TOP

جريدة المدى > عام > "اللوحة".. طائفية جمالية وشخصيات تسكن اللوحات!

"اللوحة".. طائفية جمالية وشخصيات تسكن اللوحات!

نشر في: 4 ديسمبر, 2013: 09:01 م

ترجمة: عادل العامل يتخيل فيلم " اللوحة The Painting " عالماً يكون فيه سكَنة الأعمال الفنية أحياءً، مثل مواضيع الصورة على جدران هوغوورتس السحرية، لكن مع فرق حاسم واحد. ففي هذه الحكاية الخرافية الحية الساحرة، نجد الشخصيات لا يمكنها فقط المجيء والذهاب ح

ترجمة: عادل العامل
يتخيل فيلم " اللوحة The Painting " عالماً يكون فيه سكَنة الأعمال الفنية أحياءً، مثل مواضيع الصورة على جدران هوغوورتس السحرية، لكن مع فرق حاسم واحد. ففي هذه الحكاية الخرافية الحية الساحرة، نجد الشخصيات لا يمكنها فقط المجيء والذهاب حسبما تشاء، قافزةً من لوحة إلى لوحة، بل و يمكنها أن تدخل العالم الواقعي، في بحثها عن مراعٍ أكثر اخضراراً.
و كان لدى البعض منهم أسبابه لشهوة التنقل أو التجوال.و أبطال الفيلم الفرنسي الصغير، الذي تمت دبلجته إلى الإنكليزية لجمهور المشاهدين الأمريكان الصغار، هم مجموعة من الهاربين من العالم المرسوم حيث ينقسم الناس لا بفعل المستوى الاقتصادي أو لون الجلد، و إنما وفقاً للطائفة الجمالية. فهناك في قمة النظام الاجتماعي الألدَن Alldunns، و هم حرفياً طبقة الأشخاص الجميلين الذين جعلهم هكذا رسام اللوحة. و أسفلهم يأتي الهالفي، أوالأنصاف، Halfies، و هم مجموعة الأشخاص الذين تُركوا غير مكتملين فنياً، مع رُقَع مكشوفة على ثيابهم، و في بعض الحالات على جلدهم. و في القاع هناك السكيتشي، أو التخطيطيون Sketchies، و هم عرق من الأشكال التخطيطية كما في المسودّات. و استعارة العِرق و التحيز واضحة، حتى بالنسبة لجمهور المشاهدين الصغار.و يقع معظم الحدَث، الذي يتضمنه الفيلم، بعد أن يفر ثلاثة مقيمين من هذا المجتمع المنظم جداً : رامو، و هو من الألدَن متورط في علاقة حب ممنوعة مع فتاة من الهالفي، كلير؛ و لولا، و هي أفضل صديقة لكلير؛ و كويل، و هو سكيتشي. و يذهب هؤلاء  معاً مع ماجينتا، و هو طبّال عسكري شاب يصادفونه في لوحة قريبة تمثل مشهد معركة، باحثين عن الرسّام، و بعض الأجوبة. عند هذا تبدأ رومانسية الفيلم المناسبة بالتناثر. فهل الرسام يُفترض أن يكون الله؟ إن الستوديو الخاص به، حيت ينتهي الأمر برامو و أصحابه أخيراً، مكان مثير للقشعريرة نوعاً ما، مليء باللوحات المشوَّهة و المضروبة و ليس هناك إلا القليل من الأعمال الفنية المنجزة. و تمثّل إحداها امرأة عارية تتّسم بالشهوانية. و أخرى صورة ذاتية بادية الانفعال. و حين يذهب هؤلاء المتنقلون باحثين عن الرسام داخل لوحة مشهد فينيسي، يقابلون ما يمثّل هيكلاً عظمياً لـلوحة " الحصّاد المتجهم Grim Reaper "، كاملةً مع المنجل. و يبدو هذا متلهفاً لقطع رؤوس أبطالنا هؤلاء، خاصةً كويل المسكين.فما هي الرسالة هنا على وجه الدقة ؟ حسَنٌ، إنها تَسامح أولئك الذين يبدو مختلفين. لكن إلى جنب تلك الموضوعة، يحرك فيلم ( اللوحة ) نقاشاً حول الأخلاقية الإنسانية، و فوائد سلمية و قوة الفردية و الاعتماد على النفس. و إذا كانت هناك عبرة من القصة، فيمكن اختصارها على أفضل وجه : لا تنتظر أحداً يستملكك، اذهب وارسم نفسك.و ذلك رأي لطيف. كما أن الفيلم فاتن بصرياً و أصيل. لكن في الختام، تبدو الفرشاة ملوثة من خلال الخلط في درجات لونية كثيرة جداً.

 عن/ Washington Post

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

في مديح الكُتب المملة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram