TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أخطر من الإرهاب!

أخطر من الإرهاب!

نشر في: 11 ديسمبر, 2013: 09:01 م

كنت، قبل ان أقرأ خطبة السيد المالكي الاخيرة في "المؤتمر العلمي للكفاءات الطبية العراقية"، لا أتصور ان اسمع رئيس حكومة يقلل من خطر الإرهاب ويعتبر "المشاكسة السياسية" أشد خطرا على الناس والدولة منه. واعتقد انني لن أجانب الصواب لو جزمت بالمطلق على ان لا شيء في هذه الدنيا، بكل ما فيها من زوابع وأعاصير وهزات وكوارث، يمكن ان يقال عنه انه اخطر من بشر يقطعون رؤوس البشر ويدمرون حياتهم بالمفخخات والتفجيرات الانتحارية كل يوم.
عندما يقلل قائد عام للقوات المسلحة، بيده مفاتح الداخلية والدفاع والامن والمخابرات، من خطر إرهاب تمكن في عام واحد من قتل أكثر من 6 آلاف مواطن في بلده ويعتبر ان "المشاكسة "اشد بلاء منه، فلكم ان تتصوروا حجم الكارثة العقلية التي يدير بها العراق سياسيا وأمنيا. يرى المالكي ان "المشاكسات السياسية تصبح أخطر من الإرهاب عندما تتنافس في تعطيل المشاريع"!
على طريقة نكتة "أين اللوري" اريد أن أسأل: أين هي تلك المشاريع؟ وهل هناك غير مشروع تعدد الولايات الذي حقا تسعى الكثير من الكتل السياسية الى عرقلته فلعل في فشله يمكن انقاذ ما تبقى من العراق والعراقيين؟
من يقول "ان ما تقولونه مهم لكن الأهم عندي هو كذا" فانه يعني بأن اهتمامه الأول ينصب على "الكذا". وهكذا فان اهم ما يشغل "قائدنا" العام للقوات المسلحة الآن هو "المشاكسات" وليس الإرهاب. وعلى عادته، طبعا، لم يقل لنا من هو المشاكس ولم يفصح لنا عن شكل وطبيعة تلك المشاكسات. اظن، وليس كل الظن إثما، انه يقصد أولئك الذي يشاكسون تطلعاته للولاية الثالثة. وتعال شيفهم حجي "أبو أحمد" أغا بأن الوقوف بوجه أي نزوع شره نحو الاستبداد والتمسك بكرسي السلطة بأي ثمن ليس "مشاكسة" بل امر لا بد منه لقطع الطريق على الدكتاتورية.
ان المشاكسة تعني المعاكسة او "التصچيم" إن شئتم. فما بصركم بمن يأتي ليقول لنا ان "تصجيم" البنات، مثلا، أشد خطرا من اغتصابهن؟ .. لا قيّم الركاع!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. رمزي الحيدر

    هو محصن في المنطقة الخضراء ،و بالفعل الإرهاب لا يطاله و لذلك ليس له مشكله .مشكلته مع خصومه . و بعض الأحيان تصله في الفطور ( شياش التكة ) باردة .!.

  2. ِAlialsaffar

    مع كل الاحترام لكم ايها الاستاذ ( العقابي ) , ارى ان تقييمك عاليا جدا اذ اسميت تلك الجراثيم ( المبيدون للبشر بالجمله ) -- بشرا -- لذا اقترح عليك ان تختار تسمية مناسبه وانت الاديب .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram