في انكلترا تتجلـى روعة الكرة بلقاء العريقين مانشستر يونايتد وليفربول .. وفي اسبانيا يتجسّد بمواجهة الريال والبارسا.. وفي ألمانيا يبرز طرفاه بايرن ميونيخ وبروسيا منشنغلادباخ .. وفي أرض الكالتشيو ايطاليا يحلو التلاقي بين الانتر واليوفي .. وفي طرف الأرض الغربي يظهر على مسرحه ساو باولو وفلامنغو .. وعلى أرضنا العربية يحمل اللقاء صبغة الأهلي والزمالك في مصر .. ولو وضعنا ، على امتداد المعمورة ، خصوصية البلدان في تركيبتها الكروية الداخلية ، لتوقفنا عند العشرات مما نسميه بلقاءات "الكلاسيكو"!
إنها "لعبة" الإعلام ابتكرها في واحدة من تجليات الأداء النقدي المثير الذي يحفز الناس على الاهتمام بلقاءات محددة لتصل إلى مستوى اعتبارها واجهة كل موسم .. ولم يكن الإعلام بذلك يسعى إلى إقصاء أندية أخرى في إطار بلدانها أو انه تقصّد تهميش دورها على خارطة المنافسة ، إنما أراد أن يجعل لكل الدوريات "عيداً" موسمياً يستهلك قدراً عالياً من اهتمام الناس .. وهمومهم!
وبرغم أننا اعتدنا على أن نجعل من لقاء الزوراء والقوة الجوية واجهة للصراع الكروي المحلي الجميل ، فإن المنطق العراقي يفرض نفسه في هذا الوصف.. وعلى الصعيد الشخصي ، أتصور أن لقاء النوارس والصقور واجهة حقيقية وتاريخية للتنافس منذ منتصف السبعينات وحتى الآن ، لكنه ليس الواجهة الوحيدة التي تستحق لقب "الكلاسيكو" حين يتعلق الأمر بأندية بغداد.
في هذا الشأن بالذات ، أظن أن العاصمة بغداد لها وضع كروي تنافسي مختلف تماماً .. فنحن لدينا (مربع ذهبي) رسّـخته مواسم الكرة العراقية.. مربع مؤلف من الزوراء والقوة الجوية والشرطة والطلبة.. وفي كثير من فصول المنافسة على مدى ربع قرن ، كان من الصعب عليك أن تجد قطبين للعاصمة بغداد في ظل هذا التداخل في الحسابات والصراعات بين الأندية الأربعة.. فالكلاسيكو يصبح ، وفقاً لهذا المعنى، لقاء الأطراف الأربعة مع بعضها وجهاً لوجه .. وهذا الانطباع فيه الكثير من الإنصاف للأندية الأربعة ولجمهورها الكبير.
أما تلك الخصوصية التاريخية للقاء الجوية مع الزوراء فلها ألف مبرر ومبرر.. انظر إلى هذا السجل الطويل الذي يحوي لقاءات الطرفين وستجد صوراً مختلفة وربما متناقضة من النتائج والذكريات التي تجعل من التحفـّز شعاراً للناديين عند اجتماعهما في كل مرة !
الزوراء مع الجوية في موقعة غد الثلاثاء .. استذكاراً لأجواء كروية خاصة كان يعيشها ملعب الشعب، واللافت أن تلك الأجواء لم تكن عرضة للتغيير حتى في تلك المواسم العصيبة التي مرّ بها أي من الطرفين فقلَّ مردوده ، وشحّ انجازه .. كانت الفروقات تذوي ، وكانت الظروف القاهرة تتراجع ، وكان الزوراء والجوية يخوضان المواجهة وكأنها "مصير" فاصل للدوري أو الكأس أو أية مسابقة أخرى.
الجوية مع الزوراء غداً.. بنكهة (السيد راضي والسيد حسام) هذه المرة واحدة من كلاسيكيات العودة إلى الزمن الكروي الجميل .. فللاثنين كل الأمنيات بأداء مميز مهما تكن الخواتيم!
كلاسيكو السيد..والسيد!
نشر في: 1 ديسمبر, 2013: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)