TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > على العراقيين أن يصوتوا بلا تردد للمالكي: لماذا نتشبث بعراق واحد ونحرم الشعب من مختارٍ مجَرَّب ...؟

على العراقيين أن يصوتوا بلا تردد للمالكي: لماذا نتشبث بعراق واحد ونحرم الشعب من مختارٍ مجَرَّب ...؟

نشر في: 4 ديسمبر, 2013: 09:01 م

سافر رئيس وزراء دولتنا التي نفخر بانها غدت فاشلة بامتياز، الى الجارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تربطنا بها وبقيادتها اكثـر من وشيجة، هي أوثق من حبل السرَّة ، والتي نبذل المستحيل من اجل ان نُبقي عليها مزدهرة، ولا يعرضها حاسدٌ او معتوه او مهووس

سافر رئيس وزراء دولتنا التي نفخر بانها غدت فاشلة بامتياز، الى الجارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تربطنا بها وبقيادتها اكثـر من وشيجة، هي أوثق من حبل السرَّة ، والتي نبذل المستحيل من اجل ان نُبقي عليها مزدهرة، ولا يعرضها حاسدٌ او معتوه او مهووس بالسلطة، الى نكسة ليست في البال.
لا أتكهن، ولكنني ادرك ان الانشداد الى كرسي الحكم وأهواء السلطة التي تُدِرُّ ما لم يكن في الحسبان، وما لم يعد ينطبق عليه المثل السائر، "يُدرُ ذهباً"، قد يدفع في لحظة حماقة معهودة لمن لا يرى معنى لأي اعتبار خارج سلطته وأوهامه، الى قلب الطاولة على الجميع وخلط الأوراق، وبعثـرة "آساتها" فتخرج الأمور من أيدي الجميع، وتتيه "الدوامة" نفسها، وقد ضاعت منها خارطة المسارات المظلمة.

ماذا سيبحث المالكي في ايران، وقد خلف وراءه قائمة لا تعد ولا تحصى من مفردات أزمات متداخلة، وفشل يجر الى فشل، وقتلى اصبح مشهد تناثر اجسادهم الطاهرة في الطرقات، على امتداد الوطن، مألوفاً الى حد لم يعد يلفت نظر المالكي وفريقه، بل ولا يشكل مطعناً يجعل التحالف الوطني يكرس اجتماعاً مفتوحاً لبحث أسباب استرخاص الدم العراقي، ويتظاهر، لمجرد إبداء الاهتمام بأرواح الضحايا، بمشاركة ذويهم الأحزان.
وفي مواجهة مثل هذا المشهد الإجرامي الذي صار طقساً مأتمياً يسود أجواء البلاد، تعلن الدول التي تحترم شعوبها حالة الطوارئ، وتنّكس الأعلام الوطنية ويقطع القادة زياراتهم الرسمية، أياً كانت النتائج، في حين يتجرأ السيد المالكي وحاشيته على مواصلة أيامهم المحفوفة بالمسرات، والمحمية بكل الأسلحة داخل منطقة، يُحرّم الدخول والخروج منها دون "هوية" يراقب إصدارها احمد نوري المالكي.
ما هي دواعي هذه الزيارة، وقد جاء توقيتها مع العد التنازلي لموعد الانتخابات التشريعية التي حدد "صفر" انطلاقها ببدء حملته الانتخابية في البصرة بمكرمات من كيس الدولة والمال السحت الحرام؟ يقيناً ان هدفها المباشر ليس تبادل الرأي مع القيادة الايرانية، المدركة بعمق ومسؤولية عالية مصالح الجمهورية الاسلامية وستراتيجيتها ووسائل حمايتها في اللحظة المناسبة، ولكن مع اللاعبين الكبار، وليس مع حكام الصدفة.
وفي لعبة الأمم، لا تتساوى الأقدار، إلا على شاشات التلفزيون التي يتحكم بها البروتوكول الشكلي. كما لا يعبر عن النتائج بالبلاغات التي تذاع، والتصريحات التي تتالى من الذين لا يحضرون الاجتماعات. وليس ضرورياً، مع الاصدقاء والعشيرة ان تعكس الاتفاقات الموقعة، متانة العلاقات وعمقها، بل "تبادل النوايا" و"حسن إنصات الصغير للكبير"، وحاجته لرعاية الكبير واحتضانه.
والجمهورية الايرانية ليست في وارد التعامل مع العراق، كدولة عليها ان تسمع وتصغي بانتباه. بل هي حريصة على ان تستمع برهافة حس وادراكٍ للعواقب. وبهذا المعنى، فتبادل الرأي يحتاج الى آخر يعي قدره، ويمتلك من حصافة الفكر والتقييم، ومن حكمة السياسة وتدبّر الأمور، ما يضعه في مصاف اولئك الذين يجعلون من تقديراتهم وما يحملون من مخارج للازمات، وإدارة للعلاقات، أموراً مفيدة لبلدهم اولاً، لتكون للبضاعة قيمة اعلى لدى من يجالسهم عند طاولة المباحثات بين الدول والأمم الحرة.
والقيادة الايرانية، مُشبعة بالقهر مما يجري في العراق، ولمن لا يدرك فان ايران، ليست من الدول التي لا تتجاوز مراهقتها، بفعل عوامل هامشية، حتى وان كانت ايديولوجية، والاتفاق بينها وبين "الشيطان الاكبر"، لطمة على وجه من يشكك بذلك.
وبمعنى ملموس، فان القيادة الايرانية تعرف ما تريد في العراق ومن العراق، سواء زارها المالكي او لم يزرها. ولا يمكن المراهنة على استدراجها الى كمائن لم تحسب لها حسابات دقيقة، في باب المصالح الوطنية والاقليمية والدولية. المشكلة في ان الزائر الهاوي، لا يعرف التقاط الاشارات الدبلوماسية، مثلما لا يعرف فك أسرار الرسائل الدبلوماسية، وسيحاول هذه المرة ايضاً ان "يرطن" بلغة المظلومية التاريخية، وحراسة بوابتها من غزوات الفاتحين من الخارج والمتربصين في الداخل. ولكن هل لهذه اللغة ذات المعاني التي يجري تسويقها بين فقراء العراق في الجنوب والفرات والأصقاع الاخرى من البلاد؟
ليس من المؤكد ان المالكي سيبحث على المكشوف، مآل ولايته الثالثة، ومدى دقة مانُقل الى السيد مقتدى الصدر بشأن رفض ايران دعم ولاية ثالثة للمالكي، لكن مجسات زعيم "دولة القانون" المرافقة ستفعل ذلك، وسوف لن يسمع احد منهم تأكيداً على ذلك، بل تحويراً مناسباً يكفي للاطمئنان.
ولذلك علينا ان لا نعول كثيراً على ما سيقوله "القوّالون" من الجوقة المرافقة، ولنتبادل فيما بيننا فكرة واحدة قد تنهي الجدل المحتدم المرشح للتصعيد مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في نيسان ٢٠١٤.
الفكرة بتركيز شديد: لماذا نشدد على ان يكون المالكي او لا يكون، ولا نعيد صياغة الموقف، بحيث نشدد على ان يكون العراق او لا يكون..؟
سؤال ربما هو انعكاس لابل سذاجة سياسية، لكنه سؤال على أي حال، يقبل الاختلاف..
وأين موقع المالكي، كرئيس لمجلس الوزراء في ولاية ثالثة، هل يمكن الجمع بينه والعراق الواحد..؟
هل عمل خلال دورتين وثماني سنوات عجاف، على تكريس وحدة العراق، ووحدة نسيج المجتمع، وأحاطه باتحاد قواه ومكوناته، ام وضعه على حافة الانهيار؟
ثم وبمرارة، أي مكسبٍ تحقق للشيعة الذين يدعي الذود عن سلطتهم وحياضهم ورزقهم ..؟
وبهذا المنظار السياسي الساذج، هل تريد الجارة العزيزة ايران، عراقاً مستقراً معافى..؟
وهل يريد البيت الابيض ذلك..؟
لنتأمل معاً.. اين سينتهي العراق في نظر الأضداد، المهمومة بالعراق، وأين سيكون أي عراقي وطني شريف مُدمى ومخذول، ومهان..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. ابو علي

    اهم شي الكرسي ... الشعب منو؟

  2. حسين الربيعي

    المعادلة واضحة ورقة المالكي احترقت سيختار الشيعة رئيس وزراء جديد بنفس المواصفات موالي لايران الام ويمتاز بنفس غباء وتخلف الجعفري والمالكي ولكن من غير كتلة ليقود العراق بغباء جديد لأربع سنين ظيم وخراب من نوع اخر

  3. zuhair

    تم معرفة المثقف العراقي ان رجال الدين والمثقفون اللي يدعون الاسلام والمتخفين تحت عباءة الاسلام هم كلهم لايصلحون رجال سياسه لان اكثرهم دجله وفاسقين................. لذا فكروا بانتخابكم للعراقيين المثقفين الاصلاء البعيديم عن الدين1874

  4. ابو احمد الياسري

    استاذنا العزيز ان المالكي هو النقطة الوحيدة التي تلتقي بها المخططات الامريكيه والايرانية وعليك ان تعلم ماذا يصدر من هذين لصالح الشعب العراقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram