TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > منحة أثرياء أم فقراء ؟!

منحة أثرياء أم فقراء ؟!

نشر في: 3 ديسمبر, 2013: 09:01 م

تساؤل مشروع من حق أي مواطن أن يستفسر عنه: هل أن منحة وزارة الشباب والرياضة للرواد الرياضيين الأبطال هي فقط لشريحة معينة من هؤلاء الأبطال أن يكونوا أثرياء أم أنها للفقراء منهم أم ماذا ؟
ومعلوم أن المنحة التي تقرر صرفها من وزارة الشباب والرياضة في سابقة جميلة تشعرنا بالفخر والارتباط الروحي بعراقيتنا وانتمائنا إلى هذه الأرض الطيبة التي نشأنا وتربينا على ربوعها الخضراء، ليرى كل مواطن نفسه متعلقاً بوطنه الذي لن يتخلى عنه في وقت الضيق خصوصاً أن مبلغ المنحة 4 ملايين دينار يُعد جيداً وفق معطيات الظروف الصعبة التي تعيشها شريحة كبيرة من الرياضيين خصوصاً المهمشين منهم بعد أن مضى بهم قطار الزمن ليقذفهم عند إحدى محطاته البائسة ويتركهم يعيشون على أطلال ذكريات جميلة قادتهم إلى الوقوف يوماً على منصات التتويج بعد أن وصلوا إلى خرف العمر ، ليعلقوا الميداليات على صدورهم وتبقى شاخصة إلى يومنا هذا من دون أن تتكفل تلك الميداليات بضمان حياة راقية لأولئك الأبطال بعد أن خطفوها بعد جهد جهيد وتعب عصارة سنوات طوال من المثابرة حتى جاء اليوم الذي قالت تلك الميداليات كلمتها الفصل لتبرهن للجميع أنها جاءت باستحقاق وجدارة ليقطف أصحابها ثمنها الذي احتاجوه في يوم الضيق.
فقد طرق أسماعنا من خلال وسائل الإعلام التي ازدادت في الآونة الأخيرة ولم يبق أي شيء خافٍ عن جميع شرائح المجتمع بفضل مواقع الانترنت التي باتت تسهل على الجميع الحصول على المعلومات ومهما كانت درجة سريتها أن المنحة قد حُجبت عن نجمي العراق حسين سعيد وأحمد راضي من دون جميع الأبطال ، ما يجعلنا إزاء الأمر هذا في حيرة من أمرنا، فهل إن الحجب كان سهواً أم تم بفعل فاعل، والمنحة شملت جميع أبطال العراق بغض النظر عن الحالة المادية سواء كانوا أثرياء أم فقراء لأنها جاءت لتبرهن لجميع هؤلاء الأبطال إن جهودهم لم تذهب سدى فلا أحد منا يتناسى بأي حال من الأحوال ما قدمه هذان البطلان، فالأول حفر اسمه بقوة في تأريخ الكرة العراقية ولا أحد ينسى هدفه التأريخي في مرمى منتخب شباب إيران يوم 28 نيسان من عام 1977 عندها اعتلى شبابنا منصة التتويج يخطفون لقب شباب آسيا ، فيما حفر الثاني اسمه بقوة ليدخل التأريخ من أوسع أبوابه يوم هزّ شباك الحارس البلجيكي بفاف بعنف مسجلاً هدف العراق الوحيد في مونديال المكسيك بتأريخ 8 حزيران من عام 1986 عندما تأهل العراق للمرة الأولى في تأريخه إلى نهائيات كأس العالم؟!
فهل يعقل عاقل أن يتم التغاضي عن هذين النجمين اللذين تلألآ في سماء عراقنا الحبيب ليكونا قدوة لكل الرياضيين وتحجب عنهما المنحة المقرة لجميع الرواد الأبطال ، برغم علمنا إنهما ليسا بحاجتها لكنها استحقاق شرعي ومن حقهم إن ينالوها، لكن لو عُرف السبب لبطل العجب ، فالسبب في حجبها وحسب ما توارد إلى أسماعنا أن الوزارة رمت باللائمة على اتحاد الكرة الذي برر الموضوع بأنهما لم يقوموا بملء الاستمارة الخاصة بتعريفهما كرواد أبطال، وهل يخفى القمر؟ فمن منا لا يعرف هذين النجمين اللذين تمنى جميع لاعبينا الشباب والكبار ممن أعقبوهم في المشوار الوصول الى مستويهما وكانا هما المثل الأعلى وتغنى بهما جمهورنا الكريم وكل محبي الساحرة المستديرة، لكن للأسف أصبح سعيد وراضي بليلة وضحاها بعيدين عن التكريم وخارج أسوار الرياضة العراقية ، فهذه هي غفلة الزمن التي توعدنا بها كثيراً !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram