اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > يوسف شاهين... سينما السيرة الذاتية

يوسف شاهين... سينما السيرة الذاتية

نشر في: 13 نوفمبر, 2009: 04:11 م

كاظم مرشد السلومتمتد السيرة السينمائية والفنية للمخرج الكبير يوسف شاهين لأكثرمن ستين عاماً.. بدءاً من دراسته للفن السينمائي في الولايات المتحدة الأمريكية لينطلق بعدها في مشواره السينمائي الطويل وليحصل على الشهرة الأوسع بين المخرجين العرب وليرتقي إلى مصاف العالمية مشكلاً لمدرسة سينمائية جديدة كونت منه شخصية إشكالية إلى حد ما..
 ولا يختلف إثنان من محبي ومتابعي السينما على عبقرية شاهين الإخراجية وتفرده بنمط خاص في الإسلوب الإخراجي، فمعظم النقاد يتفقون على أن أفلاماً مثل - باب الحديد - الأرض - المصير، هي أهم ما أنتجت السينما العربية عموماً والمصرية خصوصاً، وقد إختلف النقاد حول خصوصية صنعة شاهين السينمائية بين معجب ومتذمر. تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي - الأرض - عودة الإبن الضال - إلى أفلام الصراع الوطني والإجتماعي مثل - جميلة بوحيرد - وداعاً بونابرت - إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد إجتماعي مثل - باب الحديد - الإختيار - فجر يوم جديد - والتي شكلت تجربة شاهين الفنية والثرية فناً وإبداعاً لينافس بالتالي أشهر المخرجين وليتصدر بجدارة لائحة الإبداع الإخراجي. وبعد هذه الرحلة الناجحة يتحول شاهين إلى منحىً سينمائي جديد هو.. سينما الذات.. أو سينما السيرة الذاتية التي نحن بصددها.. باكورة هذه الأفلام السينمائية كان فيلمه الشهير - إسكندرية ليه - إنتاج1978 الذي أدى أدواره كل من - فريد شوقي - محسنة توفيق - أحمد زكي - عزت العلايلي - نجلاء فتحي - يحيى شاهين - محمود المليجي. هذا الفيلم خلق تغييراً جذرياً في سينما يوسف شاهين فقدم من خلاله محاولة رائعة للمزج بين العام والخاص، المزج بين التأريخ الفردي وتأريخ وقضايا الوطن وقد تضاربت آراء النقاد حوله وبالتالي فسر الفيلم إجتماعياً وسياسياً بطرق مختلفة ومن جهات نظر مختلفة بالأساس، لكن الجميع اتفقوا في النهاية على أن فيلم - اسكندرية ليه - كان حتى ذلك الحين أفضل ما أنتجته السينما العربية. كان شاهين جريئاً في طرحه لموضوعة الفيلم حتى إن الكثير من الدول التي تربطها علاقة جيدة بالمخرج قد منعت عرضه لسنين طويلة.. ووجد فيه بعض المتابعين تفسيراً للقطتين أساسيتين في إثنين من أهم أفلام شاهين وهما - العصفور إنتاج 1972 - وعودة الإبن الضال 1976 في العصفور لقطة نشاهد من خلالها شاحنات عسكرية تحمل القوات المصرية لخوض حرب حزيران تتقاطع معها شاحنات تحمل مواد مسروقة من المال العام لحساب لصوص كبار واللقطة في عودة الإبن الضال نشاهد فيها علي الذي تنتظره العائلة لحل مشاكلها يخرج من السجن متأملاً الشوارع فيتقاطع مع جنازة الرئيس عبد الناصر. يقول شاهين إن فكرة الفيلم قد راودته حين كان يمرّ بأزمة صحية معتقداً أنه بات قريباً من الموت لذلك أراد أن يكرس فنه كلياً للطابع الذاتي.. وبقدر كون - اسكندرية ليه - فيلم سيرة ذاتية عن شاهين نفسه إلا أن الفيلم تحدث عن المدينة والكائنات البشرية التي عاشت في تلك الفترة وخاض في السياسة والحرب والموت والسلام، إستطاع شاهين في هذا الفيلم أن يوفّق بشكل أخّاذ ورائع بين جميع هذه المواضيع.. مزاجاً بين البصري والحدثي بإسلوب لم يسبق لمخرج عربي أن استخدمه. أحداث الفيلم تدور في مدينة الإسكندرية في أربعينات القرن الماضي وتتحدث عن مراهق (يحيى) يوسف شاهين فتىً يحلم بالسفر إلى أمريكا لدراسة السينما.. لكنه كان يتابع كل ما يجري في مدينته وتأثير الحرب العالمية عليها وإحتلال الإنكليز لها والتمهيد لإقامة دولة إسرائيل وهجرة اليهود.. كل هذه التفاعلات والتداخلات تبقى تتفاعل في داخله حتى وصوله إلى نيويورك في لقطة لتمثال الحرية وهو يضحك بهستريا من الفتى المغترب من شواطئ نيويورك. يوسف شاهين عاش كل هذه الأحداث ووضعها في بودقة التحليل السينمائي بكامل شخصياتها: الإنتقائي “عزة العلايلي” الباشا “فريد شوقي” اليهودي “يحيى شاهين” كل هذه الشخصيات هي شخصيات عابرة لو قورنت بيحيى “محسن محيي الدين” وسارة “نجلاء فتحي” وبقية الشخصيات. حين عرض هذا الفيلم في صالات السينما إعتقد الكثيرون أن شاهين إنتهى سينمائياً وهو في هذا الفيلم إنما يختم سيرته ويعلن عن وصيته. لكنه في الحقيقة كان يعد العدة للمضي قدماً في إستكمال سيرته الذاتية ليخرج رائعته السينمائية التالية، حدوتة مصرية إنتاج عام1982.. يستعيد من خلالها نفسه منذ الطفولة من خلال يوسف الصبي الصغير. الفيلم من بطولة نور الشريف - يسرا - محمود المليجي - ماجدة الخطيب - سهير البابلي - ليلى حمادة وغيرهم.. حدوتة مصرية تزاوج غريب بين أجواء غرائبية وواقعية شديدة النبرة، حدوتة شاهين مع ثلاث نساء أمه وأخته وزوجته.. حدوتة يمزج فيها صبي صغير هو يوسف الذي يخرج من أعماقه ليسأله عن أفعاله في إستعادة رؤى مساره السينمائي والحياتي. يحاول شاهين أن يعقد مصالحة عميقة مع الذات من خلال محاكمتها ومحاكمة الشخصيات التي رافقت رحلة يحيى الرجل ويحيى الطفل (تلك الرحلة هي رحلة ذكريات شاهين في صحبة فرويد وماركس ويوسف شاهين السينمائي اللامع الذي تتعمق نزعته الإنسانية مع السنين” محكم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram