TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بل ننتخب

بل ننتخب

نشر في: 8 ديسمبر, 2013: 09:01 م

في صفحتها على فيسبوك كتبت أستاذتنا وصديقتنا الرائعة سلوى زكو أمس مقالاً اختارت له عنوان ((انتخبوا لا تنتخبوا)) خلصت فيه إلى ضرورة أن نذهب جميعاً، نحن الذين نريد التغيير ونتطلع الى الخروج من هذه الحلقة الجهنمية الاسلاموية، الى صناديق الاقتراع لننتخب مَن يستحقون أن نصطفيهم نوابنا في البرلمان.
المقال قرأته بعد عودتي من الطبيب الذي زرته ليطلعني على نتائج فحوصات أمر هو بإجرائها (نتائج مطمئنة). خلال دقائق الانتظار وجدت أحد العاملين في العيادة صافناً، ولما سألته عما به تحدث بألم عن "المسخرة".. كان يقصد الانتخابات البرلمانية المقبلة وما يرافقها من حملات. أكد بلهجة قاطعة وحاسمة انه غير عازم على تحديث سجله الانتخابي والاقتراع.
سعيتُ لإقناعه بعدم رجاحة رأيه، فالمقاطعة ستصب نتائجها في صالح الفاسدين والمفسدين والساعين للاستئثار بالسلطة والثروة واحتكارهما، إذ يمكنهم بما يحوزون من نفوذ في الدولة وما يملكون من مال عام منهوب، أن يشتروا أصوات الجهلة والمغفلين من الناس.
بدا الرجل مقتنعاً، لكنه طرح السؤال التالي: اذا ذهبتُ واقترعتُ لصالح من يستحق أن أصوّت له، هل تضمن لي ان صوتي لن ينتهي الى شخص آخر لم انتخبه ولا أريد لأحد ان ينتخبه؟
هذا سؤال جوهري للغاية، فقانون الانتخابات المعدّل أبقى على النظام المتعارض مع مبادئ الديمقراطية، أعني نظام المقاعد التعويضية الذي يسمح بترحيل أصوات مُدلى بها لصالح مرشحين غير فائزين الى مرشحين آخرين غير فائزين أيضاً يقررهم رئيس القائمة!
ليس في وسع أحد أن يجيب بالايجاب على سؤال الرجل الراغب في الانتخاب والخائف من أن يذهب صوته الى مرشح فاشل لا يستحق أن يحتل مقعداً في مجلس النواب.
برغم هذه الاشكالية فانني أحرّض على الانتخاب، كما فعلت أم عمار في مقالها، فثمة أمل في ان بعض اصواتنا ستذهب الى من يستحقونها فعلاً ويستحقون أن يمثلونا في البرلمان.. اما عدم الانتخاب فهو يشبه التوقيع على بياض لمن لا نريد لهم ان يكونوا نوابا.
أستعين بما جاء في ختام مقال استاذتنا لأضعه برسم الصديق عامل العيادة وسواه ممن يطرحون السؤال الجوهري نفسه:
تقول سلوى زكو: "لا الدستور ولا قانون الانتخابات يستطيع أن يُبطل برلماناً حتى وإن انتخبه عشرة بالمائة فقط من جمهور الناخبين، بل ان المقاطعة سوف تصبّ في صالح الكتل السياسية المتنفذة التي ستدفع بجمهورها التقليدي الى صناديق الاقتراع في غياب اصواتنا"، لافتة الى "ان هناك هامشاً يمكننا المناورة من خلاله بأن نختار وجوهاً عابرة للطائفية والولاءات العشائرية والمناطقية كي تكون صوتاً لنا في البرلمان القادم. ولعل الطريق طويل، لكن ما من سبيل آخر أمامنا مادمنا غير قادرين على الاحتشاد في الشوارع والميادين بالملايين وليس لدينا سيسي يخرج من جيش لا تمزقه الولاءات كي ينتصر لارادة الشعب".
نعم ان الأمر كذلك استاذتي أم عمار وصديقي عامل العيادة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. خليلو٠٠٠

    وددت لو كنت جالسا الى جانبك وانت تناقش ذلك الرجل اليائس من إصلاح الاحوال لاظيف الى كلامك قولي له: ايها الموجوع بما صرنا فيه من بلوى لانك قاطعت الانتخابات هذه لاسديت يدا منفصلة الى هؤلاء الطراطير لانك ستزيد من عدد الخرفان الذين ينزلون الى الشوارع استجابة

  2. د محمد معارج

    تحية لكم اولا ولدي ملاحظة اخرى ذكرها ان ما نشاهده من عزوف نحو الانتخابات هو قول الرأي العام او (الكثرة ) لمن ننتخب ؟؟ كلهم حرامية ؟؟ وهذه مشكلة اخرى كرست بسبب سياساتهم السابق ان يفقد الكثير من ابناء شعبنا الثقة بالمستقبل وبالداعين الى الخير .

  3. الناصر دريد

    انا اتفهم تماما وجهة نظر زكو والكاتب الا انني لااوافقها فدستور 2005 صنع سلطة لاسيادة فيها الا للقوى الاسلاموية الطائفية البغيضة ، ومايسمى بالقوائم العابرة للطوائف كانت نتيجتها الافساد المؤدي اما للتفكك او للتحول الى ديكور لطغمة المنطقة الخضراء هذه الطغمة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram