وسالوبيك بدأ منذ عام رحلته سيراً على الأقدام ، وأولى تلك التقارير، نشرت للمرة الأولى في خلال هذا الشهر. وصاحب هذه المحاولة ولد في كاليفورنيا، عاش طفولته في مكسيكو، وطاف العالم من اجل المقالات التي ينشرها في الناشنال جيوغرافي".

وفي العام الأول من رحلته عبر العالم سيراً على الأقدام مع الجمال التي تحمل حاجياته، بدأت من أثيوبيا، وبالذات من مدينة هيبرتوري، حيث يعتقد ان الإنسان الحديث سكن فيها أولاً.

ويقول الرحّالة عن عامه الأول بانه كان جميلاً وصعباً، حيث كان يمضي ساعات طوالا برفقة الجمال التي تحمل حاجياته، وفي خلال السنة الماضية قطع 1،300 ميل وسمع خمس لغات وهي: "أفار، أمهارك، الفرنسة والعربية والصومالية".

واليوم وهو في الـ51 من عمره، يستعد لرحلته الثانية وهو في سن الـ51 سنة، وسيمر بالعراق وأفغانستان، وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" قد تابعت رحلات العام الأول، عبر 50 مدينة ومقاطعة، وقد تحدث محرر الصحيفة مع سالوبيك الذي كان قد وصل إلى ميناء العقبة/الأردن، عبر الهاتف، وقال سالوبيك :إن البداية كانت من شمال أثيوبيا، كونها أقدم موقع استوطنه الإنسان، وفيها عثرت على عظام متحجرة يعود تاريخها إلى ما قبل 160 ألف عام، وفي خلال العام كتب سالوبيك في 40 دفتراً للملاحظات.

ومن وادي ريفت، سار شرقاً نحو جيبوتي، ثم انتظر ستة أسابيع تقريباً، قبل وصوله الصحراء السعودية عبر البحر الأحمر، ويقول ان الثقافة الأفريقية متميزة، لما في القارة السوداء من مشاهد طبيعية خلابة، وفي بعض المناطق فيها، مازال الإنسان يسافر على قدميه.

وفي حوار مع الواشنطن بوست عبر الهاتف، قال سالوبيك، إنه مرّ ببعض المتاعب وخاصة ان المرء، في هذه الأيام، لا يعبر حدود دولة ما، بدون الحصول على الموافقة، خاصة بعدما حدث له في السودان، حيث ألقي القبض عليه بتهمة التجسس وأمضى شهراً في المعتقل.

ورحلته القادمة ستبدأ من أفريقيا وإلى الشرق الأوسط، ثم عبر آسيا إلى ألاسكا وبعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم أواسط وجنوب أمريكا، وتكون شيللي المحطة الأخيرة له، أي أنه سيقطع حوالي 21،000 ميل.

وقد أطلقت تسمية "خارج عدن" على هذه الرحلة الطويلة التي تستغرق بمجموعها سبعة أعوام. وتموّل من قبل جمعية "ناشنال جيوغرافي".

وكانت أهم مراحل عامة الأول السماح له بدخول المملكة العربية السعودية، لأنها تشدّد على السماح للمراسلين الصحفيين بزيارتها، ويقول سالوبيك ان نسبة 83% من سكانها قد أصبحوا متحضرين.

ويقول: (كنت أتحرك ببطء عبر المعالم السعودية، عبر طرق حديثة مع الجمال، وبدت الصورة بالنسبة لي سوريالية، السير مع الجمال، والمرور على محل "لبيزاهت" وفي داخله سعوديون يأكلون الأطعمة الغربية، ويتطلعون إلى أمريكي نحيف جداً مع جماله، ويقول انه شاهد نسوة يقدن السيارات، على الرغم من منعهن، وذلك في أماكن بعيدة عن الرقابة، ويقول أيضاً انه كان يحس بمراقبة الحكومة له، وقد شرحوا الأمر له محاولة للاطمئنان على سلامته، وهو يعتقد انه أول صحفي أجنبي يسير عبر السعودية العربية منذ عام 1918.

وسالوبيك لم يشعر بافتقاده العالم الغربي ما عدا الأخبار ووسائل الإعلام، لأن استخدامه الإنترنت كان محدوداً، كما انه أحس بالشوق لعائلته، ولكن زوجته التقت به في الأردن.

ويقول أخيراً، "كانت الرحلات الأولى ممتعة، ولا أعتقد أني سأحس بالضجر، لأن السير إلى بلد جديد على القدمين، وأنت تحمل ملابسك على ظهرك وعلى كتفك حقيبة مليئة بدفاتر الملاحظات، كان أمراً ممتعاً، وخاصة إنني وجدت الترحيب والإكرام من الجميع.

 عن: الواشنطن بوست