الوسط الإعلامي يتداول معلومات تفيد بان بعض العاملين في غرفة أخبار فضائية معروفة اعتمدوا تسعيرة تدفع لهم بالدولار لبث تصريحات السياسيين بهدف التقرب الى مسؤول كبير او لرئيس الكتلة ، والتصريح في اغلب الأحيان ينطوي على هجوم واتهام موجه الى شخصية او جهة سياسية ولا يخلو من تسقيط ، وصاحب التصريح على استعداد لدفع المال ، عندما يرى تصريحه ضمن الشريط الإخباري يتكرر على الشاشة .
تسعيرة التصريح أسلوب ابتكره أشخاص دخلوا الى الوسط الإعلامي عن طريق الصدفة ، بعد العام 2003 وشجعه من يدفع المال بسخاء على الرغم من امتلاكه مكتبا إعلاميا متخصصا بإصدار البيانات ، فضلا عن نفوذه في التأثير على العاملين في فضائيات حزبية ، وتنفيذ رغبته في الظهور من خلال الشاشة ليدلي بخطاب تاريخي موجه للشعب العراقي يحذرهم فيه من الخصوم السياسيين ، وارتباطاتهم بدول خارجية ، ومحاولاتهم التآمرية للنيل من التجربة الديمقراطية .
لأصحاب التسعيرة شبكة واسعة من العلاقات يديرها أشخاص يشرفون على الشريط الإخباري "بكل مهنية وحيادية " ولجهودهم الجبارة في خدمة شخصيات سياسية معينة يقبضون الثمن من عرق الجبين وبالرزق الحلال ، والمهزلة متواصلة بنجاح ساحق ، لارتباطها بحياة سياسية مضطربة لم تعرف الاستقرار لإصرار العديد من الجهات على الوصول الى السلطة ، فتلاشت فرص إقامة دولة عصرية مدنية تحقق الديمقراطية والتنمية وتحترم حقوق الإنسان ، واستقلالية الإعلام .
الشريط الإخباري سيشهد نشاطا ملحوظا في الأيام المقبلة ولحين إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة ، والتصريحات ستكون عبارة عن اتهامات من العيار الثقيل ، فضلا عن بث برقيات تجديد الولاء والبيعة لزعيم الحزب حتى يتحقق النصر الكبير ويندحر الأعداء وتشرق شمس الحرية بخبر عاجل على الشريط الإخباري .
سابقا كان المسؤول الحزبي او الحكومي يستعين بإعلامي او اكثر لكتابة برقيات يوجهها الى القيادة في المناسبات الوطنية والقومية ، والإعلامي كان مثل كاتب العرائض يستهل البرقية بآية قرآنية ثم يشيد بالمناسبة ، ويندد بالمخططات الإمبريالية ، وفي نهاية البرقية يجدد المسؤول السير وراء راية الله اكبر حتى تحقيق النصر الناجز ، احد المسؤولين كان يطلب من الفريق الإعلامي تكرار عبارة الموت للصهيونية وأذنابها وعملائها اكثر من مرة في البرقية ، لتترسخ في أذهان الجماهير ، ليكونوا على استعداد دائم لمواجهتها، لأنها العدو رقم واحد للعرب والمسلمين ، وعن طريق البرقيات وليس غيرها يتحقق النصر .
الفضائيات الحزبية العراقية استنفرت كل طاقاتها هذه الأيام لخوض المنافسة الانتخابية ، وهويتها الحزبية تمنحها الحق في الترويج لمرشحيها ، بشتى والوسائل ، والأساليب ، اما ان تقوم فضائية معينة بتسخير شريطها الإخباري لتصريحات سياسيين مقابل ثمن ، فهذا السلوك شكل اخر للفساد الأخلاقي قبل المهني ، ولابد من فضحه ، ومحاسبة من يقف وراءه ، ومثل هكذا فضيحة لا يلبس عليها عكال .
تسعيرة التصريح
[post-views]
نشر في: 8 ديسمبر, 2013: 09:01 م