TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هذيان خائب

هذيان خائب

نشر في: 11 ديسمبر, 2013: 09:01 م

ما لون الخيبة ؟؟  
ما شكلها ؟ ما طعمها ومذاقها ؟
ما شميمها  العطن  ؟
كيف هي  بدايتها ؟ إسأل عراقياً مبتلى ! كيف تستطيل زعانف نهاياتها ؟ إسأل عراقياً مبتلى !
يشبهون الخيبة  بالعتمة المطبقة .  بحالك السواد يشبهونها .  بمنطفئ  الجمر يتحول كومة رماد ،بلون التراب يسفع الوجوه  إثر نسمة او عاصفة ، بملمس الطين النقي يغدو حقولا من وحول  ونفايات ومخلفات مجاري ،
 يشبهون طعم  الخيبة بمذاق الصبر والحنظل . هل  تجرع أحدكم حسوة من صبير وحنظل ؟
العراقي  الأصيل  تجرع .
جربت على العراقي  كل انواع الإذلال . وخاض في مستنقعات الخيبة حتى الهامة ، بعد كل السنوات العجاف من الخوف والريب وعقم الانتظار .
تداهمك الخيبة أنى توجهت : ( أتحدث عن العاصمة ، وأترك العنان للخيال لتصوير ما يجري في المحافظات .)  في المدارس الطينية المتداعية ، الثلاثية الدوام .في المناهج التربوية ووسائل التعليم ، في ملابسات طبع الكتب المدرسية ،على مدرجات الجامعات والمستقبل المظلم يواجه الخريجين ، والعطالة التي تنتظرهم ،في قلة وقصور السواد الأعظم من التدريسيين ، في أمية الكثير من ذوي الشهادات العالية ،في  تراجع أداء المستشفيات ونقص كوادر الاختصاص ، في النهب المبرمج والسلب  المحمي بقوة القانون ،في تسرطن الكيانات وانشطارها  الأميبي .في  منطق الساسة الأفلج : أنا .. انا وأهلي وعشيري  ومن بعدنا الطوفان ......
الخيبة مضاعفة في دوائر الخدمات  الأساسية : إحذف كلمة الخدمات من القاموس يتبقى لك وشل الدوائر
دوائر .. دوائر ، دوائر مفزعة ، تدور فيها ، تدور بك ، تتداور بمقدراتك ، وحين تسلمك آخر دائرة لدوار هو أشد إيلاما من النزع الأخير ، تنتكس كل الرايات التي رفعتها للصلاح والفلاح وخير العمل .
حاذر ، حاذر الاقتراب من المنطقة الخضراء وساكنيها . وتعال إلى العشوائيات  وبيوت الطين
،وسطوة الخيبة إذ تحتدم ...
حاذر من التمادي بالشكوى وأنت تختار بمحض إرادتك السفر على متن الخطوط العراقية ، فبعدما كانت الأولى بين أساطيل الدول المجاورة ، تراجعت  لمستويات دنيا ، فلا تلفزيون لتزجية الوقت ، ولا راديو لتستمع ، ولا وجبات شهية لتستمتع ( الطعام فقير بمحتوياته ، ردئ  طعمه ، وبابسط المقاييس) .. لكنما الشهادة واردة والشكر واجب لطاقم الطائرة ، وتحية خالصة مزجاة لقائد الطائرة  البارع الذي تحدى نذر العواصف والزوابع الثلجية وهبط  في  مطار السويد ( مالمو ) كما تحط فراشة على غصن ندي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram