TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من هو رئيس وزراء العراق 2014

من هو رئيس وزراء العراق 2014

نشر في: 7 ديسمبر, 2013: 09:01 م

تأملوا المشهد جيدا: أميركا متراجعة لا تطيق سماع كلمة العراق، إيران لاتزال مصرّة على أن الساحة العراقية ساحتها، أولا وأخيرا.. سواء كان الرئيس نجاد أم روحاني.. العرب يعتقدون ان ليس لديهم ما يربحونه في العراق، فيما المواطن العراقي تدور في ذهنه أسئلة مصيرية:: هل ستقف إيران مع ولاية ثالثة للمالكي؟ أم أنها فقط ستطلق،، شرارة الحرب بين أركان التحالف الوطني؟ هل هناك أمل في ان تتغير خارطة التحالفات السياسية؟ هل ستظل إرادة العراقيين معتقلة داخل أسوار الطائفية والإحساس بالخطر من الآخر؟
لعل ماجرى ويجري في العراق خلال السنوات الماضية كان تجربة عملية على حرق كل أثر للتغيير، وقد كان مشهد الصراع على المناصب والمغانم بالغ الدلالة والإيجاز، وإذا كان العراقيون البسطاء قد توسموا خيرا بعد سقوط تمثال " صدام " فقد خاب ظنهم حين اكتشفوا أن بينهم اليوم اكثر من صدام، المشهد العراقي اليوم يظل حافلا بالعديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام الحائرة.
تجربة الأعوام الماضية أثبتت حقائق كثيرة،أهمها أن مسؤولينا لا يملكون ما يقدمونه لمستقبل البلاد، حتى لو راهنوا على مخاوف الناس واحتياجهم الدائم للأمن، فهم يملكون فقط القدرة على التخريب والتدمير والتعطيل والعرقلة، وسرقة المال العام وإفساد الذمم.
والأمر ذاته حدث في ما يخص الأمن،إذ يجري كل يوم إذلال المواطنين أمنيا وأحاطتهم بحزام مرعب من جرائم القتل والتهجير وفقا لنظرية الانفلات الأمني في حالة غياب القيادة الحكيمة، بما لم يترك مجالا لأحد لكي يفكر في موضوع الخدمات والإصلاح السياسي. وبمعنى آخر يحاول البعض أن يجعلوا من الاستقرار ثمنا للحصول على فرصة أخرى لحكم البلاد.
لعل الأمر الذي يجب ألا ينساه الجميع هو ان أداء السياسيين خلال الدورة الانتخابية السابقة كان سببا رئيسيا في دفع الناس للكفر بالتغيير أو على الأقل وضعه هو و" اللاتغيير " في درجة سواء، إذ تبدو السياسات التي طبقت خلال السنوات الماضية أكثر انحيازا ضد الطبقات المنهكة الباحثة عن عدالة اجتماعية وأمان واستقرار.
في العام 2009 حين قرر المالكي تشكيل ائتلاف دولة القانون، كان منهاج ائتلافه الذي اعلنه على الملأ أقرب إلى الأحزاب المدنية، وكنا نسمع جميع أعضاء دولة القانون يتحدثون عن المواطنة ودولة الحريات التي يكون القانون فيها هو الأساس.. لكن ما أن جلس المالكي على كرسي الحكم، حتى أعلن غزوته المباركة ضد الجميع رافعا راية النصر على من أوصلوه إلى المنصب. عندها انطلقت سهام قناصة ائتلاف دولة القانون ضد كل المتظاهرين والمنددين بالفساد.. فشاهدنا كيف خرج العديد منهم يحملون لافتات تدعو لنصرة مختار العصر ضد الكفرة والزنادقة، بل ذهب البعض منهم إلى اتهام المتظاهرين بأنهم مدعومون من جهات أجنبية ولديهم أجندات أجنبية.
لقد عاش العراقيون خلال السنوات العشرالماضية تجربة غاية في الرداءة من احتكار السلطة على أيدي أفراد معدودين.. ولم تكن الناس تتوقع أن يذهب الجعفري ليأتي المالكي، ومن أجل ألا يتكرر هذا المشهد ثانية مطلوب من الناس عدم الوقوف مرة أخرى في موقع المتفرج الذي ينتظر ماذا ستهدي إليه الأيام.. ولهذا لا يمكن الوقوف سلبا، بينما تستعيد دولة الاستبداد موقعها في الحكم، والسيطرة على المجتمع.
هذه لحظة مواجهة إما أن تبقى القوى السياسية التي عاثت خرابا وفسادا مسيطرة على السلطة، وإما أن تبحث الناس عن بديل حقيقي يلبي مطامحها في بناء بلد معافى، أو أن يساق الشعب إلى ثنائية " الإرهاب- الدولة الأمنية "، ويعود تشكيل الحكومة من جديد وفق نظرية " الأمن أولا " ويفور العفن الكامن الذي عشنا فيه السنوات الأخيرة ليغرقنا من جديد في دوامة دولة الفشل الكبير.
على العراقيين أن يدركوا أنّ العديد من أطراف اللعبة السياسية يفتقرون إلى الكفاءة والقدرة ويبحثون عن طريق للعودة إلى السلطة والحكم، أو إلى نفوذهم القديم بكل ما يملكون من قوة وقدرة في اللعب على مشاعر قطاعات واسعة من شعب يهرب من الابتزاز باسم الدين، إلى الابتزاز باسم الأمن والخوف والفقر..
ومن هذه الزاوية يمكن النظر إلى زيارة نوري المالكي الى ايران وتلويحه لقادة طهران بإعادة إحياء اتفاقية الجزائر لعام 1975 لتمهد الطرق الى كرسي رئيس الوزراء لعام 2014؟
لنفكر معا بالأمر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. ابو هبة

    دولة اللاقانون وعلى رئيسها مختار العصر الدكتاتور الصغير ابو حمودي طيب الله ثراه ، يجاهد ويقاتل و يتنازل عن العراق كله للجارة سيئة الصيت ، ايران من مطلق البقاء بالسلطة ودعمها لأبو حمودي لولاية ثالثة لا سامح الله ماذا عمل لنا الدكتاتور الصغير ، صاحب م

  2. mardansafout

    لاتفويض لأحد من المسؤولين فوق سلطة الشعب ولايجوز وفق المنطق والعرف ان يهب احدا من المسؤولين او يوافق على اي امر يتعلق بالحقوق والسيادة للبلد اذا كان وطنياً حقاً ولا ينسى هذا المسؤول انه ذاهب وما سيفعله سيسجل له مهما كان موقفه,كانت اتفاقية الجزائر اشبه ما

  3. مغترب

    الاخ الفاضل علي حسين المحترم تحية عبر الاثير من على حافة القطب الشمالي.. أود أن أبين الرأي في موضوع من سيكون رئيسا للوزراء في المرحلة القادمه أن المشكلة الاساسيه ليس بشخص معين فأن أغلبية المرشحين لمجلس النواب والذي سوف ينتج رئيسا للحكومه ،فأن خلفيتهم الاد

  4. لا تعجبه الانتخابات

    لا اريد ان اطيل لاني لم اقرأ كل التعليقات لكن رئيس الوزراء القادم هو احمد الجلبي باختصار وشكرا

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram