TOP

جريدة المدى > عام > مع حلول الذكرى الثانية لرحيله..محمود عبد الوهاب في دفتر على سرير المرض

مع حلول الذكرى الثانية لرحيله..محمود عبد الوهاب في دفتر على سرير المرض

نشر في: 7 ديسمبر, 2013: 09:01 م

مع حلول الذكرى الثانية لرحيل أستاذنا "محمود عبد الوهاب" التي تصادف في السابع من كانون الأول هذا العام  ، أصدر الشاعر (كاظم اللايذ)، كتابه المعنون: "دفتر على سرير الرجل المريض.. محمود عبد الوهاب شاعراً" ، منشورات مجلة (الشرارة) الشهرية ،  ال

مع حلول الذكرى الثانية لرحيل أستاذنا "محمود عبد الوهاب" التي تصادف في السابع من كانون الأول هذا العام  ، أصدر الشاعر (كاظم اللايذ)، كتابه المعنون: "دفتر على سرير الرجل المريض.. محمود عبد الوهاب شاعراً" ، منشورات مجلة (الشرارة) الشهرية ،  التي تصدر عن (الحزب الشيوعي العراقي- النجف). وسيوزع الكتاب ، مجاناً، مع عددها المرقم(83 ) السنة الثامنة/2013. في المقدمة يذكر الشاعر (كاظم اللايذ) أن القاص الأستاذ محمد خضير : اقترح أن يقوم الأدباء، من أصدقاء الراحل، و مع ذكرى رحيله كل عامّ ، بالكتابة في جانب من جوانب إبداعه: الكتابة عن منجزه  في الشعر مثلاً مرة ، وعن منجزه في النقد مرة أخرى ، وعن منجزه في المسرح أو البحث التربوي..الخ(ص7 )، وبناء على اقتراح القاص الأستاذ محمد خضير  فقد كتب الزميل الشاعر( كاظم اللايذ) عمّا تركه أستاذنا (محمود) من شعر، بعد أن قام القاص محمد خضير بتزويده بما لديه من أوراق ودفاتر تحوي ما كتبه أستاذنا (محمود) في هذا المجال وقد استوحى اسم كتابه من قصة لم تنشر له وعنوانها (سرير الرجل المريض) (ص8 )، في نهاية المقدمة يعرب (اللايذ):" عن امتنانه العميق للإنسان النبيل الذي كان يمسك بكف (محمود) وهو يعبر الحافة الحادة المطلة على العالم الآخر، القاص محمد خضير.. فلولاه ما كان هذا الكتاب". يتألف الكتاب من (112 ) صفحة من القطع المتوسط ويبدأه بمقال عنوانه ((كفّ  تحت جنازة محمود))، يذكر فيه:" خمسون عاما، هي المسافة ما بين كفّين مرفوعتين: كفٍّ رفعتها في قاعة الدرس لأجيب عن سؤال طرحه أستاذي  "محمود"، وكفٍّ رفعتها تحت جنازته وهو يساق إلى دهليزه في أكناف الأبدية.. وما بين كفٍّ وكفٍّ رحلةٌ ومحطات"(ص11 ) ويروي عن تلك السنوات كثيراً ويكشف فيها، ما كان عليه أستاذنا محمود من سموٍ روحي ونصاعة أخلاقية ،وعفة نفس، وترفع عن المكاسب و المغانم ، وتبحره في اللغة ، وثقافة رفيعة حرص رغم تقدمه في السنوات على أن تكون حديثة دائماً . ويتطرق (اللايذ) إلى جوانب عدة في شخصية الراحل، منها قدراته الفائقة في رواية النكات والطرائف ، وصناعتها التي تميز بها الراحل، و ما زال يتردد صداها دائماً في مقهى أدباء البصرة وأماكن أخرى. كما يكشف الشاعر(اللايذ) أنه:" عند إيفاده لتدريس اللغة العربية في الجزائر، خلال بداية السبعينات ، وجد قصة "القطار الصاعد إلى  بغداد" مقررة على الطلاب، ضمن مفردات منهج الدراسة الأدبية في تونس والجزائر"(ص51 ). وينشر (اللايذ) قصائد كتبها عن (محمود) وعددها(ست) ،تحت عنوان: " قصائد المُريد في حضرة الشيخ "(ص27-50 ) مؤكداً أن بعضها كتبت أثناء حياته وبعضها بعد وفاته. وقد وقعت بعض الهفوات في قصائد الشاعر (اللايذ) ، ومنها ما ورد في الصفحة(15) :
 " هناك سمعتُ
مدرّسة اللغة العربيةِ
تلك التي تلبس البرنسَ المغربيَّ
تُدرّسُ طلابَها
قصة لكَ أصدرتها عام  50 ."!!
ويكرر ذلك في الصفحة (34 ) أيضاً. لكن ( اللايذ) يصحح ذلك في الصفحة(51) عندما يذكر أن مجلة (الآداب) اللبنانية نشرت قصة "القطار الصاعد إلى بغداد" عام( 1954) . يحتوي الكتاب على(27 ) قصيدة نثر للراحل كتبها في أزمان متفرقة ووقعت بين الصفحات(61 -103). في الصفحة (52) ثمة ما يثير الالتباس إذ يذكر الشاعر (اللايذ):" أن أول نص شعري نشر لـ(محمود عبد الوهاب) عام 1952 في جريدة (البصرة) يوم كان مشرفاً فيها على صفحتها الأدبية". وبعد متابعتنا لبعض الدراسات الأرشيفية والأكاديمية، التي تيسرت لنا و تناولت الصحف في البصرة، خلال تلك الفترة، لم نجد ثمة جريدة صدرت في البصرة ،بهذا الاسم ، إضافة إلى أن الأستاذ محمود كان طالباً حينها في بغداد، دار المعلمين العالية - كلية التربية حالياً. فكيف يتسنى له الإشراف على صفحة ثقافية تصدر في البصرة؟!. لكن في بداية عام 1959 أصدرت "اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة"، بعض الصحف الأسبوعية ، ومنها (الطليعة) و (صوت الطليعة)، وكان الأستاذ محمود يشرف على (الصفحة الثقافية) في إحداهما، ونشر القصيدة عام 1959 وفي الصفحة الثقافية التي كان يشرف عليها . والقصيدة هي "الحب في زمن العافية" وقد نُشرت في الصفحة(69) من الكتاب بعنوان فرعي آخر تحت عنوانها الرئيس ،هو:(على كرسي متنقل). يهمني أن أذكر حول هذه القصيدة ما  يأتي: في مساء ما و قبل نهاية صيف عام 1911 وبالنظر لحالة سيئة صحية شديدة ألمت به، حلَ الأستاذ محمود في مسكني. وبعد وصوله واستراحته فيه ، و اهتمام الراحلة زوجتي به صحياً، وعملها على منحه بعض المهدئات والعلاجات المتوفرة لديها، كونها كانت تعمل في السلك الطبي،بصفة (معاونة طبيب أقدم) وخبرتها  الطويلة في هذا الشأن، وأحاديثه المتواصلة معها ، وهما على معرفة سابقة ، وتجلهُ جداً، مذ تَشرفتْ بالتعَرف عليه في بداية زواجنا ، في منتصف عام1975 ، وبعد الاطمئنان من قبلها على وضعه الصحي غادرت الغرفة .فعرض الأستاذ (محمود) عليّ القصيدة وكانت مطبوعة من قبل الزميل (كاظم اللايذ) بعنوان: "الحب في زمن العافية" فقط. وبعد أن قرأتها قلت له: إن عنوانها يشتت ذهن القارئ ، ويجعله مباشرة يذهب إلى رواية (ماركيز) المشهورة "الحب في زمن الكوليرا". فاستحسن ما ذكرته ، وطلب مني البدء بطباعتها على حاسوبي الخاص، وأضاف تحت العنوان ما يأتي :" ماركيز.. استئذاناً ".  وبعد تدقيق طباعتها ،وقراءتها من قبله مرات عدة، كعادته دائماً، فَضّلَ إرسالها، عبر الإنترنت، في ذات اللحظة ، إلى الأستاذ (علاء المفرجي) لنشرها في الصفحة الثقافية لجريدة (المدى) الغراء ، ونشرها الأستاذ(علاء المفرجي) بعد فترة قليلة جداً على إرسالها إليه، وتعد هذه القصيدة هي آخر مادة نشرها أستاذنا محمود عبد الوهاب. إذ بعدها ساءت حالته الصحية ، ورقد في المستشفى التعليمي، ثم غادر هذا العالم، الذي عمل طويلاً في حياته على أن يسوده العدل الاجتماعي- الإنساني اللائق بالبشر، وحياتهم ، التي لا تُعاش، على الأرض إلا مرة واحدة، بغض النظر عن جنسهم وعرقهم وتوجهاتهم. من الضروري التطرق إلى قصيدة وردت في مقال للشاعر حسين عبد اللطيف بعنوان" محمود عبد الوهاب... القاص شاعراً " نَشرتهُ له في جريدة مهرجان المربد (الثالث)، دورة الشاعر(عبد الكريم كاصد)، إذ كنت رئيساً لتحرير جريدة المهرجان، الذي عقد في البصرة للفترة15 -18  نيسان 2006 ، و نشر مقال الشاعر(حسين عبد الطيف) في العدد الثالث الصادر يوم الاثنين الموافق  17 نيسان 2006  ، واحتوى على (أربع قصائد)، لأستاذنا  "محمود"، تم نشر ثلاث منها في كتاب الشاعر (كاظم اللايذ)، مع بعض التغييرات البسيطة، باستثناء القصيدة الآتية:
قراءة
" العالم من حولي كتاب ،
وناطق مَنْ يقرأ صفحاته ،
ما كل ما أقرأه صحيحاً ،
لكن في ما أقرأه ،
يلغي التدليس !!".
امتنع الأستاذ محمود بأن يتم وصفه بـ(الشاعر) وأخفى طويلاً هذه القصائد ، وهي كما ذكر مرة في حوار معه مجرد (نجوى)  بحت وتنبع من تجارب ( ذاتية) ، أغلبها مخفق ولم يسع إلى أن يحولها إلى فنه الأثير على نفسه جداً وهو (القصة القصيرة).وخصائص أسلوب الأستاذ( محمود) في قصائده هي ذاتها خصائصه في القص، ومنها الوضوح  والاختزال والاختصار والتكثيف، و يستخدم في أغلب قصائده  المنشورة في الكتاب (مثل) التشبيه ، التي تتشابه مع (كاف) التشبيه التي تتكرر ، كثيراً، في شعر السياب . الشاعر مجيد الموسوي يذهب إلى أن قصائد الأستاذ محمود فيها : "ما هو أهم في الشعر هو إيقاد شعلة التوتر الروحي إلى أقصاها ، والاعتناء بالثراء الداخلي الحميم الذي تفيض به الروح"(ص 53). مبادرة الشاعر (كاظم اللايذ) في إصدار كتابه، على نفقته الخاصة، في ذكرى رحيل أستاذنا " محمود عبد الوهاب" تقع ضمن قيم الوفاء النادر في هذا الزمان، بالترافق مع اهتماماته السابقة المتواصلة به في حياته ، ولا يسمح الزميل (اللايذ) بالتطرق إليها، أو الحديث عنها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

في مديح الكُتب المملة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram