TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > (ماديبا).. سجينا و مناضلا وقائد وطن!

(ماديبا).. سجينا و مناضلا وقائد وطن!

نشر في: 6 ديسمبر, 2013: 09:01 م

بوفاة نيلسون مانديلا، يكون العالم قد فقد واحدا"من أبرز المناضلين في العالم، مناضلا"أختط نضاله من جدران السجن في جنوب إفريقيا، بعدما قارع السياسة العنصرية، حتى أخافها و هو بين جدران السجن المعتمة . و إذا كان المهاتما غاندي بثورته السلمية، نجح في تحر

بوفاة نيلسون مانديلا، يكون العالم قد فقد واحدا"من أبرز المناضلين في العالم، مناضلا"أختط نضاله من جدران السجن في جنوب إفريقيا، بعدما قارع السياسة العنصرية، حتى أخافها و هو بين جدران السجن المعتمة .
و إذا كان المهاتما غاندي بثورته السلمية، نجح في تحرير بلاده من الإستعمار، فإن مانديلا حرر بلاده بنضاله و من داخل السجن، من سياسة الفصل العنصري، إحدى السياسات التي جلبها الإستعمار الى بلاده .
حمل نيلسون مانديلا على ظهره تاريخ شعب جنوب إفريقيا، من النضال إلى الحرية، و من الفصل العنصري إلى المساواة بين أبناء البلد الواحد، إذ يعد رمزا"لمكافحة التمييز العنصري في العالم .

و قد أثار رحيل نلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا و بطل النضال ضد نظام الفصل العنصري، الخميس الفائت، موجة ردود فعل في أنحاء العالم لتوجيه تحية إلى هذه الشخصية الاستثنائية .

و لم يحظ أي رئيس دولة أو مقاوم سياسي أو حائز على جائزة نوبل أو سجين رأي بمثل هذا الكم من تحيات الاحترام و التعبير عن الحزن من كل أنحاء العالم . 
هو الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا، و أحد أبرز المناضلين و المقاومين لسياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا .
لقبَّه أفراد قبيلته باسم (ماديبا) و تعني العظيم المبجل، و هو لقب يطلقه أفراد عشيرة مانديلا على الشخص الأرفع قدرا"بينهم وأصبح مرادفا"لاسم نلسون مانديلا . 
و دائما ما اعتبر مانديلا أن المهاتما غاندي المصدر الأكبر لإلهامه في حياته و فلسفته حول نبذ العنف و المقاومة السلمية و مواجهة المصائب و الصعاب بكرامة وكبرياء . 
عاش نيلسون مانديلا الذي استحق بجدارة صفة الزعيم العالمي حياة زاخرة بالنضال من أجل المساواة و العدالة، عانى فيها قسوة النظام العنصري لكنه صمد حتى تحقق حلمه في انهيار هذا النظام . 
كان نيلسون مانديلا محاميا"و ناشطا"و سجينا"، قبل أن يصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، حيث ألهم هذا الرجل، أجيالا"في جميع أنحاء العالم، و كان قد احتفل بعيد ميلاده الخامس والتسعين في 18 تموز/يوليو، نقل الى المستشفى اربع مرات منذ كانون الاول/ديسمبر بسبب اصابته بالتهاب رئوي متكرر . 
و شخصت اعين العالم على مانديلا في 11 شباط/فبراير 1990 يوم خرج بهالة من البطولة بعد قرابة ثلاثة عقود قضاها وراء القضبان لمعارضته نظام الفصل العنصري المفروض من الاقلية البيضاء في البلاد، في واحدة من اكثر الصور المؤثرة في تلك الفترة .
من قيادة النضال في السجن الى رئيس للبلاد 
و بعد اربع سنوات، اصبح السجين رئيسا"للجمهورية، مطلقا"مسيرة مصالحة وطنية في جنوب افريقيا من خلال اعادة الاعتبار للاكثرية السوداء في البلاد و طمأنة البيض لعدم وجود ما يخشونه بسبب التغيير . 
و قال مانديلا عند توليه الرئاسة في العام 1994، (ندخل في عهد لبناء مجتمع يكون فيه جميع مواطني جنوب افريقيا، السود و البيض على السواء، قادرين على السير برؤوس شامخة من دون ان يعتصر قلوبهم اي خوف، مطمئنين الى حقهم الثابت بالكرامة الانسانية، أمة قوس قزح بسلام مع نفسها والعالم) . 
و كرم معهد نوبل مانديلا و سلفه الرئيس الابيض فريديريك دو كليرك بجائزة نوبل للسلام للعام 1993، و قد اوضح الاسقف الانغليكاني ديسموند توتو الحائز ايضا جائزة نوبل للسلام، في احد تصريحاته ان السنوات التي امضاها مانديلا في السجن هي التي حولته الى شخصية ملهمة . 
و قال (لقد خرج من السجن شخصا"اعظم بكثير مما كان لدى دخوله، خرج شخصا"يتحلى بالرحمة، رحمة كبيرة حتى تجاه مضطهديه . 
لقد تعلم كيف يفهم هفوات البشر و ضعفهم وبأن يكون اكثر سخاء في حلمه على الاخرين) . 
وبفضل اسلوبه الذكي في النقد الذاتي وانسانيته الواضحة، إكتسب سحرا"لدى الجماهير و حتى خصومه البيض الذين كانوا يحكمون جنوب أفريقيا، و نلسون مانديلا واسمه الاصلي روليهلالا داليبونغا مانديلا مولود في قرية مفيزو في منطقة ترانسكي، احدى افقر مناطق جنوب افريقيا، في 18 تموز/يوليو 1918 و هو الحفيد الاكبر لزعيم من قبيلة تمبو . 
و تم اطلاق اسم نلسون عليه من جانب استاذه في المدرسة . 
وافتتح مانديلا، الناشط منذ ايام الدراسة في كلية فورت هير جنوب شرق البلاد، اول مؤسسة قانونية للسود في جوهانسبرغ في العام 1952 بمشاركة رفيقه الناشط اوليفر تامبو .
قائد الجناح المسلح السري 
و اصبح قائدا"اعلى للجناح المسلح السري للمؤتمر الوطني الافريقي في العام1961، ثم خضع في العام التالي لتدريبات عسكرية في الجزائر و اثيوبيا، و بعد اكثر من عام من العمل السري، تم اعتقال مانديلا وحكم عليه في العام 1964بالسجن مدى الحياة خلال ما عرف ب (محاكمة ريفونيا) حيث القى كلمة تحولت بيانا"رسميا"لحركة مناهضة نظام الفصل العنصري، و قال مانديلا في هذه الكلمة (طوال حياتي، كرست نفسي لهذا الكفاح للشعب الافريقي، لقد حاربت سيطرة البيض و حاربت سيطرة السود، لقد دافعت عن مثل المجتمع الديموقراطي و الحر، هذه مُثل انا مستعد للموت في سبيلها) . 
و امضى مانديلا 18 عاما"في سجن على جزيرة (روبن ايلاند) قبل نقله في العام 1982 الى سجن (بولزمور) في كيب تاون ثم في سجن (فيكتور فيرستر) في مدينة بارل المجاورة . 
و تولى مانديلا الرئاسة لدورة واحدة من خمس سنوات، لكن بعد انسحابه من المشهد السياسي في بلاده في العام 1999 كرس وقته، على رغم تدهور حالته الصحية، لمهام وساطة في نزاعات مختلفة خصوصا"في الحرب في بوروندي. 
وفي العام 1998، عند احياء عيد ميلاده الثمانين، تزوج مانديلا الذي طلق ويني ماديكيزيلا مانديلا، من غراسا ماشيل ارملة الرئيس الموزمبيقي سامورا ماشيل . 
و بعد حرمانه من رؤية اولاده يكبرون بسبب سنوات الحبس الطويلة، اظهر مانديلا التزاما"في تحسين حياة الشبان موظفا"الاموال في بناء مدارس في مناطق نائية .
و في سن ال83، تم تشخيص اصابة مانديلا بمرض سرطان البروستات خضع بعده لعملية ناجحة . 
وفي ايار/مايو 2004، اعلن مانديلا انه سيخفف نشاطاته العامة ليتمتع (بحياة اكثر هدوءا") مع عائلته و اصدقائه . 
و استدعى الصحافة الى منزله بعد ثمانية اشهر للاعلان عن وفاة اخر ابنائه المتبقين جراء اصابته بمرض الايدز و للدعوة الى مزيد من الانفتاح في التعاطي مع هذا المرض . 
لكن وفاة ابنه ماكغاثو بمرض الإيدز دفعت به إلى الحياة العامة من جديد عندما أعلن عن وفاة ابنه والمرض الذي أصيب به في وقت كان الإيدز ضمن الممنوعات الاجتماعية ولم يتردد الماديبا (كما يطلق عليه لتبجيله) في حث مواطنيه بجنوب افريقيا على ضرورة الحديث عن هذا المرض و رفع الحرج والخوف منه، و التعامل معه كمرض عادي . 
و لدى مانديلا ثلاث بنات هن ماكي و زيندزي و زيناني .
عقوق أبنتيه!
و من الأمور الإجتماعية التي عكرت صفو حياة مانديلا، عندما قاضت ابنتا نلسون منديلا والدهما للمطالبة بالرقابة على أمواله ومبيعات القطع الفنية التي يملكها، و أعلنت ميكازيوي و زيناني نفسيهما مديرتين لصناديق استثمار انشئت لتسيير عائدات تسويق المنتجات المتعلقة بصورة صاحب جائزة نوبل للسلام، وتقدر قيمة هذه الصناديق بـ1.7 مليون دولار . 
لكن قرارا قضائيا صادرا سنة 2004 عن المحكمة العليا لجوهنزبورغ سحب حق تسيير الممتلكات المالية و شؤون مانديلا من المحامي اسماعيل أيوب المتكفل بقضية الفتاتين . 
و تطالب ابنتا منديلا اليوم بإلغاء حكم المحكمة العليا في معركة قضائية مع محيط والديهما مازالت تنتظر الحسم . 
و تقدم محامي نلسون منديلا بالي شوين الشهر الماضي أمام المحكمة بمذكرة جوابه في القضية. وحسبه فإن موكله قال صراحة لمكازيوي و زناني بأنه لا يريد منهما التدخل في شؤونه و أن لديه قائمة بالأشخاص الذين يسمح لهم بالتدخل من بينهم محامياه . 
و أضاف أن منديلا يريد من ابنتيه الاستقالة لكن زيناني و ميكازيوي تعتبران المحاميان و وزير السكن سيكسوال دخلاء على الصناديق و لا مكان لهم فيه. 
و بانتظار التعرف على كيفية تأثير وفاة نيلسون منديلا في قضايا الارث التي يواجه فيها ابنتيه فإن الكثيرين يرون بأن العالم خسر برحيله رمزا"كبيرا"من رموز الحرية و الكرامة الانسانية. 
يُذكر إنه في العام 2009، اعلنت الامم المتحدة يوم ميلاد نلسون مانديلا يوما"عالميا"، في اول تكريم من نوعه لفرد . 
و من اخر المناسبات البارزة التي ظهر فيها مانديلا على الساحة الدولية هي مساعدته على حصول جنوب افريقيا على حق استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2.1.، للمرة الاولى في القارة الافريقية، و قام باسعاد الجماهير في المباراة النهائية لدى ظهوره المفاجئ على مؤخر عربة للغولف .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

اغتيال مسؤول إيراني رفيع بهجوم مسلح

إغلاق حساب باسم يوسف على "إكس" بسبب تغريدة.. ماذا قال فيها؟

صحيفة بريطانية: قائد اركان الجيش الأمريكي يزور دولتين عربيتين لاقامة "تحالف" ضد ايران

العالم يتنبأ بندرته.. كيف سيكون مستقبل "الذهب الازرق" في كوكبنا؟

حزب الله يشن هجوما "واسعا" وإسرائيل تتوعد

مقالات ذات صلة

خلفت 13 قتيلاً.. فيضانات مفاجئة تجرف مناطق سكنية في إندونيسيا

خلفت 13 قتيلاً.. فيضانات مفاجئة تجرف مناطق سكنية في إندونيسيا

المدى/ متابعة أعلنت السلطات الإندونيسية، اليوم الأحد، عن مصرع 13 شخصاً جراء فيضانات مفاجئة بسبب أمطار غزيرة أدت إلى جرف مناطق سكنية شرقي البلاد. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولون محليين قولهم إن الفيضانات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram