TOP

جريدة المدى > سينما > الصقر المالطي.. رواية وفيلم وشهرة لا حدود لها.. وثروة تحققت بعد 72 عاماً من عرضه

الصقر المالطي.. رواية وفيلم وشهرة لا حدود لها.. وثروة تحققت بعد 72 عاماً من عرضه

نشر في: 11 ديسمبر, 2013: 09:01 م

 كان الروائي الأمريكي داشيل هاميت قد فتح آفاقا جديدة من الخيال الممزوج بالجريمة ممهدا الطريق لفيلم نوار بأسلوب هوليوودي يختلف عن مصدره الفرنسي خصوصا وأنه يرتكز بمحتواه على التصرفات المفعمة بالتهكم والتشاؤم والدوافع الجنسية ، وقد امتدت أفلام النو

 
كان الروائي الأمريكي داشيل هاميت قد فتح آفاقا جديدة من الخيال الممزوج بالجريمة ممهدا الطريق لفيلم نوار بأسلوب هوليوودي يختلف عن مصدره الفرنسي خصوصا وأنه يرتكز بمحتواه على التصرفات المفعمة بالتهكم والتشاؤم والدوافع الجنسية ، وقد امتدت أفلام النوار الكلاسيكية الهوليوودية من بداية أربعينات القرن العشرين حتى أواخر الخمسينات منها  وقد لازمها في تلك الفترة تحديدا أسلوب بصري قائم على التصوير بالأبيض والأسود حيث يعود بجذوره إلى التصوير السينمائي الخاص بالموجة التعبيرية الألمانية ، ويلاحظ أن الكثير من قصص أفلام النوار الأولى وسلوكياتها استمدت قصص بوليسية تمزج بين العنف والجريمة استهلتها هوليوود بفيلمها الكبير " الصقر المالطي " المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائي هاميت حيث عرض أمام الجمهور عام 1941 في خضم احتدام معارك الحرب العالمية الثانية ، وهي أي الرواية في قصتها تناولت المجتمع الأمريكي بكافة أطيافه  الذي يتفشى في بعض شرائحه الجشع والخداع  مركزا فيها على الجانب الأقل نبلا والخالي من الإنسانية  بتوليفة رائعة من الخيال البوليسي الممزوج بالواقع المعيش ، الصيغة نفسها تكررت مرة أخرى في فيلم " النوم الكبير " عام 1946 ، و " الحي الصيني " عام 1974 ، و " دم بسيط " عام 1984 .

هاميت كان قد أدخل على روايته عناصر رئيسة أدار من خلال شخوصها أحداثا مشبعة بالمغامرة ، كامرأة خطرة ومؤامرة تشعبت فصولها ، وكذب خفي ستكشفه الحقيقة آنفا ، الرواية  عند صدورها استقطبت الإعجاب بها من عدد من أشهر الكتاب آنذاك الذين اعترفوا بفضلها عليهم بترسيخها نمطا حداثويا للقصة البوليسية في كتاباتهم كريموند تشاندلر وجيمس إلروي وإلمور ليونارد ووليام بوروز ، والطريف في رواية " الصقر المالطي " أنها ومع سيل المغامرات الجارفة لأحداثها يقف معها تمثال صغير لصقر مرصع بجوهرة ثمينة لا تقدر بثمن يصبح هدفا للمطاردة من حفنة من المحتالين تحدوهم رغبة جنونية بالاستيلاء عليه وامتلاكه بشتى الطرق.
الروائي هاميت لم تكن تنقصه الخبرة لكتابة مثل هذه الرواية ،فقد كان يعمل في المباحث الأمريكية منذ عام 1920 وسبق  أن خاض غمار عمليات عديدة تتعلق بجرائم القتل والتهريب ، لكن اعتلال صحته نتيجة لإصابته بمرض السل الذي جعله يتقاعد عن عمله ويتفرغ للكتابة حيث كانت له تجارب سابقة في القصة القصيرة ما أهلته إلى كتابة روايته الأولى هذه التي سرعان ما لاقت نجاحا كبيرا وشهرة واسعة اضطر ناشرها إلى إعادة طبعها سبع مرات في سنة صدورها الأولى لنفاذ طبعتها وهو ما لم يتمكن كاتب كهمنغواي أو دوروثي باركر أو الكاتب المسرحي ليليان هيلمان من تحقيق ذلك وقتها ، هاميت وبعد تلقيه مبالغ خيالية عن طبعه لروايته انشغل بلعب القمار وتناوله الكحول ومصاحبة العاهرات وإغداق الهدايا عليهن فأضاع تلك الثروة وصاحب كل ذلك الحكم عليه بالسجن مدة أربعة أشهر عام 1946 لتورطه مع مجموعة من الشيوعيين الأمريكان لإثارتهم المشاكل مع بعض الشركات العاملة في قطاع البناء. وقد أفرج عنه بكفالة ، لكنه في نفس العام حكم عليه بدفع غرامة مالية كبيرة لتهربه من دفع الضرائب المستحقة عليه نتيجة لتراكمها بسبب تلك الرواية  وبعض أعماله الأخرى ما أجبر على إشهار إفلاسه ومات عام 1961 متأثرا بتشمع كبده نتيجة إدمانه الكحول .
الحديث عن هذا الفيلم عاد من جديد ليتصدر الصحف العالمية وكتابات النقاد وتهافت الجمهور لاقتناء نسخة منه  بلوراي عالية الوضوح بسبب أن تمثاله المصنوع من الرصاص وبعد مشاركته الفيلم الهوليوودي الشهير قبل 72 عاما بيع عن طريق دار بونهامز للمزادات مؤخرا بأكثر من 4 ملايين دولار في مزاد علني بمدينة نيويورك ليقارب أعلى الأسعار التي حققتها من قبل تذكارات معروفة شاركت أفلام شهيرة ،مثل سيارة الرجل الوطواط الأولى في الستينات وسيارة أستون مارتن التي قادها سين كونري في فيلم " الإصبع الذهبي " .
تدور قصة الفيلم حول سيدة تقوم باستئجار محققين خاصين للقيام بمراقبة أحد الأشخاص مدعية أنه هرب مع أختها فيغتال أحدهم أثناء تأديته لمهمته فيقرر شريكه إتمام المهمة والبحث في معرفة خفايا جريمة قتل زميله وسر السيدة الغامضة ليجد نفسه أيضا في طرف صراع كبير بين بعض العصابات المحترفة التي تتصارع على سرقة هذه التحفة التاريخية التي تعود للقرن السادس عشر وهي عبارة عن تمثال لصقر يقف بشموخ على قاعدة صغيرة ، والشيء الذي يمكن ملاحظته في هذا الفيلم والذي يثير دهشتنا هو تماسكه وترابطه الشديد نتيجة لإخراجه الاحترافي المتقن من مخرجه الكبير جون هيوستن والسيناريو المحكم ونجومه الكبار وعلى رأسهم الممثل الأسطوري همفري بوغارت والحسناء ماري أستور ، وقد تكفلت بإنتاجه وتوزيعه شركة أفلام وارنر بروز العريقة كما ترشح الفيلم لثلاث جوائز أوسكار واختير لإدراجه في السجل الوطني لمكتبة الكونغرس عام 1989 .
 عن: الديلي تلغراف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل

الداخلية: طرد أكثر من 4 آلاف منتسب وإحالة 15 ألف قضية إلى المحاكم

ائتلاف المالكي يحذر من عودة المفخخات والتهديدات الارهابية الى العراق

طقس صحو والحرارة تنخفض بعموم العراق

الفصائل تهدد "عين الأسد" بسبب احتمالات بقاء الأمريكيين فترة أطول في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram