TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صولة الموسوي وانقلاب الشابندر

صولة الموسوي وانقلاب الشابندر

نشر في: 11 ديسمبر, 2013: 09:01 م

اختفت اخبار رافع العيساوي عن الاضواء،، ولم نعد نقرأ شيئا عن الرحلات المكوكية لطارق الهاشمي، وخرج قاسم عطا من دائرة الضوء، لم يبق أحد لكي يخبرنا ماذا سيفعل محمود المشهداني بعد انتهاء حلقات برنامجه التلفزيوني " الرئيس "؟ وحتى هذه اللحظة لايعرف العراقيون نوع الوظيفة التي يبحث عنها علي الدباغ في الامارات والبحرين؟ وتحولت بوصلة خطب النائبة عالية نصيف من ميناء مبارك الى اقامة " مهرجان حذاء الموازنة " الذي يمكن للمواطن العراقي ان يمتع النظر اليه ، فهو موجود بفردتيه ضمن الكنوز التي تعرضها للجمهوور من خلال صفحتها على الفيسبوك.
المؤسف أن الأخبار الوحيدة التي لا تزال تنقل من ارض الرافدين، أو التي لا يزال هناك من يرغب بنقلها، هي أخبار النائبة أسماء الموسوي ، و حكايات صاحب السبع لفات عزة الشابندر.. ولاننا نريد ان نقلب في دفاتر الفكاهة البرلمانية علينا ان ناخذ بنصيحة " عمنا": الجاحظ الذي اوصانا بان المرء حين يتندر بنفسه فإنما لينفس عن غيظ مكتوم، فجميل أن نضحك وأجمل منه أن نضحك على أنفسنا وإلا متنا من الغيظ والقهر ونحن نقرأ ما جادت به قريحة النائبة الصدرية سابقا، الاصلاحية حاليا، القانونية مستقبلا اسماء الموسوي، من ان هناك مؤامرة تقودها جهات داخلية وخارجية لاجهاض مسيرتها السياسية..
يتذكر العراقيون كيف خرجت عليهم النائبة الموسوي ذات يوم قائظ لتسخر من حديث المالكي حول تدخل السعودية وقطر في الشان العراقي، في ذلك الحين اصرت الموسوي على ان التقارب بين قطر والسعودية سينجح المشروع الوطني العراقي ، فى تلك الليلة الليلاء ملأت النائبة الاجواء وهي تردد نشيد بلاد العرب اوطاني، كانت النائبة انذاك تخوض معركتها الكلامية المقدسة ضد المالكي وائتلاف دولة القانون
واليوم في هذا الشتاء " القارس " النائبة الموسوي تتحول وتشمر عن ساعديها وتعلن حربا شاملة ضد محور الشر الذي تمثله السعودية ومعها الشقيقة الصغرى قطر، فهذه الدول كانت تقف وراء مشروع سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء، لهدم المنجزات التي تحققت خلال الولاية الثانية للمالكي،
وقبل أن يفيق العراقيون من صدمة انقلاب اسماء على اسماء، وقبل أن يضرب المواطن المسكين أخماسا فى أسداس، جاء التفسير بعد ساعات معدودات: قرار صادر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة يعلن ان النائبة البطلة تتعرض لمؤامرة كبرى، وان القوات الامنية جاهزة لصد اي هجوم غاشم تتعرض له الموسوي..
هكذا إذن، بهذه الكوميديا الساخرة حولت اسماء الموسوي البرلمان، إلى سيرك فكاهي، الغلبة فيه للذي يستطيع أن يلقي اكبر عدد ممكن من النكات، أتمنى ألاّ يتصور البعض إنني أريد أن اسخر من السيدة النائبة ولكنني أؤمن كما يؤمن غيري كثيرون أن أفكار وخطب العديد ممن يعملون في مهنة السياسة لو تم إلقاؤها على شعب آخر لأصيب معظمه بنوبات هستيرية من الكآبة والشيزوفرينيا.
والان دعونا نتسأل: هل من أجل هذا الموسوي والشابندر والعلواني طالب العراقييون بالتغيير؟ أو من أجل هؤلاء وغيرهم عشرات ابتهج اهالي البصرة والانبار والموصل وبغداد وميسان وذي قار بانتهاء عقود الطغيان والتعسف وهيمنة الزعيم الاوحد؟ ليجدوا انفسهم محاصرين " بتقلبات " الشابندر " وصولة اسماء الموسوي وخطب الزعيمة حنان الفتلاوي ومذكرات عدنان الدليمي عن الزهايمر.
ما أقسى الأقدار معنا، أعطت الهند غاندي ونهرو، ومنحت جنوب افريقا نيلسون مانديلا، فيما تتباهى سنغافورة بباني نهضتها " لي كوان "، وتتحول ماليزيا بفضل مهاتير محمد من مستعمرة فقيرة الى نمر اسيوي ينافس اليابان. حقا ان الاقدار عجيبة وغريبة ومزعجة احيانا حين تصر ان تمنحنا في كل المواسم والعقود سياسيين من خانة " شر البلية مايضحك ".
مبروك للأمريكان بدءا من بوش وانتهاء باوباما، وليهنأ اهالي ضحايا عشر سنوات من الدماء ، فالنائبة اسماء الموسوي تقف منتصرة وهي تصارع بقايا الأعداء الأشرار من سكنة الشعلة، ولا عزاء لمن يقتلون كل يوم بدم بارد فهم لايستحقون كلمة واحدة من القائد العام للقوات المسلحة.. فقواته مشغولة بتامين انتقال الموسوي ورصد انقلاب الشابندر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. أبو سعد

    سيدي الفاضل لما تجحف بحق العراقين عندما تذكر العمالفه غاندي ومانديلا وغيرهم ولا تذكر دهاء وعبقرية وزير التخطيط العراقي عندما انتهى من فنجان قهوته الصباحيه ثم قرأ الفنجان واصدر سيادته اوامره بان اصبح نفوس العراقيين 35 مليون وعليه يجب ان يكون البرلمان القاد

  2. حمزة

    لست بصدد الدفاع عن اسماء الموسوي النائبة في برلمان لايتوقع له ولايستحق اصلاان يحتوي على ممثلا واحدا للشعب فيه بمؤهلات او كفاءة اكثر من تلك التي ربما تمتلكها النائبة.ولكن سؤالي لك ياسيدي هو لماذا لم تأتي شجاعتك وجرأتك بمهاجمة النائبة الا بعد براءة مقتدى ال

  3. ابو سجاد

    والله ان حديثك هذا عن قدر العراقيين يااستاذ علي كل يوم اخوض به وحتى هذا اليوم سالت الكثير لماذا قدرنا نحن العراقيين يكون بهذا الشكل ويسير قدرنا من سيء الى اسوء ماذا فعل العراقي حتى يعاقب بهذا العقاب المر على مر العصور لماذا لانشبه هؤلاء الذين عددتهم بربك

  4. محمد سعيد العضب

    اخي الكاتب المحترم تدمي قلوبنا اسى وحزن شديد, حينما يتم الاقتران بين ما اعطته بلدان اخري من عظام وقاده مثل الهند غاندي ونهرو او جنوب افريقيا نيلسون ما نديلا او ماليزيا مهاتير محمد ... مع اقزام العمليه السياسيه البائسه في العراق وحفن

  5. الناصري

    والله عمي كلامك عل راس ابتلينه بلوه ب نماذج مثل ابو النقليات و غيره من المحسوبين عل الوطن سلاما عليك وعلى رافديك عراقنا الحبيب

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram