TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لاتقولوا (أبداً)..........

لاتقولوا (أبداً)..........

نشر في: 13 ديسمبر, 2013: 09:01 م

عندما كانوا يطلبون منا كتابة إنشاء عن إنجازات " الثورة العظيمة " كنا نتحدث عن مجانية التعليم وعن وصول الماء والكهرباء الى القرى وعن تأميم النفط والقضاء على الإقطاع ومحو الأمية وغير ذلك..كانت تلك ابسط حقوق المواطن العراقي ومرت السنوات، فتلاشت مجانية التعليم وانقطع الماء عن اغلب القرى وعادت نساؤها ليحملن قدور الماء على رؤوسهن ولم نذق طعم أموال التأميم وعاد الإقطاع بهيئة استثمار رأسمالي وصارت الزراعة مادة خصبة لأطماع المسؤولين من ذوي المشاريع الكبيرة وصار على طلبة الجامعة والخريجين ايضا دخول دورات لمحو الأمية لسوء ماحصلوا عليه من تعليم ولأن التخرج بالنسبة لهم كان يعني الالتحاق بالجيش ووضع الطموحات على الرفوف وتأجيل المشاريع الخاصة الى إشعار آخر مادام الموت في المرصاد...بالتدريج، صارت الحقوق المسلوبة اكبر بكثير من الإنجازات وتحول كيان الثورة الى ديكتاتورية فاكتشفنا وقتها ان المرء لاينشئ دكتاتورية ليحمي بها الثورة بل هو يثور من اجل ان ينشئ دكتاتورية كما يقول جورج اورويل...الان لم نعد نريد ثورة ذات مستقبل دكتاتوري بل صرنا ننشد وجود سلطة يمكن ان تفسح المجال لغيرها اذا عجزت عن مداواة جروحنا او تغلق لنا ثغرات عجزنا لتثبت لنا على الأقل ان هدف السلطة ليس السلطة نفسها بل خدمة الخاضعين لها أولاً...
نحن نريد التغيير لكن اغلبنا يفكر بمقاطعة الانتخابات لتوقع فشلها..وحين تسأل من يرفض منح صوته او الغاءه على الأقل لكي لايذهب الى الحكومة الحالية ذاتها التي تفرض هيمنتها على المراكز الانتخابية بقوة القانون، سيقول لك ان العملية برمتها منقوصة وغير مكتملة الشروط ثم انها لن تتم في اجواء آمنة وحرة وديمقراطية..على الشعب ان يقوم كله بفعل ما لإثبات قدرته على تقرير مصيره او على الأقل مقاومة صعوبة الظرف المحيط به وبهذه الطريقة ستنجح الانتخابات خاصة اذا لم يمنح العراقي صوته لشريحة تمثله طائفياً او عرقياً بل لعراقي آخر تدل أفعاله على إخلاص وشعور وطني فالهدف هنا هو التغيير ومن يطمح له عليه المشاركة في الانتخابات لأنها فعل جماهيري حقيقي بمعزل عن محاولات الحكومة مد يدها الطويلة ومحاولة قلب الأوراق لصالحها ابتداءً بالدعاية بمختلف الطرق وانتهاءً بلملمة الاصوات المهملة لمن يرفض الانتخاب او يفشل في العثور على بياناته فضلا عن استغلال التصويت الخاص لقوات الجيش والشرطة وكل من ينضوي تحت جناح القائد العام للقوات المسلحة بحكم وظيفته..
لنتجاوز مثالبنا إذن فهذا افضل من عدم المحاولة واليأس الكامل فما دمنا على قيد الحياة يجب ألا نقول أبدا فقد لاتبقى الاشياء على ماهي عليه وتصبح كلمة " أبدا " ممكنة التحقيق..هو تفاؤل..اعلم ذلك، لكنه الخيار الوحيد الموجود لدينا حاليا ولايوجد بديلا عنه..اليس كذلك؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سجاد

    ست عدوية المشكلة ليست بالخروج الى الانتخابات او عدم الخروج المشكلة في الرؤؤس الكبيرة رؤساء الاحزاب بعد جمع الاصوات هم الذين سيقومون بالتعيين ومن يخدم مصلحتهم الشخصية والحزبية وحتى الطائفية وهذه الرؤوس باقية نفسها اذن ماذا فعلنا واين التغيير المطلوب هو تغي

  2. عبدالجبار

    علينا مقاطعة جميع الاحزاب المشاركة في الحكومة الحالية وجميع الشخصيات التي تنتمي اليها في الانتخابات القادمة وبذلك نضع الرؤوس الكبيرة في زاوية ميتة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram