TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تسعيرة  التصريح

تسعيرة  التصريح

نشر في: 8 ديسمبر, 2013: 09:01 م

الوسط  الإعلامي يتداول معلومات تفيد بان بعض العاملين في غرفة أخبار فضائية معروفة اعتمدوا  تسعيرة تدفع لهم بالدولار لبث  تصريحات السياسيين بهدف التقرب الى مسؤول كبير او لرئيس الكتلة ، والتصريح في اغلب الأحيان ينطوي على هجوم واتهام موجه الى شخصية او جهة سياسية ولا يخلو من تسقيط ، وصاحب التصريح على استعداد لدفع المال ، عندما يرى تصريحه ضمن الشريط الإخباري يتكرر على الشاشة .
تسعيرة التصريح أسلوب ابتكره أشخاص دخلوا الى الوسط الإعلامي عن طريق الصدفة ، بعد العام 2003 وشجعه من يدفع المال بسخاء على الرغم من امتلاكه مكتبا إعلاميا متخصصا بإصدار البيانات ، فضلا عن  نفوذه  في التأثير على العاملين في فضائيات حزبية ، وتنفيذ رغبته في الظهور من خلال الشاشة  ليدلي بخطاب تاريخي موجه للشعب العراقي يحذرهم فيه من الخصوم السياسيين ، وارتباطاتهم بدول خارجية ، ومحاولاتهم التآمرية للنيل من التجربة الديمقراطية .
 لأصحاب التسعيرة شبكة واسعة من العلاقات يديرها أشخاص يشرفون على الشريط الإخباري "بكل مهنية وحيادية "  ولجهودهم الجبارة في خدمة شخصيات سياسية معينة يقبضون الثمن من عرق الجبين وبالرزق الحلال ،  والمهزلة متواصلة بنجاح ساحق ، لارتباطها بحياة سياسية مضطربة لم تعرف الاستقرار  لإصرار العديد من الجهات على الوصول الى السلطة ، فتلاشت فرص إقامة دولة عصرية مدنية تحقق الديمقراطية والتنمية وتحترم حقوق الإنسان ، واستقلالية الإعلام .
الشريط الإخباري سيشهد نشاطا ملحوظا في الأيام المقبلة ولحين إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة ، والتصريحات ستكون عبارة عن اتهامات  من العيار الثقيل ، فضلا عن بث برقيات تجديد  الولاء والبيعة لزعيم الحزب حتى يتحقق النصر الكبير ويندحر الأعداء  وتشرق شمس الحرية  بخبر عاجل على الشريط الإخباري .
 سابقا كان المسؤول  الحزبي او الحكومي يستعين بإعلامي او اكثر  لكتابة برقيات يوجهها الى القيادة في المناسبات الوطنية والقومية ، والإعلامي كان  مثل كاتب العرائض  يستهل البرقية بآية  قرآنية ثم يشيد بالمناسبة ، ويندد بالمخططات الإمبريالية ، وفي نهاية البرقية يجدد المسؤول  السير وراء راية الله اكبر حتى تحقيق النصر الناجز ، احد المسؤولين كان يطلب من الفريق الإعلامي تكرار عبارة الموت للصهيونية وأذنابها وعملائها  اكثر من مرة في البرقية ، لتترسخ في أذهان الجماهير ، ليكونوا على استعداد دائم لمواجهتها، لأنها العدو رقم واحد للعرب والمسلمين ، وعن طريق البرقيات وليس غيرها يتحقق النصر .
الفضائيات الحزبية العراقية استنفرت كل طاقاتها هذه الأيام لخوض المنافسة الانتخابية ، وهويتها الحزبية تمنحها الحق في الترويج لمرشحيها ، بشتى والوسائل ، والأساليب ، اما ان تقوم فضائية معينة بتسخير شريطها الإخباري لتصريحات سياسيين مقابل ثمن ،  فهذا السلوك شكل اخر للفساد الأخلاقي قبل المهني ،  ولابد من فضحه ،  ومحاسبة من يقف وراءه ، ومثل هكذا فضيحة  لا يلبس عليها عكال .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram