TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خوش دولة .. وخوش قانون!

خوش دولة .. وخوش قانون!

نشر في: 10 ديسمبر, 2013: 09:01 م

عندما يصبح أمر إدارة الدولة، خاصة أمن ناسها، بيد من لا رحمة في قلبه أو في ضميره، فلا تستغربوا ان يسترخص القتلة دماء الناس فيها. حتى فقدان الرحمة درجات لحد اننا سمعنا بان من أخلاق اللصوص، وهم لصوص، انهم لا يسطون على بيت أرملة أو إنسان معاق. قرأت مرة ان لصا سطا على دار في إحدى الدول الغربية، ربما هي المانيا، فصادفه طفل من العائلة يبكي من الجوع في فراشه. أطعمه اللص ثم ذهب ليشتكي أهله عند الحكومة بتهمة التقصير برعاية ولدهم ولم يبال في تعريض نفسه للمساءلة القانونية. وفي أيام طفولتي حين كنت أستمع للمقتل الحسيني يكاد عقلي لا يصدق، وأنا طفل، قسوة أعداء الحسين. كل المآسي كانت عندي بكفة، وقتل ذلك الضرير صاحب مسلم بن عقيل بالكوفة من قبل قوم ابن زياد ويزيد، بكفة أخرى. أمعقول ان يستأسد العسكر على أعمى؟ بشاعة لا تخطر على البال حتى في الخيال. فما رأيكم بأن هذا يحدث بعراق المالكي اليوم وفي مدينة الإمام علي بالذات؟ تفضلوا هذا الرابط لأحيّركم مثلما أحترت في التعليق عليه:
http://hammurabi-news.com/viewcontent/?c_id=11055
رغم كل ما أثاره الخبر وأحداثه المصورة والموثقة من غضب وقرف في نفسي، إلا ان تعليق عضو مجلس محافظة النجف العلوية أزهار الطريحي على الحدث، جعلني أضرب رأسي بشاشة اللابتوب. تقترح العلوية، رغم أنها لم تكن حاضرة في المشهد، أنهم "واحد ضرب الثاني". أولا، من هو الواحد ومن هو الثاني؟ ثانيا، انهم ثلاثة وهو أعمى يا ممثلة "دولته" ودولة قانونه. واضح ان حضرتها تعتبر ما حدث معركة متكافئة، فياعيني على ها الدولة وها القانون. لا أدرى كيف ومن انتزع الرحمة من قلوب هؤلاء حتى صاروا لا يفرقون ما بين المبصر والضرير؟
يا علوية الخير، لو كان هذا الذي حدث قرب دارك من قبل أفراد حمايتك في لندن، مثلا، لهز هذا الأعمى بريطانيا كلها وأبكاها ولخرج الناس يطالبون كل من له علاقة مباشرة او غير مباشرة بهذا الحدث المؤلم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أحمد الهاشم

    الأستاذ الفاضل العقابي المحترم , هذه واحدة من آلاف , بل عشرات الآلاف وما عادت تهز ضمير ولا قلب أحد من سلاطين السلطة, هؤلاء عميت قلوبهم وصار بينهم وبين الوطن والناس حجاب الاطماع والمصالح, وكأن الدنيا باقية لهم إلى الابد , وكأنهم سيظلون باقين ما بقي العراق

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram