النسخة العراقية لاقامة نظام ديمقراطي، بحسب وصف الساسة من ابناء القائمة المغلقة، مازالت فتية وامامها طريق طويل لكي تترسخ وتتوطد وتصبح تقليدا تتبناه جميع الاطراف. واصحاب هذا الفهم للديمقراطية يرونها حقا لهم لا يمكن التنازل عنه، لاعتقادهم بانهم حققوا منجزات ومكاسب كبيرة للعراقيين جعلتهم في مقدمة شعوب المنطقة، فعاشوا عيشة سعيدة في ظل استقرار الاوضاع الامنية ودحر الإرهاب وتقديم افضل الخدمات.
قائمة إياد علاوي بعنوانها الجديد "الوطنية" أعلنت عبر بيان لها رفضها القاطع تولي رئيس الوزراء نوري المالكي ولاية ثالثة وذكرت عبر بيان :"بالرغم من النصائح التي قدمتها القائمة الوطنية بزعامة اياد علاوي وبشكل علني وواضح الى رئاسة مجلس الوزراء في بناء دولة المؤسسات الرصينة والابتعاد عن الفردية في التعامل مع قضايا البلاد واعتماد الطائفية السياسية في التعامل مع المجتمع، الا ان كل النوايا المخلصة في بناء دولة المواطنة قوبلت بالصد والتكبر والمضي في سياسات فاشلة لا تفضي الا لمزيد من الخراب". وأضاف البيان ان الشعب العراقي قد عانى على مدى ثماني سنوات من غياب الرؤى والسياسات الحكومية واستمرار التدهور الامني وفشل في توفير الخدمات ومحاربة الفساد وبناء دولة المؤسسات والحفاظ على اللحمة الوطنية وحماية مصالح البلاد بينما تمر المنطقة بمنعطف خطير تتطلب منا جميعاً ان نكون بحجم المسؤولية في الحفاظ على بلدنا من تداعياتها.
وتابع البيان "من هذا المنطلق وحفاظاً على وطننا العزيز والعملية السياسية والتزاماً بمبدأ التداول السلمي للسلطة تعلن القائمة الوطنية رفضها القاطع لولاية ثالثة لرئيس الوزراء نوري المالكي التزاماً مع ارادة مجلس النواب بالاغلبية المطلقة وان القائمة الوطنية ستستمر في تفاوضها مع القوى الوطنية الاخرى لاختيار بديل قادر على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة بروح التضحية والايثار وحب الوطن والناس".
وردا على بيان قائمة علاوي قال القيادي في دولة القانون النائب محمد الصيهود: "ليس من حق أي كتلة الحديث عن ولاية ثالثة للمالكي كون الشعب هو من يحدد من يراه الاجدر بقيادة البلاد في المرحلة المقبلة"، مشيرا الى ان حديث علاوي وكتلته عن رفضهم لولاية ثالثة للمالكي: "انما هو حديث ليس له قيمة لدى الشعب العراقي فعملية اختيار رئيس الوزراء تحكمها صناديق الاقتراع والشعب سيقول كلمته من خلالها فهو من يحدد من يراه الاجدر بقيادة البلاد في المرحلة المقبلة".
في سياق الاليات الديمقراطية، كما يقال، جدد علاوي رفضه الولاية الثالثة لخصمه اللدود المالكي فأثار اصحاب الأخير، وهؤلاء استنادا إلى الآليات الديمقراطية وصلت لديهم الغيرة الى اخر درجة على مقياس ريختر فدافعوا عن ولايتهم الثالثة مستعينين بجهد الرضيع لدحر اصحاب فكرة اعادة الديكتاتورية للعراق ، فبرهنوا لشعبهم بانهم اشد حرصا من غيرهم على مصالح العراقيين ، ولذلك اخذ الحديث عن "ولايتنا الثالثة" الطابع المباشر في البقاء داخل المنطقة الخضراء لحين خروج الديمقراطية من مرحلة الطفولة الى النضج، وحينذاك لكل حادث حديث. المهم البقاء في السلطة، ليحافظ كل فرد من المقربين والمعارف وابناء العشيرة على موقعه حتى تغلق المنطقة الخضراء ، وتتحول الى متنزه عام يضم نصبا يرمز الى نكبة العراقيين في زمن "الديمقراطية".
ولايتنا الثالثة
[post-views]
نشر في: 10 ديسمبر, 2013: 09:01 م