اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أمنياتك عام 2013 هل تحققت ؟

أمنياتك عام 2013 هل تحققت ؟

نشر في: 13 ديسمبر, 2013: 09:01 م

ضحك سائق التاكسي مني وانا اقول له " برغم كل الجراح والحزن الذي يمر على العراق ، لا يسعنا الا ان نتمسك بالامل بأن تنجلي الاحزان ويفرح الناس بالعيد برغم كل المأسي" سائق التاكسي الذي قال لي انه يعيل عائلة من ثمانية افراد اصبح اليوم لايبحث عن الامنيات ول

ضحك سائق التاكسي مني وانا اقول له " برغم كل الجراح والحزن الذي يمر على العراق ، لا يسعنا الا ان نتمسك بالامل بأن تنجلي الاحزان ويفرح الناس بالعيد برغم كل المأسي" سائق التاكسي الذي قال لي انه يعيل عائلة من ثمانية افراد اصبح اليوم لايبحث عن الامنيات ولايسعى اليها وانما يريد فقط ان يمضي ايامه بسلام وان لاتتعرض عائلته لخطر سواء من الارهابيين او من المليشيات التي اخذت في الاونة الاخيرة تصول وتجول في البلاد .. واضاف الست تتفق معي ان الامر محزن حين تكون اسمى امنيات الانسان ان تمر السنون عليه بسلام من دون تفجيرات وقتلى وخطف وتهجير .
وانا اغادر سيارة الاجرة تساءلت : كم من امنيات العراقيين تحطمت على صخرة عنجهية السياسيين وصراعاتهم .. ولهذا كنت كلما اسأل مواطنا عن امنياته يجيب ، لااعرف أين تأتي الامنيات والبلد تمزقه التفجيرات وصراع الساسة ..فيما اصر اخرون على ترديد امنية واحدة يقول اصحابها :" نتمنى ان نتخلص من معظم السياسيين الذين جلبوا للبلد الخراب والبؤس فيما قالت لي مواطنة لاتنسى ارجوك ان تكتب على لساني اللهم ارفع عنا غضب السيطرات وخلصنا من الزحامات).!
الامنيات كثيرة التي طالب فيها العراقيون وبسيطة جداً ببساطة احلامهم فلم يحلموا بأن تنظم بغداد دورة كاس العالم ، ولا طالبوا بان يشاهدوا فى بغداد والبصرة والموصل ناطحات سحاب ،بل كان جل حلمهم ان يناموا ليلا مطمئنين على مستقبل ابنائهم .

المواطن أُصيب بعدوى السياسيين

( ) تفتح اليوم ملف ما تحقق من امنياتهم 
في عام 2013 . 
وليد خالد مدرس مادة اللغة الانكليزية بين لـ(المدى ): إن حياة الانسان في العراق من اصعب الحالات التى اتسمت بالألم والقهر وفقدان الاحبة، وتمنى الكثير من الامنيات فى الاعوام السابقة، وأهم ما اتسمت حياته اليومية هذا العام هو بالخلافات، وكأن المواطن قد أُصيب بعدوى السياسيين وخلافاتهم وقد انعكس هذا على الوضع الاجتماعي، وما نشاهده ونفتقر الى وجوده (البسمة والضحكة )على وجوه اطفالنا ،هذه هي اهم أمنيات الانسان العراقي البسيط الذي لم يبق لديه أية امنية اخرى تبهج قلبه وتبعث في نفسه الأمل والطمأنينة غير هذه الامنية التي باتت غالية وكأنها اصبحت صعبة المنال بعد عدة اعوام من التغيير الذي حصل في البلد .
واليوم يجتمع العراقيون على أمنية الأمن والسلام في ربوع الوطن، تاركين امنياتهم الشخصية حالمين بوطن معافى وموحد بعيدا عن الفرقة والتشتت، امنيات يصلي لها كل مواطن داخل العراق ،وحتى من هاجره الى الخارج مضطرا بسبب الظروف الى ترك البلد ،حالما ان يعود يوما ما ليرى البلاد كما يتمناه ويريده من غير وجود لادوات الشتات والفرقة .
صِدقُ النفسِ أولاً
سائق التاكسي عبد القادر ابو عبد من منطقة الصليخ يقول: تمنينا ونتمنى في كل عام عام ان تُرفع السيطرات والجدران الكونكريتية، التي تشوّه منظر بغداد، وان يعمَّ السلام وان لا نسمع دوي الانفجارات مثل السنوات السابقة، وندعو ونأمل أن يسود الهدوء في العام المقبل ونعاود فى بداية كل عام ان (..........) لكن الخلافات والمصداقية ما بين السياسيين انعكست حتى على اصحاب الكرة وهذه حالة من الفوضى ولا نفهم ماذا نعمل؟ ابو عبد يوضح أن العراقيين امنياتهم تتأجل من عام الى عام وهذا طبيعي جداً نتيجة الخلافات التى تظهر ما بين الكتل السياسية والاحزاب ما انعكست حتى على الملف الأمني . 
أبو عبـد دعا الى الاهتمام الأفضل والأنسب في صِدقِ النفس اولا ً قبل التعامل مع الآخرين ،لأن صبرنا قد نفــد، وإن كان هذا طبيعيا فلابد من إعادة النظر في العديد من الامور .
حصلنا على الترتيب 
109 عالمياً 
الأكاديمي الدكتور كاظم الرييعي وخبير الكرة فى العراق أوضح لـ( المدى ) أن الحدث الأبرز غاب فعلاً عن المشهد الرياضي فى البلاد نتيجة الخلافات التي تمثلت فى إعادة الانتخابات للجنة الاولمبية وتغيير القوانين وحتى القرار الاخير الخاص بموضوع قرار الاتحاد الدولي والمتمثل بشرعية الهيئة العامة لاتحاد الكرة جاءت مجتمعة بسبب الخلافات وكان الأهم هو حصول العراق على الترتيب ( 109) فى لائحة الاتحاد الدولي لتصنيف المنتخبات العالمية وهذا الخلاف طبيعي جداً نتيجة دخول المحفل الرياضي أشخاص ليس لهم شأن بالكرة الذين جاءوا بوساطة أحزاب او حصولهم على مناصب وهم غير أكفاء بهذا الاختصاص ! 
الربيعي اشار الى ان الخلافات كانت الأبرز ما بين المعنيين انفسهم خصوصاً فى الحصول على حق تضييف دورة الخليج المقبلة وافتتاح ملعب البصرة الدولي ،بل وصل الامر الى غياب بطولات الفئات العمرية وإن وُجدت فشعارها كان التزوير وكان المؤلم فى هذه الخلافات هو غياب وتقليص المواهب.
الوساطة والمحسوبية!
فى حين يرى الخبير الاقتصادي الدكتور جهاد العبيدي أن الخلافات السياسية بل حتى ما بين اصحاب القرار فى الحكومة وصل الى تصنيفات خطيرة في التقارير السنوية الخاصة ببلدان العالم، إذ عدّ تقرير خاص لمنظمة الشفافية الدولية أن العراق ما يزال وبشكل متكرر يحتل مراتب هابطة في أغلب مؤشرات الفساد الدولية. 
العبيدي اوضح أن العراق احتل بحسب تقرير مؤشر الفساد CPI المرتبة 169 أكثر البلدان فساداً من بين 175 دولة، مع احرازها 18 نقطة من معدل 100 نقطة، مؤكدة أن هذه المؤشرات تدلل على أن العراق يقع في ذيل قائمة أضعف الدول إدارة لملف مكافحة الفساد حسب ما جاء في تقرير المنظمة، العبيدي أشار الى أن عمليات تهريب كبرى للنفط على الأصعدة كافة امتازت بسبب الخلافات ، حيث تستخدم الأنشطة الفاسدة في هذا القطاع لتمويل كبار المجاميع السياسية والدينية وشخصيات من مجاميع إجرامية مسلحة وميليشيات، وقدَّرت "كمية النفط المهرَّب للمدة من 2005 إلى 2008 بحدود سبعة مليارات دولار! وتابع العبيدى: أن المنظمة عدَّت وزارتي الداخلية والدفاع من أكثر مؤسسات القطاع العام تأثرا بحالات الفساد، وغالبا ما توسم صفقات السمسرة والعقود العسكرية بفضائح فساد، مبينة أن "تخمينات هيئة التدقيق العليا تقدر أن ما يقارب من 1.4 مليار دولار قد فقِدَت في حالات احتيال وفساد في صفقات وزارة الدفاع لعام 2005 فقط، وخلال عام 2008 كشف مدير هيئة النزاهة السابق راضي الراضي، عن وجود حالات فساد في صفقات وزارة الداخلية تقدَّر بملياري دولار وكذلك وزارة الدفاع بأربعة مليارات دولار، وان من أشهر هذه العقود المشبوهة هو عقد شراء أجهزة كشف المتفجرات المزيفة مقابل 85 مليون دولار وعــدَّت المنظمة، أن "حالات الرشا تشكل جانباً آخر من الفساد الإداري في الأجهزة الأمنية حيث يضطر المتطوع الجديد لدفع خمسة آلاف دولار للانخراط في العمل"، وتابعت أن "استطلاعاً أُجري عام 2011 الماضي، وجد أن 64% من المواطنين العراقيين دفعوا رشا لعناصر في سلك الشرطة وهذا ما يجعل جهاز الشرطة بحسب تقرير الشفافية الدولي لعام 2011 من أسوأ المؤسسات إدارة في العراق.
واضاف الخبير وفقاً لتقرير مؤسسة بيرتلسمان لعام 2012 الذي كشف أن الوساطة والمحسوبية نمط شائع من أنواع الفساد في العراق بسبب الخلافات التي أدَّت إلى جلب اعداد كبيرة من الموظفين غير الأكفاء إلى القطاع العام ودوائر الدولة منذ عام 2003 حيث تلعب الروابط العشائرية والطائفية والسياسية والعائلية دوراً كبيراً في ذلك!
الخلافات تُغرِق العشرات 
من الأحياء السكنية
رافد نعمان مواطن من سكنة الشعب (32) سنة يعمل فى احدى محال بيع الخضراوات وهو خريح كلية الادارة والاقتصاد فى بغداد يشير لـ( المدى ) ان الخلافات ما بين اصحاب القرار كثيرة بسبب الفساد وهيمنة المفسدين وبالدليل القاطع ؛ رافد لفت الى الفيضانات التى أغرقت العديد من الاحياء السكنية في بغداد جاءت نتيجة عدم التخطيط وجهل المسؤول وتخبطه وهذا ما برز في عام 2013 ، ونلاحظ بين فترة وأخرى تبادل الاتهامات ما بين مسؤول وآخر وأقرأ فى احدى الصحف المحلية خبراً نصه: 
(لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية تحمِّل وزارة البلديات والاشغال العامة وامانة بغداد مسؤولية فيضانات بعض مناطق بغداد والمحافظات،حسب عضو اللجنة احسان العوادي ؛ رافد يُشير الى ان عضو مجلس نواب يقر بفشل مرة اخرى في توفير الخدمات للمواطن وأن هذا الخلل يتكرر في هاتين المؤسستين كل عام، وحسب العوادى العام الماضي شهد تشكيل لجنة نيابية للتحقيق مع امانة بغداد ووزارة البلديات لإعادة دراسة هيكلة هذه المؤسسات وتضمينها، وأن الامانة تعاني من مشكلة خلو منصب الامين مما يتسبب في الشكل المهني والفني للامانة.
وأوضح العوادي ان القضايا التي رُفعت من قبل عدد من النواب والمسؤولين ضد الامانة أوقفت الكثير من المشاريع الخدمية من قبل هيئة النزاهة والقضاء العراقي، منوِّها الى ان الامانة تحتاج الى اعادة صياغة من قبل مجلس الوزراء ولا يجوز إدارتها. رافد يتساءل: هل هذا الخلاف ما بين دائرة واخرى تقع ضحيته ممتلكات المواطنين؟ انا مواطن ارى (أن الخلافات هي عام العراقيين) بامتياز !
بغــداد الأكثـر تضرراً
خلود قاسم تُشير لـ( المدى ) انا من سكنة بغداد وأرى ان ما تحقق من عام 2013 هو افتتاح مجسرات ونفق فى بغداد قابلها غلق كبير وواسع للعديد من الشوارع والمحلات ، بل وصل الأمر دخول البعض الى المناطق السكنية عبر بطاقة السكن ؛ وأضافت: ان ما تحقق من امنيات وانجازات للعام الماضي وما نتمناه للعام المقبل يُعــد من الاحلام الوردية بسبب المشاكل ما بين الجار وجاره والسياسي والآخر والاحزاب في بينها ولكن بغداد قد لحق بها الضرر الكبير نتيجة التدهور الخطير الذي تعانيه والتشويه المتعمد والعبثي الذي أصاب محالها وأزقتها وأهم معالمها التراثية والحضارية خلال السنوات العشر الماضية، وتراكم النفايات والأوساخ فيها.
خلود لفتت أن الخلافات التي ظهرت فى العام الحالي كانت سبباً رئيساً في تردي الواقع الخدمي وتقادم بُناها التحتية، إضافة إلى عمليات منظـَّمة لتقويض معالمها التراثية المميزة وتغيير ملامحها وخريطتها لصالح منشآت استهلاكية على حساب بساطتها وهويتها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram