TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > اتفاق "نووي إيران " قد يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط

اتفاق "نووي إيران " قد يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط

نشر في: 1 ديسمبر, 2013: 09:01 م

تقدّم الصفقة النووية مع ايران فرصة لتغيير التحالفات و التنافسات التي سادت سياسة الإقليم . يمكن للصفقة - اذا ما آتت ثمارها على المدى البعيد - ان تغير الإقليم بأكمله، حيث يمكنها إعادة رسم المنطقة طالما سادها الصراع او التهديد بالصراع منذ أجيال . 

تقدّم الصفقة النووية مع ايران فرصة لتغيير التحالفات و التنافسات التي سادت سياسة الإقليم . يمكن للصفقة - اذا ما آتت ثمارها على المدى البعيد - ان تغير الإقليم بأكمله، حيث يمكنها إعادة رسم المنطقة طالما سادها الصراع او التهديد بالصراع منذ أجيال . 
في خضم الانشقاق المتنامي بين الشيعة و السنّة في الشرق الأوسط و الذي تغذيه الحرب في سوريا، يأتي الاتفاق ليقلل من خطر الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية و خطر العقوبات الأميركية و ليقدم إمكانيات هائلة و كذلك تهديدات محتملة .
أولى فوائد الصفقة و أكثرها وضوحا، و التي تجاهلها رئيس الوزراء الإسرائيلي و حلفاءه في الكونغرس الأميركي، و السعودية هي ان الدبلوماسية التي قادت الى اتفاق الستة أشهر المؤقت هو أول إيضاح بان النظام الإيراني- في ظل الرئيس حسن روحاني – قد يلمس فائدة التفاوض بشأن حلول للمشاكل الإقليمية بدلا من الموقف السابق الغاضب للرئيس السابق محمود احمدي نجاد . مثل هذا التحول قد يشمل في المستقبل إعادة النظر من جانب ايران بدعمها لنظام بشار الأسد و حزب الله . 
خطوة تراجعية أخرى من ايران بخصوص الصراع مع إسرائيل، و تقليل تدخلها في المنطقة سيكون أمرا جيدا اذا ما التزمت ايران بجزئها من الصفقة : أي تذويب خزين اليورانيوم المخضب الى 20% كي يبقى لديها 5% ، و عدم مواصلة العمل في مفاعل آراك القادر على انتاج البلوتونيوم . 
لكن الصفقة تخلق توترات ايضا في الشرق الأوسط الذي يواجه تحديات انتفاضات الربيع العربي لعام 2011 . ان قرار واشنطن في تهميش حلفاءها إسرائيل و السعودية في المفاوضات الثنائية السرية مع ايران تعتبر مستقبلا بأهمية الصفقة النووية . اما بالنسبة الى إسرائيل فان الصفقة تعتبر زجرا لإصرار نتنياهو الصاخب الطويل على ضرورة معاملة ايران و برنامجها النووي على انه تهديد لوجودها . 
كما ان الصفقة تؤشر أيضا إعادة هيكلة مهمة للعلاقة مع السعودية و دول الخليج . السعودية لا تخشى فقط من نفوذ ايران لكنها غاضبة أيضا مما تعتبره خيانة واشنطن لها . 
من جانبها تشعر تركيا و مصر بان الصفقة قد تسمح بظهور ايران الشيعية – المتحالفة مع العراق – كقوة إقليمية مهمة في المنطقة . 
كيف لهذه التنافسات القائمة حول الصفقة الإيرانية ان تنسجم مع اتساع خطوط التصدع التي ستحدد مستقبل الشرق الأوسط . 
منطقة متغيرة 
تركيا
أخذت العلاقات بين تركيا و ايران تتدهور خلال السنوات الأخيرة منذ ان وافقت تركيا في 2011 على إيواء قاعدة رادار للناتو، و نتيجة للحرب الدائرة في سوريا حيث تساعد أنقرة الثوار من السنّة . مع ذلك فان تركيا التي تفتقر للطاقة قد تأثرت اقتصاديا بنظام العقوبات المفروضة ضد ايران . لكن يبدو ان صفقة جنيف قد أعطت دافعا جديدا لجهود تحسين العلاقات بين تركيا و ايران، حيث يمكن ان تكون لهذا التحسن في العلاقات نتائج إيجابية بالنسبة لجهود إيجاد تسوية سلمية للحرب في سوريا . 
سوريا و لبنان
تعتبر الصفقة المؤقتة سيفا ذا حدين بالنسبة لسوريا و لبنان اللتين شهدتا تداعيات التوتر الديني المتصاعد الناجم عن الحرب في سوريا و عن التنافس بين السعودية و دول الخليج من جهة و ايران من جهة أخرى . في الجانب الإيجابي تكمن فكرة ان ايران اذا ما التزمت بالصفقة فإنها قد تقنع المجتمع الدولي في ان يعطي طهران دورا في عملية السلام السورية التي يمكن ان تدفع الصراع الى نهايته . 
من المحتمل جدا ، على المدى القريب ، استمرار الاحتكاك بين الأطراف في مواجهات بالوكالة في سوريا و في لبنان نفسها . 
إسرائيل و عملية السلام 
ان غضب رئيس الوزراء نتينياهو و حلفاءه في الكونغرس الأميركي حول الصفقة ، يؤشر اندحارا مهما في السياسة الخارجية لنتينياهو و إسرائيل . الضحية المحتملة للصفقة – في سياق العلاقة الصعبة أصلا بين أوباما و نيتنياهو ، يمكن ان تكون الجهود الأميركية المتجددة للدفع تجاه بدء عملية السلام بين إسرائيل و فلسطين . 
الانقسام السني – الشيعي
لقد شهدت انتفاضات المنطقة – التي أثارها جزئيا الصراع في سوريا – منذ الربيع العربي توترا متناميا و عنفا على طول خط التصدع السني الشيعي في العراق و البحرين و لبنان . 
أميركا و الشرق الأوسط
بعد المشاركة العسكرية الطويلة في العراق ، و مساهمة الولايات المتحدة في سقوط القذافي و اتهامات بردود قعل مشوشة و غير أكيدة تجاه الأحداث في مصر و سوريا ، تعتبر الصفقة أول اقتراح فعلي في ان الرئيس أوباما ينوي ترك بصمته على السياسة الخارجية في الشرق الأوسط . ان حديثه في بداية رئاسته عن استعداده للتحدث مع أعداء أميركا ، و الانفراج المؤقت مع ايران توحي برغبة في خوض مخاطر كانت غائبة منذ زمن بعيد . 
السعودية و الخليج
توترت العلاقة السعودية الأميركية لبعض الوقت . حيث شملت نقاط الاحتكاك تهيّج السعودية من موقف الولايات المتحدة تجاه الإخوان المسلمين عندما كانوا في السلطة في مصر ، و حول مخاوفها من ان أية صفقة مع ايران قد تؤدي الى ظهور اهم دولة شيعية في العالم. منذ مجيء الربيع العربي، وضعت السعودية نفسها في الانقسام الطائفي المتدهور بين السنة و الشيعة ، و دعمت الحكم السني في البحرين و المجاهدين الذين يقاتلون نظام الأسد في سوريا . 
ايران
تتوخى الصفقة المؤقتة تخفيف العقوبات على ايران لتصل قيمتها الى 7 مليار دولار ، و بهذا تفتح الطريق أمام اتفاق طويل الأجل يستحق أضعاف هذا المبلغ . تأمل إدارة أوباما انه من خلال بيان ان هناك مكافأة اقتصادية كبيرة لإيران في تعاونها مع المطالب الدولية حول برنامجها النووي ، فان ذلك سيقوي حكومة روحاني المعتدلة . مع هذا فقد حذر المفاوضون الإيرانيون من انه بسبب التنافس المستمر بين المتشددين و المعتدلين في السياسة الإيرانية فمن الممكن ان يظهر المتشددون بدون فوائد تذكر لإيران . كما ان الكثير من المراقبين ينظرون أيضا الى المشاركة الدولية الكاملة مع ايران على انها شرط مسبق للتفاوض من أجل إنهاء الصراع في سوريا .

عن : الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

خلفت 13 قتيلاً.. فيضانات مفاجئة تجرف مناطق سكنية في إندونيسيا

خلفت 13 قتيلاً.. فيضانات مفاجئة تجرف مناطق سكنية في إندونيسيا

المدى/ متابعة أعلنت السلطات الإندونيسية، اليوم الأحد، عن مصرع 13 شخصاً جراء فيضانات مفاجئة بسبب أمطار غزيرة أدت إلى جرف مناطق سكنية شرقي البلاد. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولون محليين قولهم إن الفيضانات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram