هزّ قرار محكمة (كاس) الدولية جدار الثقة للبنية التحتية لمجلس إدارة اتحاد الكرة وحلّ ركائزه التي بدت هشة وآيلة للتحطم عندما يُجهِز قرار مجلس شورى الدولة على البناء ذاته كلياً بعدما نخرته اللوائح الضعيفة وهي تمرر دخول الفائزين في دورة 2011 عبر نفق غير شرعي!
الآن لم يبق مبرر واحد لرئيس الاتحاد ناجح حمود أن يُظهر مقاومته الشكلية ويرفع حنكه ويقطّب حاجبيه متحدياً كل من أسهم في إسقاط نصف ولايته وأغرقها في اتهامات عدم شفافية الحراك الانتخابي وما تبعه من إجراءات كشف قضاة (كاس) أنها باطلة وغير معترف بها وأسدوا برسالة غير مباشرة تدين الرئيس نفسه بارتقاء منصة الفوز على سلالم مصطنعة بفعل فاعل مثلما اعترف احد موظفي الاتحاد انه ارتكب جرم التزوير في النظام الداخلي أمام قاضي التحقيق في لوزان!
فلمصلحة مَن يتظاهر حمود ومعه بقية أعضاء الاتحاد في ممارسة أعمالهم غير مبالين لقرار دولي صريح في توصيف وجودهم اللا قانوني طوال سنتين ناهيك عن الأخطاء الكثيرة التي رافقت سياستهم في إدارة شؤون الكرة التي غطّت على ايجابيات اجتهادهم في محطات محدودة ، فضلاً عن العزلة التامة التي فرضوها على الهيئة العامة بالرغم من أن أصواتها هي من منحتهم مفاتيح الأحلام السعيدة لواحد من أهم بيوت الرياضة وأكثرها شعبية وتنعماً بسلطتها على الأندية والمنتخبات والترحال على بساط السندباد حول العالم.
لا مفرّ من الإذعان لدواعي ندائنا المخلص ، فالاستقالة برغم مرارة إمضائها عند البعض فإنها إقرار شجاع بحفظ الهيبة والشعور بالاستقلالية الشخصية التي تتحكم في دفع النفس عن أية ضرر ينجم عن التشبث بالمنصب ، فالحياة تستمر ونبض الكرامة يبقى حياً بوجود المنصب أو من دونه ، وتاريخ ناجح حمود ليس خافياً عمّن واكبه ، مخلصاً للكرة العراقية في أوج عطائه لمهنة التدريب ولم يكن متخاذلاً في أصعب الظروف التي كان خلالها أي مدرب يسلم قلبه لطوارىء القلق حينما تسند إليه مهمة وطنية صعبة ، وهو من أسهم في ارتقاء فريق النجف إلى مصاف الكبار ودخوله موسوعة (كلاسيكو) الدوري العراقي بصحبة تلميذه النجيب عبد الغني شهد ، وحمود ما بعد 2003 حافظ على توازن حضوره بين الجميع وكان أكثر نشاطاً ودفاعاً عن حقوق اللعبة واستقطب شعبية أوسع بعدما تقمّص في أكثر من مؤتمر صحفي دور الرئيس السابق حسين سعيد الغائب آنذاك لأسباب شخصية وحرص بشدة على تبني سياسة القرار الجماعي أمام المعترضين طوال الفترة من عام 2004 إلى عام 2010 ، فلماذا تغير الرجل بعد تحية المصوّتين له في ليلة التتويج بالزعامة ؟!
حقيقية إن نتائج محكمة (كاس) وما اطلعنا عليه من وثائق ، وما استمعنا من أقوال شهود حضروا جلسة المحكمة عمّا نشر من غسيل الانتخابات يُجيب عن كل التساؤلات المحيطة بولاية حمود التي لم تتعرض إلى تهمة التزوير فحسب كما جاء على لسان كبير كتلة المعترضين فلاح حسن ، بل إلى الانشقاق في العلاقة بينه وبين نائبه عبد الخالق مسعود وعدد من أعضاء الاتحاد المستقيلين والغائبين بلا إجراء إداري يحدد موقفهم أمام العمومية ، فهل من المنطق أن يراهن الرئيس حمود على البقاء وسط اتحاد لا تؤتمن فيه الكلمة ولا ترجّح مصلحة الوطن المستغيث لإنقاذه من تناحر أبناء الكرة في مسلسل (ضياع نقطة الحياء) !
وفي الوقت الذي نترقب قول مجلس شورى الدولة في ملف أزمة الانتخابات، أخذت العناكب الانتهازية تنسج في ظلماء الكرة العراقية خيوط التحالفات المبكرة لإنشاء سقوف الترشح بناء على ذات العلاقات السطحية التي ما تلبث أن تتمزق وتنسلخ عنها كتلة معترضين جدد يباشرون الرحلة إلى لوزان لاستعادة حقوقهم الضائعة ، ولهذا لابد أن نحمي الانتخابات أولاً بضوابط صارمة تمنع توارث سلبيات المرحلة الماضية وتسمح لترشح أعضاء غير متورطين بصفقة (صوّت وانتفع)!
استقل واحفظ هيبتك!
[post-views]
نشر في: 7 ديسمبر, 2013: 09:01 م