اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مثقفون اعتبروها تجاوزاً سافراً على الدولة ولا تمثّل الهوية الحقيقية لكلّ مدينة

مثقفون اعتبروها تجاوزاً سافراً على الدولة ولا تمثّل الهوية الحقيقية لكلّ مدينة

نشر في: 11 ديسمبر, 2013: 09:01 م

يمكن اعتبار نقطة الانطلاق للبحث عن شعبية كبيرة في الشارع من قبل الأحزاب الدينية بشكل عام في العراق بعد العام 2003، حيث بدأت تلك الأحزاب تتمظهر بأشكال عديدة، فكل حزب لديه عدة طرق لكسب الشعبية والحصول على أكبر مساحة من الأنصار. ففي السنوات التي شهدت ال

يمكن اعتبار نقطة الانطلاق للبحث عن شعبية كبيرة في الشارع من قبل الأحزاب الدينية بشكل عام في العراق بعد العام 2003، حيث بدأت تلك الأحزاب تتمظهر بأشكال عديدة، فكل حزب لديه عدة طرق لكسب الشعبية والحصول على أكبر مساحة من الأنصار. ففي السنوات التي شهدت الاقتتال الطائفي برزت تلك الأحزاب بشكل أكثر قوة عندما غابت الدولة بشكل رئيسي. وأبرز ما يمكن ملاحظته هو قيام تلك الأحزاب في الكثير من المدن، لاسيما المدن الجنوبية بوضع لافتات تدعم أفكار أحزابهم. من قبيل، لافتات ترحب بالضيوف الكرام ..أو تودعهم "بالسلامة"، موضوعة عند مدخل كل مدينة خصوصا المدن الجنوبية وضواحيها،  أما بعض القرى والأرياف  فتميزت بوضع صور لرجالات تلك الأحزاب أو المؤسسين أو   لزعمائها الروحيين، والملفت ان بعض تلك الصور تعود لشخصيات تعيش خارج العراق!
وبسبب هذه الظاهرة التي لم يلاحظ وجود أي موقف حكومي برفع تلك الصور واللافتات الكبيرة  التي بقيت تمتلئ بها مداخل المدن ومخارجها ، أدباء وكتاب ومثقفون عراقيون أثاروا أسئلة كبيرة ودعا بعضهم إلى إيقافهم والرجوع إلى القانون واحترام كل الحريات ،
الروائي والمترجم ليث سهر الزيدي قال، إن "الصور التي تضعها الأحزاب الدينية لا تمثل الهوية الحقيقية لكل مدينة، بل هي محاولة من بعض الأحزاب لتذكير الآخرين بوجودها لا أكثر"، معتبرا ان "الصور التي توضع في مداخل المدن وفي بعض الشوارع تمثل حالة من التجاوز السافر على سلطة الدولة، خصوصا ان الشارع ملك عام لا يمكن لأي احد ان يتجاوز عليه، كما أنها ظاهرة ليست حضارية أبدا".
ويعلق الزيدي على الصور العائدة لرجال دين غير عراقيين، بالقول "شيء مؤسف حقا، كما أنه يعطي للمشاهد انطباعا بعدم الانتماء لهذا الوطن ".
فيما قال الإعلامي عصام كشيش ، إن تلك الظاهرة تؤكد ان الأحزاب  تختزل هوية المدن بهويتها، وإلا لا يمكن ان أختصر بابل مثلا بكل عمقها التاريخي بلافتة حزب كاذب"، وتابع "أما موضوع صور رجال الدين فتلك كارثة أخرى تغيب وتتغيب فيها هويتنا الوطنية على حساب  الأحزاب  الإسلاموية الحالية، بالمحصلة أنا ضد وضع اللافتات والصور لأي حزب أو شخص."
احترام الدولة
من جهة أخرى قال الكاتب والشاعر وجدان عبد العزيز، إن "كل لافتة لا تصدر من بلدية المدينة باطلة وتجاوز على سلطات تلك المدينة، المدينة فيها كل الأحزاب، وفيها كل الأديان، وليس هناك حزب أو دين يمثل الجميع، وكل الديمقراطيات والمجتمعات المتحضرة في العالم، تحترم الآخر، ولا يمكن بناء دولة مدنية ديمقراطية بدون احترام الآخر، ولهذا على أحزابنا الدينية التخلص من عقدة مصادرة وتهميش الآخر."
فيما عبر الصحفي محمد التميمي قائلا ، إن ظاهرة تلك اللافتات "لا تليق بمداخل المدن ولا تمثل هويتها مع جل احترامنا لرجال الدين والمراجع"، الدول المتقدمة تضع عند مداخل المدن   الأماكن المهمة  التي تعتبر هوية لها، فمثلاً لدينا في ذي قار مدينة أور الأثرية والقيثارة السومرية، وغيرها يمكن ان تكون واجهة المدينة."
ويضيف على "البلدية ان تزيل تلك اللافتات مع ضرورة أن يكون هناك قانون صارم".
بدوره، عبر صلاح حسن، شاعر وكاتب، عن تلك الظاهرة إلى غياب الدولة، قائلا "ليس لدينا في العراق دولة، بل لدينا مجموعة أحزاب تتقاسم السلطة ولكل حزب منطقة يعيث فيها بما يشاء"، موضحا ان "المشكلة ليست في اللافتات بل في ما تقوله وما ترفعه من شعارات طائفية، توحي للعابر أنها محميات مجيرة لهذه الطائفة أو لتك . هذه اللافتات تدعس هيبة الدولة والحكومة وتقدم دليلا فاضحا على ان العراق دولة مستباحة للجميع" .
غياب قانون الأحزاب
العراق يمر بفوضى عارمة منذ سقوط النظام السابق إلى ما يشاء حكام الصدفة وراكبو الموجة ,فليس هنالك مقياس شرعي أو رسمي تقاس عليه الأشياء وتساءل الكاتب سلام خماط هل الأحزاب الدينية التي ذكرت شرعية من الناحية القانونية والجواب كلا بسبب عدم وجود قانون للأحزاب في العراق ,ثانيا ان اللافتات التي تضعها الأحزاب المذكورة عند مداخل المدن تمثل غياب القانون ومسخ هيبة الدولة .من جانب آخر، أشار الكاتب والناشط محمد هاشم، ، إلى ان "المشكلة الرئيسية التي جعلت تلك الأحزاب تسير على هذا الطريق هو بسبب غياب الجدية الحقيقية في إيجاد قانون للأحزاب في العراق، حيث يجب ان يقر قانون للأحزاب حتى نستطيع ان نتعرف إلى الأحزاب المتواجدة."
فيما قال عضو لجنة التيار الديمقراطي فرع هولندا سعد عزيز دحام ، أن تلك الظاهرة "دليل على أن سلطة الدين والمذهب أقوى من سلطة القانون، كما أنها تمنح المدينة بمجملها هوية انتمائية لدين معين ولمذهب معين، علماً أن بلدنا الحبيب العراق هو عبارة عن ألوان وأعراق وقوميات ومذاهب وأديان شتى، ابتعادنا عن نشر هذه الصور سيقربنا من حسنا الإنساني، وسنرى بعين مليئة بالمودة كل المذاهب والأعراق والقوميات والأديان سواسية، وستنتشر ثقافة السلام والمحبة بين الناس، بغض النظر عن انتماءاتهم".
إلى ذلك قال  الكاتب والأكاديمي، ياسين الياسين ، انتشار تلك اللافتات بأنها "تجيير غير منصف لجهة دون أخرى، وهو يجري بدون إذن وقبول من سكان المدن إياها التي تعلق على مداخلها ومخارجها لافتات كبيرة لأحزاب وجهات وكأنّها فرضت وصايتها على الناس شاءوا أم أبوا، وبغير وجه حق"، ماضيا بالقول "فضلاً عن أن الحالة متخلّفة جداً وغير حضارية يقتضي الحال محاربتها بشدة، وهي لا تشكل معيارا حضاريا يرفع من شأن المدينة أمام الزائر الجديد لها، وهي تجاوز صارخ على سلطة الدولة والدوائر البلدية فيها".
ازدهرت خلال السنوات التي أعقبت النظام السابق انتشار غير مسبق لعدد من الصور واللافتات لعدد من الأحزاب الدينية والسياسية كذلك عدد من الصور لرجال الدين  التي وضعت عند مداخل المدن ومخارجها حتى بعض الأحزاب وضعت لافتات ترحيب للقادمين والمغادرين عند مدخل كل مدينة ، ويمكن ملاحظة تلك اللافتات والصور في مدن جنوب العراق بشكل كبير جدا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. نبيل

    شر البلية ما يضحك لوين رايحن مش عارف كان لي فرصة كبيرة اني اخذ الجنسية اللي اريدها في البعينات بس انتمائي لوطني وعروبتي منعتني هسة بقول طز على هيك اوطان اللي امواطنين هاذا مستواهم الثقافي ظلوا ذبحوا بعض على على ايشي حصل قبل 1500 الله لا يقيمكم كان

  2. علاء

    اتمنى على من يدعي وعية وادراكة الكامل للحريات الشخصية ان يدع فسحة لشريحة تمثل الاكثرية في هذا البلد الى ان تاخذ الحرية الكاملة في تطبيق شعائرها ومرتكزاتها العقائدية التي اذا امعن الباحث المنصف في اسبابها لوجدها تتناغم مع فطرة اللة التي فطر الناس عليها الع

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram