القوى الشيعية بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية السابقة قررت ان تنضوي ضمن التحالف الوطني وتختار نوري المالكي مرشحا لتشكيل الحكومة ، ومع بدء العد التنازلي لخوض منافسات انتخابات العام 2014 ، هناك اكثر من سؤال يطرح أمام التحالف الوطني ورئيسه ابراهيم الجعفري ، وفي مقدمة تلك الاسئلة ، ماذا حقق التحالف الحاكم خلال السنوات الأربع المنصرمة ، وهل حقق برنامجه الانتخابي ، وهل حافظ على رصيده الشعبي ، وسط تراجع الأداء الحكومي في جميع الصعد ، وفي مقدمتها الملف الأمني .
قوى التحالف وقبل اندماج الائتلافين الوطني ودولة القانون ، أعلنت رفضها ولاية المالكي الثانية ، وسرعان ما تراجعت عن هذا الموقف ، استجابة لضغوط ايرانية حسبما اعلن ذلك زعيم المؤتمر الوطني احمد الجلبي ، والسيناريو السابق من المرجح ان يتكرر فيحقق المالكي الولاية الثالثة ، وحينذاك تتحول الخطوط الحمر الى خضر ، عندما يحصل اتفاق على تقاسم المناصب والمواقع.
كتلة الأحرار المنضوية ضمن التحالف الوطني لطالما صدرت من أعضائها تصريحات تتهم المالكي بإعادة الديكتاتورية وفي هذا الشأن يقول عضو كتلة الأحرار جواد الحسناوي "المالكي الآن هو من يرتكب نفس الخطأ ويمارس نفس الممارسات التي مارسها صدام وأزلامه بتهديده الصدر وهو من خط المرجعية الدينية، ونذكّر المالكي أين اصبح صدام، وعليه ان يفهم الدرس من الأسلاف الماضين الذين بدت الآن جذوره ممتدة اليهم".
أما النائب عن ائتلاف دولة القانون، محمد الصيهود فقلل من أهمية الخلافات واصفا إياها بانها لن تؤثر على وحدة التحالف الوطني وقال :" ما يعلنه التيار الصدري ضد رئيس الحكومة نوري المالكي، مسألة طبيعية وحق كفلة الدستور بأن يعبروا عن وجهة نظرهم وان ما يميز النظام الديمقراطي هو إتاحته الفرصة للجميع ليعبروا عن وجهة نظرهم". موضحا أن "الانتقادات المتبادلة بين زعيم التيار الصدري ورئيس الحكومة هي من باب الاختلاف بوجهات النظر"، لافتاً إلى أن هذا "الاختلاف يشكل تقويماً للعملية السياسية بعامة ولن يؤثر على الإطار العام للتحالف الوطني".
المشهد السياسي العراقي وبحسب المراقبين بحاجة اليوم الى إحياء اتفاق " أربيل- النجف " الذي طالب بسحب الثقة عن المالكي بخطوة من التيار الصدري وقائمة متحدون بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي وإياد علاوي والتحالف الكردستاني وهذه القوائم بإمكانها تشكيل الكتلة الأكبر لاختيار مرشح الكتلة الأكبر والمشهد مفتوح على كل الاحتمالات ، وستحسمه نتائج الانتخابات .
التمسك بالمواقف خاضع هو الآخر لمقدار حصول أي طرف على المزيد من المكاسب ، وتولي المناصب ، وليس من المستبعد التخلي عن الخطوط الحمر كما حصل سابقا بموافقة الجميع على اتفاق اربيل الذي بموجبه تم توزيع مناصب الرئاسات الثلاث . ماذا حقق التحالف الحاكم ؟ من حق جميع العراقيين طرح السؤال ، وصناديق الاقتراع هي الوحيدة القادرة على إعطاء الجواب .
مستقبل التحالف الوطني
[post-views]
نشر في: 7 ديسمبر, 2013: 09:01 م