TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > نيلسون مانديلا شيوعيا

نيلسون مانديلا شيوعيا

نشر في: 8 ديسمبر, 2013: 09:01 م

في عام 2011  نشر المؤرخ البريطاني ستيفن ايليس بحثا توصل فيه الى ان نيلسون مانديلا كان عضوا في الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي – في الواقع عضوا في اللجنة المركزية الحاكمة . رغم ان حزب مانديلا ( المؤتمر الوطني الأفريقي ) و الحزب الشيوعي كانا متح

في عام 2011  نشر المؤرخ البريطاني ستيفن ايليس بحثا توصل فيه الى ان نيلسون مانديلا كان عضوا في الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي – في الواقع عضوا في اللجنة المركزية الحاكمة . رغم ان حزب مانديلا ( المؤتمر الوطني الأفريقي ) و الحزب الشيوعي كانا متحالفين علنا ضد العنصرية ، فان مانديلا و حزب المؤتمر الوطني كانا ينفيان ان يكون بطل تحرير جنوب أفريقيا هو نفسه عضوا في حزب . الا ان ايليس، بناءً على شهادة أعضاء سابقين في الحزب و على الارشيف المتوفر حاليا ، استطاع الإقناع بأن مانديلا انضم الى الحزب بحدود عام 1960 ، أي قبل عدة سنوات من الحكم عليه مدى الحياة بتهمة التآمر لأسقاط الحكومة .

أثارت هذه الأنباء بعض النقاد و منقحي التاريخ الذين أدعوا بان ذلك يقدّم حزب المؤتمر الوطني كواجهة ستالينية ، و ربما أثار شعوراً بالتبرئة بين الأميركان الذين أيدوا دعم حرب حكومتهم الباردة للنظام العنصري المناهض للشيوعية .
البروفيسور ايليس ليس مدافعا عن حكم البيض – انه يشغل مقعدا جامعيا في امستردام مسمى يحمل أسم بطل آخر من المقاومة الجنوب أفريقية هو رئيس الأساقفة دزموند توتو –  لكنه يؤكد ان الانتماء للشيوعيين قد أطّر إيديولوجية حزب المؤتمر الوطني بأساليب لازالت حتى يومنا هذا على نحو ينذر بالشر .
اليوم لايزال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يدّعي رسميا بانه في المرحلة الأولى من ثورة ذات مرحلتين، يقول ايليس " هذه نظرية حصلنا عليها مباشرة من الفكر السوفييتي ".
في الواقع ان بقايا البروتوكول و المصطلحات الشيوعية – مثل ( الرفاق ) و ( الثورة المضادة ) – لاتزال حية في منصات و سلوكيات الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا . نظرتي الشخصية الى هذه المسألة، و التي تأطرت من تغطية الاتحاد السوفييتي من 1986 الى 1991 و جنوب أفريقيا من 1992 الى 1995 ، تحظى بالأحترام  لكنها ايضا متحفظة في حدودها . في روسيا غورباتشوف و في جنوب أفريقيا الانتقالية، أدركت ان ما يعتنقه الناس في اجتماعات الحزب و ما يقنن في سجلاته لا يكون دائما دليلا موثوقا على ما سيقومون به أو حتى ما يؤمنون به فعلا .
لكن انتماء مانديلا الشيوعي ليس مجرد شيء قليل من حطام التاريخ، انه لا يبرر الاغواء الأحمر  و من المؤكد لا يقلل من الإرث البطولي ، لكنه مهم في بعض الجوانب . أولا، ان عضوية مانديلا القصيرة في الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي  و تحالفه طويل الأجل مع شيوعيين مخلصين ،  تحكي عن  ايديولوجيته أقل مما تحكي عن واقعيته . كان متناقضا في مختلف الأوقات :  وطنيا أسود ، معارضا للكفاح المسلح و مدافعا عن العنف ، متهورا و اكثر الحاضرين هدوء، مستهلكا للمساحات الماركسية و معجبا بديمقراطية الغرب ، شريكا قويا للشيوعيين، و في رئاسته شريكا قويا لرأسماليي جنوب أفريقيا الأقوياء . التعاون المبكر لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي مع الشيوعيين كان زواجا توافقيا لحركة ليس لها الكثير من الأصدقاء . كان الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي و رعاته في روسيا و الصين مصدرا للمال و السلاح للكفاح المسلح الضعيف ، و كان يعني للكثيرين تضامنا مع قضية اكبر من جنوب أفريقيا. الأيديولوجية الشيوعية سارعت في الدخول الى حزب المؤتمر الوطني حيث أصبحت جزءا من كوكتيل جنوب أفريقي فريد من نوعه مع (القوميين الأفارقة) و(الوعي الأسود) و ( الليبرالية الدينية ) و غيرها ، ما أثار خليطا من الغضب غير المتجانس و الاستياء و التشوق . لكن في المراحل المهمة – في المفاوضات لإنهاء حكم البيض ثم في كتابة الدستور و في الحكم – خسر فصيل الوطنيين و المطالبين بالانتقام  أمام مؤيدي المصالحة .
في المحادثات التي مهدت للديمقراطية، كان جو بلوفو ، الزعيم المخضرم للحزب الشيوعي الجنوب أفريقي و الرجل ذو الخطاب الثوري الطليق، اكثر المؤيدين المتحمسين لمشاركة السلطة مع نظام البيض . كان المبدأ السائد هو فعل أي شيء للنهوض بقضية (جنوب أفريقي يحكمه جنوب أفريقيون). كان هذا ينطبق على مانديلا و على خليفته ثابو مبيكي . يبدو ان الرئيس الحالي – جاكوب زوما –  لا يمتلك أية ايديولوجية عدا  الاغتناء الشخصي .
 في احدى محاكماته العديدة سئل مانديلا ما اذا كان شيوعيا ، رد قائلا " اذا كنت تعني بالشيوعي عضوا في الحزب الشيوعي و شخص يؤمن بنظرية ماركس و انجلز و لينين و ستالين ، و يتمسك بقوة بالانضباط الحزبي ، فاني لست شيوعيا " ، كان الرد متملصا و دقيقا جدا .
ربما كان أهم و أطول تأثير شخصي للحزب الشيوعي الجنوب أفريقي على مانديلا هو أنه جعله ، أو ساعد على جعله ، غير عنصري ملتزم . كان حزب المؤتمر الوطني خلال سنوات تشكيله لا يقبل الا السود . على مدى فترة طويلة كان الحزب الشيوعي الشريك الوحيد في الحركة الذي ضم البيض و الهنود و أعضاء مختلطي الأعراق . تلك العلاقة هي واحد من الأسباب الرئيسية التي اعتمدها مانديلا في رفضه للقومية السوداء و في إصراره على ان الأعراق المتعددة تبقى في قلب أخلاقيات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
سبب ثالث لأهمية الانتماء الشيوعي هو انه يساعد على تفسير سبب عدم تقدم جنوب أفريقيا تجاه تحسين حياة الطبقة المسحوقة الكبيرة ، و اجتثاث الفساد ، و توحيد الشعب المنقسم . يمكن تفسير الفشل المتكرر لحزب المؤتمر الوطني خلال تسلمه السلطة لمدة 19 عاما، بحقيقة كونه لم ينجح تماما في الانتقال من حركة تحرير الى حزب سياسي، اذا لم نقل الى حكومة .  
الحزب الشيوعي هو الملام في ذلك مثل أي شخص آخر ، لكني أعتقد ان ما يعطّل قدرة حزب المؤتمر الوطني هو ليس العقيدة الستالينية أو أية عقيدة أخرى . انه شيء في الطبيعة ، و في الثقافة ، و في حركات التحرير . فبعد ان يوحدهم عدو مشترك ، يميلون الى التآمر و إفشال الانشقاق و تفضيل الغاية على الوسيلة.
من الطبيعي في النهاية، ان يكون اكبر فضل قدمته الشيوعية لمانديلا و لحزب المؤتمر الوطني هو الانهيار  
عندما تفككت الكتلة السوفييتية و تحولت الصين الى الرأسمالية ، لم يعد آخر الحكام البيض لجنوب أفريقيا يشكّل حليفا ضروريا على الجانب الأيمن للحرب الباردة . كانوا يعلمون ان اللعبة قد انتهت .
 عن : نيويورك تايمز

هكذا  تلقى سجّان مانديلا خبر وفاته؟
  بريتوريا - أ ش أ

قال كريستو براند، سجّان الرئيس الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، الذي صاحبه في الفترة من عام 1978 حتى إطلاق سراحه في عام 1990، إنه "قد تأثر بشدة عند سماعه بنبأ وفاة أيقونة مناهضة الفصل العنصري"، مثله مثل الملايين حول العالم.

وأضاف براند، في حديثه عن مانديلا، في تصريحات لشبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأميركية: "لقد التقيته آخر مرة منذ عامين، عندما أحضرت زوجتي ونجلي وحفيدي إلى مدينة كايب تاون لزيارته في يوم أحد، واستمرت تلك الزيارة ثلاث ساعات، تبادلنا خلالها أطراف الحديث عن الماضي وعن عائلته، وأراد أن يحتضن حفيدي الذي كان خجولاً قليلاً من الذهاب إليه".
وتابع: "عندما تلقيت رسالة تفيد برحيل مانديلا، كان أمراً محزناً للغاية لي، أعتقد أن مانديلا كان ناجحاً وفعل ما أراد فعله من البداية، أريده أن يرقد في سلام، وكل ما يشغل بالي في الوقت الحالي عائلته، كيف ستمضي وقتها من دون وجوده في حياتهم".
ويروي براند، أنه "بدأ العمل في جزيرة روبن، في سجن جنوب إفريقيا السابق، الذي كان مانديلا معتقلاً داخله لمدة 18 عاماً، في عام 1978 عندما كان عمره 18 عاماً. وكان مانديلا في ذلك الوقت يناهز من العمر 60 عاماً، وعلى الرغم من ذلك، نشأت علاقة صداقة ومحبة دائمة بين مانديلا وبراند، الأمر الذي دفع الأخير إلى تهريب بعض المواد إلى الزعيم الإفريقي المسجون، مثل كريم الشعر المفضل لديه، ووصل الأمر إلى قيامه بإيصال حفيدة مانديلا إليه حتى يمكنه رؤيتها".
وبحسب تصريحات براند، "شجع مانديلا سجّانه على استكمال تعليمه، وأبقى على الاهتمام به وبعائلته، وبعد مرور سنوات، وعندما أصبح مانديلا رئيساً لجنوب إفريقيا، اعتنى مانديلا ببراند عناية خاصة لإكسابه وضعاً متفرداً في الوقت الذي كان يعمل فيه الأخير في وظيفة حكومية متواضعة، أثناء صياغة دستور البلاد".
ويقول براند إن "مانديلا استقل مروحية إلى مقر البرلمان ودخل إلى الغرفة، التي كان يتشاور فيها الأعضاء حول الدستور الجديد، وبدأ بمصافحة جميع الموجودين في المكان، وعندما رآني، بينما كنت أقوم بتوزيع الوثائق، حياني بحرارة أمام الجميع".
وأشار إلى أن "مانديلا فاجأ الجميع وقتها، قائلاً: "أتعلمون من هذا الشخص؟ كان هذا السجان الخاص بي، بالأحرى، كان صديقي" .. ويعلق براند: "شعرت وقتها بالفخر، والأمر الذي زاداني فخراً أنه عند ذهاب الحضور لالتقاط صورة جماعية، أصر مانديلا أن أكون ضمن تلك المجموعة، وقال لا، لا، يجب أن تقف إلى جانبي".
كما ذكر براند أنه "عاد للعمل مرة أخرى في جزيرة (روبين)، التي لم تعد سجناً بل أصبحت مزاراً سياحياً صاخباً،  وحرص هو وزملاؤه على أن يخبروا زوار المتحف عن مفهوم المصالحة بين جميع الأعراق داخل جنوب إفريقيا الجديدة".
وختم براند حديثه بسرد مزحة بينه وبين مانديلا عن مثواه الأخير: "أخبرته بأنه ينبغي أن يدفَن في جزيرة روبين، فضحك، وسألني عن السبب؟ هل لأنها مزار سياحي؟ لابد وأنك تريد جني المال من وراء دفني هناك، لكنني أعتقد أنه ينبغي أن أدفن في مسقط رأسي بلدة (كونو)".
وتوفي مانديلا مساء الخميس القائت، بعد صراع مع المرض، عن عمر 95 عاماً. مات بهدوء في منزله في جوهانسبرغ، بعد أن عاش حياةً طويلة من النضال والإنجازات التاريخية، جعلت منه زعيماً حقيقياً.

جولة مانديلا الوداعية قبل الدفن

 جوهانسبرغ - أ ف ب

أعلنت السلطات الجنوب إفريقية البرنامج الرسمي للفعاليات، التي ستجرى اعتباراً من امس الأحد حتى مراسم دفن الرئيس السابق وبطل النضال ضد نظام الفصل العنصري نيلسون مانديلا في 15 كانون الاول/ديسمبر.
وفي اطار البرنامج تفتح سجلات تعازي في البلديات والوزارات وجميع الممثليات الدبلوماسية الجنوب إفريقية في العالم اجمع.
وأوضح الوزير المنتدب للرئاسة كولينز شابان "ان معظم الفعاليات الرئيسية ستنقل مباشرة عبر التلفزيون طوال الفترة وسيتمكن المواطنون الجنوب إفريقيون وبقية العالم من متابعتها يوما بيوم"، و"ذلك بغية الحد من الازدحام وتفادي اي كارثة ممكنة في الأماكن الرئيسية".
وأضاف "ان منزل مانديلا وإستاد سوكر سيتي ويونيون بيلدينغز (مقر الحكومة) وجميع الأماكن الأخرى ستطوق بعناصر الشرطة كما ستقام حواجز تفتيش عند مداخلها".
- الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر:
جوهانسبورغ والكاب: يوم صلوات وتأمل في سائر أرجاء البلاد على أساس مسكوني. خصوصاً في حي الخلاسيين "ميتشلز بلين" في الكاب وفي ساحة غراند باريد قبالة مقر البلدية في الكاب.
- الاثنين 9 كانون الاول/ديسمبر:
الكاب: جلسة استثنائية للبرلمان
- الثلاثاء 10 كانون الاول/ديسمبر:
سويتو: "حفل تكريم رسمي" و"قداس جنائزي للدولة" في حضور عشرات الاف الأشخاص ورؤساء دول وحكومات في إستاد سوكر سيتي (اف ان بي ستاديوم). وستنقل الوقائع مباشرة على شاشات عملاقة في أماكن عديدة من البلاد. وستقفل طرقات عديدة أمام حركة السير.
وبحسب شابان اطلعت الحكومة بعد ظهر السبت السلك الدبلوماسي "لتسهيل مجيء القادة الأجانب". وتنتظر الحكومة تأكيدات لإكمال قائمة المدعوين من الشخصيات الأجنبية.
- الأربعاء 11 كانون الاول/ديسمبر:
بريتوريا: يسجى جثمان مانديلا في يونيون بيلدينغز مقر الحكومة. وتحظر كاميرات التصوير والهواتف الخليوية. وسينقل الجثمان في شوارع العاصمة حيث يدعى الشعب الى الاصطفاف على جانبي الطريق الذي سيسلكه الموكب الجنائزي.
وقال شابان "ان التفاصيل والمواقيت ستعلن في الوقت المناسب".
- الخميس 12 كانون الاول/ديسمبر:
بريتوريا: نقل النعش في شوارع العاصمة ليسجى بعد ذلك في مقر الحكومة (يونيون بيلدينغز).
- الجمعة 13 كانون الاول/ديسمبر:
بريتوريا: ينقل الجثمان في شوارع العاصمة ثم يسجى في يونيون بيلدينغز.
- السبت 14 كانون الاول/ديسمبر:
بريتوريا: حفل وداع للكونغرس الوطني الإفريقي في قاعدة سلاح الجو في واتركلوف.
متاتا : نقل الجثمان في طواف حتى قرية كونو حيث ستنظم عشيرة ثيمبو حفلاً تقليدياً.
- الأحد 15 كانون الاول/ديسمبر:
كونو: قداس جنائزي ثان قبل ان يوارى نلسون مانديلا الثرى في قريته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

اغتيال مسؤول إيراني رفيع بهجوم مسلح

إغلاق حساب باسم يوسف على "إكس" بسبب تغريدة.. ماذا قال فيها؟

صحيفة بريطانية: قائد اركان الجيش الأمريكي يزور دولتين عربيتين لاقامة "تحالف" ضد ايران

العالم يتنبأ بندرته.. كيف سيكون مستقبل "الذهب الازرق" في كوكبنا؟

حزب الله يشن هجوما "واسعا" وإسرائيل تتوعد

مقالات ذات صلة

خلفت 13 قتيلاً.. فيضانات مفاجئة تجرف مناطق سكنية في إندونيسيا

خلفت 13 قتيلاً.. فيضانات مفاجئة تجرف مناطق سكنية في إندونيسيا

المدى/ متابعة أعلنت السلطات الإندونيسية، اليوم الأحد، عن مصرع 13 شخصاً جراء فيضانات مفاجئة بسبب أمطار غزيرة أدت إلى جرف مناطق سكنية شرقي البلاد. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولون محليين قولهم إن الفيضانات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram