارس قالت لنا إن هذه الحالة تظهر عندما يريد الطفل التعبير عن شيء معين بسبب تغيير يحدث في حياته، كالانتقال لبيت ثان، أو إلى بلد ثان، أو قدوم مولود جديد يثر غيرته، أو نتيجة قمع يعانيه في البيت، أو حرمانه من العطف والحنان، أو نتيجة شعوره بالإهمال من ناحية الأب أو الأم.
كل هذه العوامل، في رأي المرشدة ، تساعد على ظهور هذه الحالة لدى الطفل، لذلك يجب على الأهل أن يخصصوا له مزيدا من الوقت ومن العطف والتفهم، وأن يعاملوه كصديق، ويشعروه بالاهتمام، ويحيطوه بالحنان الكافي، حتى يشعر بالأمان الذي يحميه من الوقوع في الانحرافات التي تؤثر على نفسيته وعلى علاقاته في الحياة، وهي الانحرافات التي قد يكون الأهل أنفسهم سببا فيها، عن غير وعي منهم. وتكون سلوكيات الطفل السلبية محاولة منه لجلب انتباه الأهل إليه، عند شعوره بإهمالهم له، ولاسيما عند انقطاع التواصل الطبيعي بينه وبينهم. فما أكثر الآباء والأمهات الذين يُهملون دور الأسس النفسية في تقويم سلوكيات الأبناء، ظنا منهم أن الماديات وحدها كفيلة بأداء ذلك الدور!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram