اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بلغت مصروفات الطاقة 37 مليار دولار..المواطنون بين وعود الكهرباء ووقود المولّدات

بلغت مصروفات الطاقة 37 مليار دولار..المواطنون بين وعود الكهرباء ووقود المولّدات

نشر في: 7 ديسمبر, 2013: 09:01 م

مشاهد باتت كالشواخص الثابتة في حياة العراقيين ،فالمعاناة متجسدة وكأنها أصبحت جزءاً من ملامحنا الابتسامة شيء مألوف لكنها غادرتنا مع الفرح ،أحيانا تمر علينا مرور الأحلام بحفلة زفاف أو عيد ميلاد ،ورموز المعاناة تتجسد بطوابير الاختناقات المرورية،بنقاط تف

مشاهد باتت كالشواخص الثابتة في حياة العراقيين ،فالمعاناة متجسدة وكأنها أصبحت جزءاً من ملامحنا الابتسامة شيء مألوف لكنها غادرتنا مع الفرح ،أحيانا تمر علينا مرور الأحلام بحفلة زفاف أو عيد ميلاد ،ورموز المعاناة تتجسد بطوابير الاختناقات المرورية،بنقاط تفتيش عسكرية لا جدوى منها في ظل الخروق الأمنية التي تتصاعد يوما بعد يوم،بالحواجز الكونكريتية التي أزهقت أرواح العديد من مدننا وشوارعنا الجميلة،وبديلا عن نصب للأمل والسعادة ترى اللافتات السود تزين جدران مدننا،الأزقة  تصرخ بألف هتاف شوق على إسفلت فارقها بعد ان جزعت من الأوحال ومكبات النفايات وطفح شبكات المجاري الأرصفة تبحث عن مقرنص حقيقي لا يزول بعد أسبوع من وجوده، المولدات الكهربائية كالحواجز الكونكريتية  لا يمكن عدها بعد ان أصبح العراق السوق الأول في العالم باستخدامها واستهلاكها.العراق أو بغداد بالأخص مناطق غارقة في الظلام  وأخرى غارقة في مياه الفيضانات،ومع ذلك يخرج علينا المسؤولون عن خراب البلد بكلام منمق يشير  بما لايقبل الشك ان العراقيين يعيشون وسط الجنة!
وعود الوزارة إلى أين؟
مناطق شرقي بغداد وتحديدا مناطق الأمين الثانية والنواب والشهداء والمشتل وتوابعها من الأحياء شهدت مع سقوط الأمطار انقطاعا ملحوظا في التيار الكهربائي،مما دفع المواطنين إلى اللجوء لأصحاب المولدات الحكومية والأهلية بعد ان عزفوا عنهم  بعد تصريحات وزارة الكهرباء النارية بأنها ستقوم بتجهيز بغداد (24)ساعة يوميا، وبعد ان سمعوا ذلك من وزير الكهرباء   عبد الكريم عفتان الجميلي  الذي أكد في 30 تشرين الثاني 2013،عقب افتتاحه محطة تازة الغازية بطاقة 292 ميغا واط، أن المحطة ستساهم بـ"دق آخر مسمار في نعش الظلام"، على ان تفتتح وحدات جديدة ،مؤكدا أن إنتاج الطاقة الكهربائية سيصل إلى 18 ألف ميغاواط بنهاية العام المقبل 2014،وهذا ما أكده أيضا المتحدث الرسمي  باسم الوزارة مصعب المدرس في ورشة العمل التي حضرتها المدى في الشهر الماضي ،مؤكدا أن الوزارة ماضية في العمل على تحسين المنظومة الوطنية والإيفاء بالوعود.
سعر الأمبير(18)ألف دينار!
المواطن عبود كريش من سكنة محلة 729الواقعة في منطقة المشتل بين للمدى ان الكهرباء ومنذ بداية الأمطار التي أغرقت بغداد بالمياه ومنطقتنا تصلها الكهرباء كمعدل يومي هو ثماني ساعات والأمرّ من ذلك هو عدم وجود نظام ثابت لبرمجة الانقطاع ،أي أنها تأتي أحيانا في  الساعة الثامنة صباحا وتقطع عند الحادية عشرة،وفي اليوم الآخر يتغير الجدول تماما ،وهذا ما يجعل المواطن كما يقول كريش بدوامة مستمرة لما يسببه ذلك الأمر من تلف للمواد الغذائية وخاصة اللحوم منها،فضلا عن كون صاحب المولد له وقت محدد للتشغيل،لا يقبل أن يعمل بغيره.
وعن تعامل أصحاب المولدات أكد كريش ان سعر الأمبير الذي يسمى بالذهبي وصل إلى (18)ألف دينار،فيما يصل سعر الأمبير غير الذهبي إلى عشرة آلاف دينار بحسب قول كريش ،الذي ناشد الحكومة تطبيق وعودها على أرض الواقع.

الزاملي: سعر الأمبير(4)آلاف دينار
أعلن مجلس محافظة بغداد،  أول من أمس   الجمعة، عدم وجود تغيير في سعر أمبير الكهرباء المجهز من المولدات الأهلية والبالغ أربعة آلاف دينار، وفيما أشار إلى إشراك وزارة الداخلية بمعاقبة المخالفين من أصحاب المولدات أكد وضع خطة لاستبدال المولدات الحكومية "العاطلة" بأخرى جديدة أو قيد الاستعمال.
وقال عضو لجنة الطاقة في مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي في حديث إلى (المدى برس)، إن مجلس محافظة بغداد أصدر قراره بتحديد سعر أربعة آلاف دينار للأمبير الواحد في المولدات ،ولا يوجد أي قرار جديد بالتغيير حتى الآن"، مبينا أن "لجنة الطاقة في مجلس محافظة بغداد تراقب وضع تجهيز الطاقة الكهربائية من قبل الشبكة الوطنية للكهرباء ومن المولدات الأهلية والحكومية من خلال فرق جوالة لأعضاء اللجنة وموظفيها.

السجن لمخالفي التسعيرة
الزاملي بيّن أن "مجلس محافظة بغداد وضع إجراءات حازمة للمخالفين من أصحاب المولدات الذين لا يلتزمون بالتسعيرة الرسمية حيث تصل الإجراءات إلى السجن"، مشيرا إلى ان "مجلس المحافظة وجه كتبا رسمية إلى وزارة الداخلية بضرورة التعاون مع المجلس من أجل معاقبة المقصرين وفق القانون الجنائي الذي تتبعه وزارة الداخلية".
ولفت الزاملي إلى أن "المجلس وضع خطة لاستبدال المولدات الحكومية التي فيها أعطال واستبدالها بأخرى جديدة أو قيد الاستعمال ،إذ تمتلك قواطع من العاصمة مولدات فائضة كما هو الحال في  منطقتي الأعظمية والكاظمية بعد تجهيزهما بالكهرباء لمدة 24 ساعة يوميا من الشبكة الوطنية".
وتعاني بعض المناطق في بغداد من ارتفاع كبير في أجور الأمبيرات المجهزة من المولدات الأهلية  التي تصل إلى مبالغ باهظة نتيجة عدم التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة المحددة لهم،ولمعرفة الحقيقة التقت المدى ببعض أصحاب تلك المولدات الذين  بينوا للمدى أن سبب عدم  التزامهم بالتسعيرة الرسمية تتحمل أسبابه وزارة النفط لعدم تجهيزهم بالوقود منذ شهرين بحسب قولهم.
شهداء الأمين في  الظلام
المواطن محمد نور من أهالي  منطقة  شهداء الأمين  من محلة (727) أكد للمدى منذ هطول الأمطار والكهرباء الو طنية من سيئ إلى  أسوأ،مبينا ان  الكهرباء الوطنية لم تصلنا منذ أيام ،والمصيبة كما يقول نور انهم سحبوا كيبلهم من صاحب المولد ظنا منهم أن وعود الوزارة غير قابلة للشك،مبينا ان صاحب المولد رفض استقباله لكونه سجّل واحدا غيره بدلا منه،ويرى نور انه من الضروري ان تكون الحكومة  والوزارة صادقة في وعودها بشأن الكهرباء،وطالب نور مع مجموعة من المواطنين بأن تسارع الوزارة إلى إيجاد حلول جذرية لهم ،بدلا من إطلاق الوعود الكاذبة على المواطنين الذين جزعوا وملوا من الأزمات المتلاحقة والخطابات والتصريحات المزيفة.

37 مليار دولار مصروفات الكهرباء!
وعن المبالغ التي تم إنفاقها على الكهرباء أفاد الشرع أنه "منذ عام 2003 حتى الآن أنفقت الدولة العراقية على الكهرباء نحو 37 مليار دولار وهو ثلاثة أضعاف المبالغ التي تحتاج  إليها اذا ما افترضنا ان البلاد لا تملك أية بنى تحتية للطاقة". ومضى عضو لجنة الطاقة البرلمانية إلى ان "جميع الإجراءات التي تتخذها وزارة الكهرباء في الوقت الحالي غير مجدية وإذا ما أتت بثمارها فإن ذلك يكون بعد فترات طويلة في حين ان حلها  يكمن بإحالتها إلى الاستثمار و إعطاء مجالس المحافظات دوراً فيها". ويعاني العراق نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد 2003 في بغداد والمحافظات، بسبب قدم الكثير من المحطات إضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الخمس الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد، ما زاد من اعتماد الأهالي على مولدات الطاقة  الأهلية الصغيرة.
والمواطن في حيرة  ودوامة تقول ،من الصادق وزير الكهرباء أم الشهرستاني أم أصحاب المولدات؟؟
صاحب مولدة:لم نجهّز بالوقود منذ الشهر الماضي
حيدرعلي صاحب مولدة في محلة (751)التابعة لمنطقة المشتل  أكد للمدى ان المشتقات النفطية توقفت عن تجهيزنا بالوقود (الكاز) منذ  الشهر الماضي ،وهذا ما يجعلنا إما نقوم برفع سعر الأمبير أو اللجوء إلى إحالة المولدة  للتوقف عن العمل  لحين تحسن الحال بحسب قول علي،موضحا ان طاقة تشغيل مولدته الكبيرة من الوقود تبلغ(13)ألف لتر في حين ان دائرة المشتقات النفطية لا تجهزني بغير(3000)لتر،وهذا ما يدفعني إلى اللجوء إلى السوق التجارية  التي تبيع بسعر(750)دينارا للتر الواحد، مبينا انه من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة (12) ليلا يقوم بتشغيل مولدته لفترة ثماني ساعات، وهذا دليل بسيط وواضح على غياب كبير في مسألة تجهيز المواطن  بالكهرباء الوطنية، وبين علي ان السعر الذي يتقاضاه  عن كل أمبير هو خمسة آلاف دينار فقط  بحسب قوله .
منطقة (سبع بكار) وبالتحديد المنطقة الممتدة من سوق السمجة حتى دائرة الوقف السني محلة (332)،تعاني من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي على الرغم من كونها تابعة لمنطقة الأعظمية التي تصلها الكهرباء على مدار اليوم من غير انقطاع.
أهالي سبع ابكار:ثماني ساعات حصتنا من الوطنية
المدى التقت بصاحب المولدة عمار وليد  وعن استفسارنا بشأن تجهيزهم بالوقود بين بأن وزارة النفط لم تقم بتجهيزنا منذ الشهر الماضي ،ويرى وليد أن السبب في ذلك هو استقرار الكهرباء ووصولها للمواطنين بصورة مستمرة،في حين ان منطقتنا يقطع التيار الكهربائي تماما مع هطول الأمطار ،موضحا بانه يمتلك مولدتين ،ولكنه عند التجهيز لا يستلم  غير حصة مولدة واحدة وهي (2000)لتر فقط،مما يضطر إلى الاستعانة بالسوق التجارية لسد النقص الحاصل من الوقود وهذا ما يكلفه ماديا لكون اللتر في السوق التجارية يبلغ(750)دينارا،ويضيف وليد ان المشتركين في مولدتي كلهم يرغبون بالخط الذهبي ،وعلى الرغم  من ان هناك مولدات تتقاضى عن الخط الذهبي (18)ألف دينار عن الأمبير ،أما نحن فنتقاضى (12)ألف دينار فقط ، علماً أن  منطقتنا معدل وصول الكهرباء الوطنية لها لا يتجاوز الثماني ساعات ،وهذا ما أكده العديد من مواطني تلك المنطقة للمدى ،وناشد وليد الجهات ذات الشأن بتجهيز مولدته الثانية بالوقود  بحسب الضوابط  القانونية،لأنها ستكون في خدمة المواطن أولا وأخيرا على حد وصفه.
الشهرستاني:سنصدّر الطاقة لدول الجوار
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني  قد أعلن في وقت سابق، ان العراق سيصدر الطاقة الكهربائية إلى دول الجوار خلال العام 2013، مؤكداً ان حاجة العراق من الطاقة لا تتعدى الـ15 ألف ميغاواط، فيما بين  عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية فرات الشرع، في تصريحات سابقة ان "حاجة العراق الفعلية للطاقة الكهربائية تبلغ 17 ألف ميغاواط"، وأشار إلى ان "مجموع ما ينتج من رؤوس المولدات لا يتجاوز في أكثر الأحوال 7200 ميغاواط إذا ما أضيف لها الخط الإيراني والبارجات الموجودة التي تمولنا بـ 1000 ميغاواط".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. كاظم محمد علي

    منذ الفيضان الذي حدث في العراق وبدات للاسف الكهرباء الى ادنى من حالها قبل 5سنوات حيث يتلاعب موظفي الكهرباء في اطفاء كل نصف ساعة وكل 5 دقائق مما ادى الى عطب اكثر الاجهزة الكهربائي ثم بدا يقطعها من الغروب الى الساعة 12 ليلا نخن في منطقة الشعلة محلة 458 قرب

  2. صادق جبر

    الم يعلم السيد وزير الكهرباء ان منطقة حي الامين جانب الرصافة مناطق سكينة الاعلام المحلات 743 747 749 741 739 745 من تاريخ 19 11 ولحد هذا اليوم لم تصل الكهرباء لهذة المناطق ولا دقيقة لانعرف السبب هل هناك عمل تخريبي ام خلل فني ام عقوبة المفروض السي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram