اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى تفتح ملف الصحة المدرسية..الطلبة بين كارثة (الكرفانات) وأمراض غياب الخدمات

المدى تفتح ملف الصحة المدرسية..الطلبة بين كارثة (الكرفانات) وأمراض غياب الخدمات

نشر في: 4 ديسمبر, 2013: 09:01 م

يرى العديد من الباحثين والمتخصصين في المجال التربوي أن هناك علاقة تبادلية  متكاملة ما بين وجود (بيئة صحية  مناسبة وتعليمية) من أجل خلق جيل كفوء ومتعلم ،بل يعد حقا من حقوق الطلبة ،وقد يؤدي السلوك الجديد الذي يتعلمونه في المدرسة المتعلق بالنظ

يرى العديد من الباحثين والمتخصصين في المجال التربوي أن هناك علاقة تبادلية  متكاملة ما بين وجود (بيئة صحية  مناسبة وتعليمية) من أجل خلق جيل كفوء ومتعلم ،بل يعد حقا من حقوق الطلبة ،وقد يؤدي السلوك الجديد الذي يتعلمونه في المدرسة المتعلق بالنظافة الصحية إلى اعتماد عادات ‏إيجابية مدى الحياة .
 ( المدى ) اختارت أن تفتح ملف الواقع البيئي والصحي في المدارس للبلاد بالرغم مواجهتنا  العديد من الصعوبات في الحصول على التقارير السنوية الخاصة بالواقع الصحي والبيئي للواقع التربوي في العراق،مع وجود صور توثق الواقع المأساوي الذي يعيشه الألوف من الطلبة بسبب الضوابط والتعليمات الصادرة من الجهات العليا ،التي تقضي بمنع  تزويد الإحصائيات أو التصوير لوسائل الإعلام بالتقارير إلا بعد الحصول على الموافقات الرسمية . وهذا يعني ان ندخل في دوامة كتابنا وكتابكم  أو محاباة ما بين وزارة   وأخرى.
استجابة التربية ضعيفة
وتضيف كريم  أما الإهمال في هذا الجانب  فإنه يفاقم المشكلة ويزيد من خطورتها و تنوعها   التي تتعرض لها تلك الفئة العمرية ،كما يقضي الطلبة  وقتاً طويلاً داخل المدرسة مما يساعدهم على اكتساب سلوكيات جديدة سواء كانت إيجابية أو سلبية، وتساهم التربية الصحية داخل المدرسة على إكساب التلميذ السلوك الصحي السليم  الذي يمكنه نقله إلى أفراد أسرته و مجتمعه المحلي. وعن الواقع الحقيقي لاستجابة وزارة التربية في الاطلاع على التقارير المرفوعة من قبلنا أوضحت كريم  ان وزارة التربية ضعيفة الاستجابة بسبب أولوياتها ونحن شخصنا جميع مواقع الخلل سواء فى المجال البيئي أوالصحى لعموم محافظات البلاد، وهذا الأمر يتم من قبل الفرق الصحية التي تقوم بزيارات ميدانية لإدارة تلك المدارس للوقوف على الواقع الفعلي، عبد الكريم أشارت إلى أهمية دور الإعلام  بجميع أشكالها لما لها من دور إيجابي في مساندة جميع القطاعات المعنية بصحة الطلبة  للنهوض بالواقع الصحي والبيئي وخصوصا توجيه المجتمع نحو التعاون مع قطاع الصحة بغية الاستفادة القصوى من البرامج والخدمات المقدمة وتحسين نوعيتها . إضافة إلى مساهمة الإعلام في تشجيع الجوانب الإيجابية في مجال الصحة المدرسية للوصول إلى خدمات متميزة تقدم لأبنائه للتمتع بصحة جيدة  التي تعتبر حقا محوريا من حقوق الطفل.

مبالغ ماليّة
 فوريّة  لإصلاح الصحيّات
مدير المكتب الإعلامي في وزارة التربية سلامة الحسن أشارت للمدى إلى ان الوزارة شخصت جميع المشكلات والمعوقات التي تعانيها العديد من الأبنية المدرسية لعموم الفئات العمرية خصوصاً في مجال توفير البيئة الصحية المناسبة ،وهذا يتم بالتعاون مع وزارة الصحة  المتمثلة بقسم الصحة المدرسية، وهي على تواصل معنا في تشخيص جميع الحالات غير الصحية بما فيها تشخيصهم لبعض الحالات، ومنها الأمراض الانتقالية .
الحسن أوضحت ان الوزارة قد عقدت امس الأول اجتماعاً برئاسة الوزير  جميع المديريات  التي تم من خلاله تخصيص مبالغ فورية لمعالجة المشكلات الصحية الآنية ،إضافة إلى التعميم إلى جميع إدارات المدراس بالمنع التام  لتكليف  الطلبة بتنظيف الصفوف والممرات والساحات ،ويتحمل مدير عام التربية مسؤولية متابعة هذا الأمر،كما أشارت الحسن إلى ان تشخيص قسم الصحة المدرسية بعدم وجود عامل خدمة في المدارس فإنه تم تعيين عامل خدمة على الأقل في كل مدرسة ،من اجل القيام بالواجبات الموكلة به، وأضافت الحسن للوزارة صورة واضحة عن الواقع الفعلي والحقيقي عن النواقص الحاصلة في المدارس خصوصاً في مجال الصحيات أو من خلال البيئة التي تعيشها بعض المدارس.

صحة بغداد:
الكرفانات ظاهرة غريبة
مدير الصحة المدرسية في دائرة صحة بغداد الرصافة الدكتور حيدر ودود مجيد يشير لـ( المدى ) أن فكرة توفير كرفانات كبديلة للصفوف المدرسية تعد ظاهرة غريبة وعجيبة خصوصاً تلك الكرفانات بمساحتها 4×4 والتي تستوعب (60) طالبا ،وهذه غير ملائمة للشروط البيئية إطلاقاً ،وقد رصدنا العديد من هذه وقمنا بالزيارات الميدانية لكن شخصنا الكثير والعديد من الملاحظات بهذا الخصوص ،مجيد أشار إلى  أن استمارة الكشف البيئي والصحي للمدارس   تؤكد أن (469)  مدرسة  من  تلك المدارس لا تتناسب مع عدد التلاميذ إضافة إلى عدم وجود عمال خدمة بعدد يوازي النسبة العالية لعدد المدارس عموماً ،وقد شخصنا العديد من الحالات ، موضحا ان ظاهرة انتشار الأمراض الانتقالية كجدري الماء ( أبو خريان ) مسيطر عليه في عموم المدارس ،وهذه الظاهرة مشخصة لنا في أوقات محددة ،ولكن هناك أمراض أخرى تعد من أولوياتنا خصوصاً أمراض العيون ( العين الكسولة ) ،إذ أظهرت نتائج الفحص الطبي زيادة في اكتشاف أمراض العيون كضعف البصر  والحول ،وهذه الأمراض  للفئات العمرية الحديثة ممكن ان تؤدي  إلى الوفاة ،وتم اتخاذ العديد  من الإجراءات العلاجية ،فضلا عن توزيع النظارات الطبية المجانية . كما بين   أن 48% من المدارس  تضع نسبة الحنفيات بالشكل المعقول ،وهذه  تقع ضمن الرقعة الجغرافية لمنطقة الرصافة فقط. كما كشف ودود عن وجود نقص كبير في الحاجات الأساسية ،مثل عدم وجود المطهرات والصابون وقلة الحنفيات الصالحة للشرب وزجاج الشبابيك المكسر،  كما لا يتم تصريف مياه الأمطار من الساحات الخارجية .

عجائب بعض المدارس
مصدر رسمي رفض الكشف عن اسمه أوضح لـ( المدى ) أن مناطق الزعفرانية والمدائن وحي النصر والمعامل تعد من المناطق الغريبة والعجيبة في حجم الأبنية  المدرسية والتدهور الخطير للواقع الصحي والبيئي ،وهذا لا تتحمله التربية فقط بل جميع الجهات المحافظة ومجلسها والمراكز البلدية والمراكز الصحية لخطورة الوضع ،بل يصل الأمر أحياناً  إلى ان تقوم طالبة في مرحلة المتوسطة  باستخدام حمام إحدى الدور القريبة  من  المدرسة لقضاء الحاجة . هذا ما أوضحه شخص آخر متخصص   بالمجال الرقابي في وزارة الصحة ؛لافتاً المصدر إلى  قيام إدارات المدارس  بفرض إجازة إجبارية للطلاب بسبب مرض انتقالي، بل وصل الأمر إلى غلق صفوف بأكملها في قضاء المدائن .

 اليونسيف :مدارس رديئة الخدمة
 منظمة اليونسيف ترى في تقريرها الدوري أن المدارس  يجب أن تعتني بصحة الأطفال ورفاههم من خلال توفير بيئة صحية  . ومع أن مرافق ‏المياه والمرافق الصحية في المدارس أصبحت تعتبر أساسية في تعزيز سلوك النظافة الصحية الجيدة ‏ورفاه الأطفال، لا تزال   مدارس كثيرة مرافقها رديئة للغاية. وتتباين أحوال المرافق الصحية من ‏غير ملائمة وغير كافية، إلى عدم وجود مراحيض ومياه مأمونة للشرب والنظافة الصحية على الإطلاق. ‏ويسهم هذا الوضع في ارتفاع معدلات التسرب . ‏‎و تكون المدارس عاملاً رئيسياً للبدء في التغيير عن طريق المساعدة في تطوير مهارات حياتية ‏مفيدة‎ ‎‏ للصحة والنظافة. وغالباً ما يكون الأطفال حريصين على التعلم ومستعدين لاستيعاب أفكار جديدة. ‏وقد يؤدي السلوك الجديد الذي يتعلمه الأطفال في المدرسة المتعلق بالنظافة الصحية إلى اعتماد عادات ‏إيجابية مدى الحياة. وقد يكون المدرسون نماذج يحتذى بهم. إن سلوك النظافة الصحية الجديد في ‏المدرسة قد يؤدي إلى عادات إيجابية مدى الحياة، إن سلوك النظافة الصحية الجديد في ‏المدرسة قد يؤدي إلى عادات إيجابية مدى الحياة لا للأطفال فقط، بل كذلك داخل المجتمع المحلي. ‏ويستطيع أطفال المدارس أن يؤثروا على سلوك أفراد أسرهم - الأشقاء البالغين والصغار- ‏‎ ‎لذلك، فهم ‏يؤثرون بشكل إيجابي على المجتمع ككل.    

محافظة بغداد :
نحتاج إلى ملاكات فنية
أعلنت محافظة بغداد  أنها تسلمت أكثر من 716 مشروعا مختلفا من وزارة التربية بغية إدخالها ضمن خطة العام الجاري. وبين نائب المحافظ   السابق كامل السعدي ان المشاريع تضمنت الاستمرار في تنفيذ 74 مدرسة بسعة 18 صفا وهدم وإعادة بناء 41 مدرسة أخرى وتنفيذ 82 مدرسة جديدة بواقع 12 صفا و77 مدرسة بسعة ستة صفوف لكل منها، إلى جانب بناء أربع رياض أطفال، وعشرة أقسام تربوية، و74 مشروعا لإضافة الصفوف، فضلا عن إنشاء ستة أجنحة إدارية في بعض أقسام الإشراف التربوي وتنفيذ 93 مختبرا لمادة الحاسوب مع التأثيث والتجهيز و226 وحدة صحية وثلاثة مراكز لفحص الدراسة وخمسة مراكز للتدريب واختبار الحصول على شهادة الرخصة الدولية للحاسوب (ic3).السعدي  أوضح  أن كلف تنفيذ هذه المشاريع تتجاوز مبلغ 513 مليار دينار، فيما يبلغ التخصيص المرصود لهذا العام 194 مليار دينار، مشيرا إلى أن كثرة أعداد المشاريع تحتاج إلى ملاكات فنية وهندسية وجهد كبير لتنفيذها، مؤكدا أن وزارة التربية تعهدت باستملاك الأراضي المخصصة لتلك المشاريع من خلال منح صلاحية للمدراء العامين لاستملاك الأراضي بمبلغ مليار دينار كلّا حسب الرقعة الجغرافية التي يقع المشروع فيها ضمن مديريات التربية.ولفت السعدي إلى حاجة بغداد إلى إلفي مدرسة مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة نمو سكانها السنوي ما يستدعي إنشاء من60 إلى 100 مدرسة، منبهاً على أن إنشاء هذه المشاريع لا يسدّ سوى جزء ضئيل من الحاجة الفعلية، مؤكدا أن المحافظة قامت خلال الأعوام الماضية ببناء وترميم أكثر من 200 مدرسة.
الصحة المدرسية:خدماتنا بدأت عام 1936

مديرة الصحة المدرسية في وزارة الصحة الدكتورة ماجدة كريم أوضحت لـ( المدى ) يعتبر العراق من أوائل الدول التي اهتمت بصحة الطلبة وبقية أفراد المجتمع المدرسي ،إذ بدأت خدمات الصحة المدرسية بتاريخ 15 ت2 / 1936 ،وكانت تابعة إلى وزارة المعارف ،تقدم خدمات علاجية للتلاميذ والمعلمين فقط ومن خلال أربعة مراكز صحية في بغداد . وبذلك اتخذ هذا التاريخ  اليوم الوطني للصحة المدرسية  ويحتفل به العراق سنويا .
الصحة المدرسية هي المنظومة المتكاملة من الخدمات كما تبين كريم، التي من شأنها عند توافرها بالصورة الصحيحة أن تضمن تقديم الخدمات الصحية  التعزيزية و الوقائية و العلاجية  و التأهيلية لمجابهة المخاطر و الأمراض التي قد يتعرض لها الطلبة  في المؤسسات التربوية أو في مجتمعاتهم.إن أهمية تقديم مثل تلك الخدمات  تكمن في أن قطاع التعليم يتضمن شريحة لا يستهان بها في المجتمع حيث الزيادة المضطردة في أعداد الطلبة . مبينة ان  الفئات العمرية التي تندرج ضمن المراحل الدراسية تتميز بتغيرات متلاحقة من الناحية البدنية و النفسية و العقلية مما يجعلها   بحاجة إلى خدمات مميزة، خاصة تلك التي تتعلق بالسلوكيات والمخاطر الكبيرة على الصحة العامة لهذه الفئة.

البلدية :إدارات المدارس تتحمل المسؤولية

السيد كامل سلمان علوان مسؤول مركز بلدي في  دائرة بلدية الأعظمية يشير لـ( المدى ) يوجد  ضمن الرقعة الجغرافية للمركز البلدي 24 مرسة متنوعة نقوم بعملية رفع الأنقاض يومياً  منها إضافة إلى تزويد جميع إدارات المدارس بالحاويات الكبيرة والصغيرة،لكن نرى الاستجابة لبعض  إدارات المدارس ضعيفة بسبب إهمال إداراتها، ونحن  نقدم الخدمات بشكل متساو يومياً ،في حين نرى إدارات أخرى تقوم بالتعاون التام معنا ونحن نبادلهم نفس المسؤولية بل نكرس لهم  كافة الإمكانات بالرغم من تقديمها  للجميع بشكل متساو ، في حين يرى المواطن حيدر ناجي ،يسكن منطقة الشعب وهو أب لأربع بنات اثنتان منهن في مرحلة الابتدائية  قال لـ"المدى" ان الحالة المأساوية للمرافق الصحية للمدرسة التي زرتها أنا شخصيا لا وصف لها ، ما يؤكد  إهمال إدارات المدارس لهذا الموضوع المهم إضافة إلى عدم وجود عاملة خدمة ،وإن وجدت فهي تلبي طلبات مديرة المدرسة أو المعاونة  ،بينما  يتوفر الصابون ومادة الديتول للمرافق الخاصة بالمديرة والمعلمات  ،وهو عكس ما شاهدته  في  المرافق الصحية الخاصة بالبنات. وناشد ناجي  الجهات المعنية ان نشكل لجانا مشتركة  ما بين أولياء أمور الطلبة والمجلس البلدي وممثل إدارة المدرسة لغرض متابعة هذا الموضوع ،وأن توكل لهم متابعة الواقع الصحي والبيئي للمدرسة وأن تكون هذه اللجنة لها الصلاحية لغرض متابعة جميع الأمور، وان تطلع على جوانب الصرف التي يعلنها عدد من الجهات و التي خصصت لها الدولة مليارات الدنانير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram