أضحك عندما استمع إلى قائدة ائتلاف دولة القانون وهم يحذرون العراقيين من أن البلاد ستمر بظرف عصيب، لو أن المواطنين أصروا على التغيير أو إصلاح البلاد. يتحدثون كل يوم عن الكارثة التي تنتظرنا لو أن المالكي تخلى عنا، متوهمين بأنهم يقودون دولة فيما الواقع يقول اننا نعيش معهم عصر الفوضى السياسية كاملة المواصفات.
أين هي مواصفات الدولة الناجحة التي يتحدثون عنها؟، سياسيون يلعبون على وتر قلق الناس من الفوضى، ويتصورون أنه يمكن إعادة إنتاج "القائد الأوحد" في نسخة جديدة ومنقحة.
اضحك كلما يحاول البعض أن يصوروا لنا أنهم وحدهم القادرون على إنقاذ العراق من الكوارث، وأنهم ماسكو العراق ولولاهم لانفرط عقده، على حد تعبير رئيس الوزراء.
ما أتعس أن تذرف الدموع كذباً دفاعا عن الأمان والاستقرار، متناسين ان عشر سنوات من الفوضى في البلاد أحرقت الأخضر واليابس، سنقرأ بدءاً من اليوم مانشيتات صحف المقربين وهي تتباكى على عراق خال من ائتلاف دولة القانون.
كل كتب التاريخ تعلمنا إن الجهل وعدم الخبرة والانتهازية لا تبني دولا، مهما كانت الشعارات التي يرفعها أصحابها والأكاذيب التي يأتون بها.
ستنتهي جمهورية المالكي لأنها لم تبن دولة مؤسسات، ولان المالكي اصر ان يقود العراق إلى مصير متوقع: دولة غارقة في الفساد، ويحاصرها الخراب من كل جانب.. هل هذه هي الدولة التى يروِّج لها قادة ائتلاف دولة القانون؟ فبعد عشر سنوات عجاف مارس فيها المالكي و"صحبه" كل وسائل الضرب لقواعد الحياة الوطنية، فاقت كثيرا ما دمرته الحروب، مواصلين كل يوم إفراغ البلاد من طاقتها الحياتية..
اليوم الناس تدفع أثمانا باهظة لدولة خربة... دولة من عصر الاستعباد.. دولة فاشلة.. مستبدة.. كاذبة... دولة كلما تعلقت الناس باذياها سارت بهم إلى مقابر جماعية.
كل يوم يخرج علينا المالكي ليحدثنا عن الأعداء الذين يملأون مؤسسات الدولة، وعن الخونة الذين يستقوون بالأحزاب، وعن الساسة الذين يخونون الوطن، ونشاهده يباشر باستدعاء روح محرر البلاد من قبضة "المليشيات" وباني اُسس الدولة المدنية والمدافع عن سلطة القانون.
رئيس مجلس وزراء يعرف كل شيء، هذه رسالة المالكي التي يريد ان يبلغها إلى جمهور اصبح يشكك في قدرات صاحب السلطة، ويراه عاجزاً عن مواجهة عصابات القاعدة والمليشيات، ولهذا لابد ان يؤكد مع كل فقرة "لا مكان للإرهاب والمليشيات في العراق" ليتحول الخطاب الى مجرد شعارات، حين تصحو الناس كل يوم على كوابيس القتل والتفجيرات والتهجير القسري.
المالكي أثبت وهو يعلن عن قائمة غزواته، أن لا استعداد لديه للتوافق باتجاه المستقبل، تحركه شهوة للسلطة، ويمكنه أن يدمر من أجلها كل شيء، فيما أعضاء ائتلاف دولة القانون يرفعون شعارا واحدا لا يتغيّر يقوم على تصوير كل من يعارض خطة المالكي للسيطرة على كل مؤسسات الدولة على أنهم خونة وخارجون على القانون، وينفذون أجندات خارجية، ولعل مراجعة بسيطة لأحاديث أعضاء الائتلاف خلال هذا الشهر سيكشف لنا أن هؤلاء هم سبب كل المشاكل والحرائق التي تندلع يوميا في أروقة السياسة العراقية، وهم سبب التصلب والجلطات التي تصيب شرايين الدولة.
الناس عاشت السنوات الاخيرة في ظل ما يسمى بدولة القانون فماذا وجدت؟ دولة تضيع فيها الحقوق. دولة يحمى فيها القتلة. دولة تصنع حربا وهمية، دولة العدل فيها غائب ومنبوذ. دولة تحشد كل إمكانياتها من أجل مؤتمر عشائري. دولة تضع قواتها الامنية في قهر المواطن لافي حمايته.. دولة تنظر لمواطنيها على انهم ارقام انتخابية.. والآن عن أية دولة قانون تتحدثون أيها الظرفاء؟
ظرفاء دولة قانون
[post-views]
نشر في: 10 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 2
سلمان
كتابة حلوة...شكرا
ابو سجاد
يااخي العزيز ان مايفعله المختار وحاشيته هو تدمير لما تبقى للدولة من تداعيات النظام السابق ولقد نجح بالفعل المختار بتدمير ذلك اما تصريحاتهم هي استخفافا بهذا الشعب التي تتوالى عليه المصائب من كل حدب وصوب ونريد ان نساءل المختار وابواقه الجوفاء هل يستطيع احدا