اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > شخصية الانتحاري.. الدوافع والغايات.. والموروث الاجتماعي

شخصية الانتحاري.. الدوافع والغايات.. والموروث الاجتماعي

نشر في: 1 ديسمبر, 2013: 09:01 م

بغداد / المدى   بعد أن صارت شخصية الانتحاري الذي يضع الحزام الناسف على بطنه ويضغط على نابض التفجير كي يقتل حياة كاملة لمجاميع إنسانية بريئة وكاملة الحضور في حياتنا من المظاهر الاعتيادية في مدننا العراقية صار من الواجب على كل الجهات الاجتماعية

بغداد / المدى
 
بعد أن صارت شخصية الانتحاري الذي يضع الحزام الناسف على بطنه ويضغط على نابض التفجير كي يقتل حياة كاملة لمجاميع إنسانية بريئة وكاملة الحضور في حياتنا من المظاهر الاعتيادية في مدننا العراقية صار من الواجب على كل الجهات الاجتماعية والرسمية ومراكز البحوث أن تدرس العقلية التي تقدم على مثل هذا التفجير الانتحاري. خصوصاً وأن بعض المرجعيات الدينية المتطرفة تعمل على محاولة تفقيه العمليات الانتحارية نضالياً وجعلها من الأعمال الجهادية التي تدخل صاحبها إلى الجنة الموعودة.

والمشكلة انه وبعد كل عملية انتحارية نحاول ان نفهم سر هذا الافتداء عند الانتحاري فلا نجد أي سبب مقنع لهذا التفجير البدني القاتل. فإن يدخل الانتحاري إلى احد المساجد السنية أو الشيعية ويقوم بتفجير نفسه وسط المصلين فهذا هو التناقض بعينه إذ كيف يمكن للجهاد ان يسمى جهاداً حينما يكون التفجير داخل المكان الذي يتضرع فيه العبد إلى خالقه؟!

وكيف يمكن ان يكون العمل الانتحاري نضالياً حينما يكون التفجير وسط سرادق عزاء. وكيف يمكن ان تكون فكرة الموت مركبة ومعقدة إلى هذا الحد حيث يعمل الانتحاري هنا على إلحاق الأحياء بالميت الذي من أجله نصب سرادق العزاء. وتتم توسيع حفرة القبر وتتعدد الجنازات؟!
وفي كل يوم تقريباً تظهر لنا النشرات الإخبارية حالة تفجير لانتحاري مسلم وسط مجموعة مسلمة ، نشاهد هذا في حسينية في الكسرة وفي جامع في الأنبار ونحاول ان نجد العدو الحقيقي للانتحاري فلا نجد سوى العديد العديد من الأبرياء.نود ان نعرف السبب النضالي والجهادي لمثل هذا النوع من العمليات الانتحارية وعلاقته بالمعتقد الديني الإسلامي الصحيح. نود ان نعرف هؤلاء الذين يسرنمون جيلاً كاملاً من الشباب والفتيات في عمليات انتحارية تؤدي إلى الجنة.
نود ان نعرف هؤلاء الكهنة الجدد الذين بدأوا ينتشرون في عواصم العالم كي يبشروا بإسلام جديد يقوم على قتل الأبرياء وقتل الأنفس. ذلك ان ظاهرة الانتحاري باتت تشوه الإسلام وتدخله في الفتنة التي كانت نائمة وتم إيقاظها بكل هذه العمليات الانتحارية.
يجيب على أسئلتنا احد أساتذة علم الاجتماع قائلا :إن "مجتمعنا أصبح مجتمعاً عنيفاً. كل ما نتابعه يومياً فيه عنف. العنف موجود في الأخبار التي نتابعها، العنف متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسواها". وأعلن أن "مشكلة العنف تتفاقم في العراق وهي دخلت مرحلة تصاعدية. ولا يتوقف العنف على العمليات الانتحارية بل يترجم من خلال العنف الكلامي أو المعنوي الذي يمارس من شخص في حق شخص آخر". 
في العودة إلى الدراسات التحليلية عن ظاهرة الانتحاريين، ذكر أن الدراسات "التي تابعتها رغم عددها القليل تناولت واقع الانتحاريين في غزة". وأشارت في مضمونها أن أغلبية الذين قاموا بهذه العمليات في غزة لم يعانوا حالات نفسية أو أمراض نفسية دفعتهم إلى هذا الفعل". وأضاف: "اعتمدت هذه الدراسات على البحث عن شخصية هؤلاء الانتحاريين بعد موتهم ومتابعة حثيثة لكتابتهم الأخيرة قبل إقدامهم على العملية وصولاً إلى التعرف عن كثب على عائلاتهم". 
وقال أيضا :" هم نوعية من الناس الذين لا يعانون مرضاً نفسياً بل لديهم شخصية تتقبل بسهولة آراء الغير وتعتمدها كلياً. كما يمكنهم تقبل نقيضها وتبنيها حرفياً وذلك ضمن مهلة محدودة". أضاف: "بينت الدراسات أن هؤلاء الانتحاريين كما الحال لمجموعة منهم في غزة يقدمون على العملية من دون تناولهم الكحول أو المخدرات. يشعرون بالخوف طبعاً عند قرب تنفيذ العملية ولكنهم يمضون للقيام بها". 
في جانب آخر، تحدث أستاذ علم الاجتماع ، وقال: "إننا لا نملك فعلياً معلومات دقيقة عن هؤلاء الانتحارين لأننا لا نعرف فعلياً كيف يتكونون أو حتى يتكيفون مع اقتناعهم للقيام بهذه العمليات". من الناحية العملية التحليلية، رأى " أن هؤلاء الانتحاريين هم "حال نفسية تعتبر أن ثمة مكافأة تنتظرها في حال القيام بالعملية الانتحارية وهي أهم من البقاء على قيد الحياة..."، واعتبر أن "لدى هؤلاء قناعات أن هذه العملية تنقلهم من حياة رديئة إلى حياة أفضل". قال: "لن ننسى المنحى الإيماني لديهم. يتفاوت مفهوم الجنة ومجمل أوصافها عند الأديان. فالمسيحية تعتقد أن الجنة تكون في رحاب الله بينما تعتمد بعض الأديان ومنها الإسلام في وصف آخر للجنة أو للحياة الأخرى يحظى بها الانتحاري في حال استشهد. هذا عامل إضافي لدفع بعض الانتحاريين إلى رفض الحياة الرتيبة التي يعيشها في الأرض والمضي في حال استشهاده إلى الجنة". 
الأهم، ، هو"الوقوف عند المتغيرات التي يلحظها علم الاجتماع لهذه الحالات التي تبدأ بأنهم جماعة يعيشون" ضمن نظام فكري منغلق ومتشدد، ثانياً بأن صغر عمر الانتحاري مؤشر ثان يعتمد عليه منظمو هذه العمليات لأن الشاب الانتحاري يتمتع بالاندفاع للقيام بهكذا عمليات". وفي رأيه، ينحصر المؤشر الثالث عند حال الإحباط السياسي لديهم أو ما يمكن اعتباره حلماً من الأحلام التي لم تتحقق وتؤدي بهم إلى شعور بالضعف تجاه الأقوى.
ختاماً، قال ،إن المؤشر الرابع هو المحيط الاجتماعي للانتحاريين الذي ينتمون عموماً إلى أوساط دونية ومن الطبقة المتوسطة الدخل".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram