حازم مبيضين مثيرة للتقزز والغثيان، تلك الدعوة الصادرة عن اثنين من الحاخامات الاسرائيليين المتعصبين، والقائلة بإباحة قتل الأغيار، رغم عدم إشارتها للعرب، وهما يعتبران في كتاب أصدراه مؤخراً،أن فرائض نوح السبع تلزم البشر جميعاً،
ولذا يحق قتل من ينتهك هذه الفرائض من غير اليهود، حتى لو كانوا من غير أعدائهم، ويبيحان بدون أدنى إحساس بالمشاعر الانسانية، قتل أطفال الغير عمداً ومباشرة، ويفتيان بصلاحية المس بأولاد زعماء الأغيار لممارسة الضغوط عليهم، وهما يحرضان بشكل شبه مباشر على قتل الفلسطينيين، وممارسة عمليات إرهابية ضدهم، ولايتوانيان عن اعتبار ذلك مهمة يمكن لأي فرد القيام بها، حتى لو كان ذلك خارج إطار قرارات الحكومة أو الجيش. ومعروف أن الحاخام الرئيسي السابق في إسرائيل مردخاي إلياهو، كان اعتبر قبل عامين أن إيذاء المواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي، مستنداً إلى قول تاريخي منسوب للملك داود دعا لملاحقة الأعداء وعدم العودة قبل قتلهم. بالتأكيد لسنا هنا بصدد تطابق هذه الترهات مع الديانة اليهودية، فليست هناك ديانة سماوية بهذه البشاعة، وإلى حد الدعوة لقتل الاطفال، واستغلالهم للتاثير على آبائهم، وحتى عند أكثر الجماعات البشرية بدائية، يندر أن نجد مثل هذه التعليمات أو المفاهيم، وكان ممكناً المرور عنها دون أن تلفت النظر بشكل جدي، فالمتطرفون متوفرون في كل المجتمعات، لكن المؤتمرالسنوي لكبار الضباط الإسرائيليين، الذي انعقد مؤخراً كان لافتاً للنظر، لأن أغلبية الضباط الحاضرين، كانوا من أتباع التيار الديني الصهيوني، ما دعا رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق شلومو غازيت، إلى اعتبار المؤتمر دليلاً على وقوع الجيش في قبضة التيار الديني الصهيوني، خاصة وأن أكثر من نصف قادة الوحدات القتالية من أتباع هذا التيار، الذين ترتفع نسبتهم في ألوية المشاة المختارة إلى 70%، ويشكلون ثلاثة أرباع منتسبي الوحدات الخاصة. المتطرفون الصهاينة دينياً لايكتفون بالسيطرة على الجيش، وإنما يتمددون إلى الاجهزة الاستخبارية، وهي الأكثر تأثيراً في عملية صنع القرار، وقد نجحوا في تولي المسؤولية في معظم مفاصل تلك الاجهزة، وهم بعد أن كانت نسبتهم في هيئات الجيش القيادية قبل ثلاثين عاما، أقل من نسبة تمثيلهم في المجتمع، التفتوا إلى هذه الناحية، فانخرطوا في الألوية المختارة والوحدات الخاصة، دون محاولة إخفاء أن الدوافع من وراء ذلك هي السيطرة على الجيش، باعتبار ذلك ضمانة لهذا التيار في التأثير على دوائر صنع القرار، حتى أن فتاوى صدرت معتبرة التجند في الوحدات المقاتلة تقرباً للرب، وأن الخدمة العسكرية والروح القتالية مهمة جماعية يفرضها الرب بهدف قيادة المشروع الصهيوني. ويتعلم أتباع هذا التيار في مدارسهم الخاصة في الجيش، على يد حاخاماتهم، أبشع أشكال التطبيقات العنصرية ضد الفلسطينيين أولاً والأغيار بدرجة ثانية. لانقول إن قادة الجيش الاسرائيلي السابقين كانوا ملائكة لايرتكبون المجازر، لكننا نتوقع من اليوم فصاعداً ازدياد حدة العنصرية والوحشية عند هذا الجيش، ولعل ما حدث في غزة أكبر دليل على ذلك، فقد تعامل الجيش الغازي مع القطاع باعتبار أن لامدنيين فيه، وإذا راجعنا خلفيات قادة الدولة العبرية منذ قيامها سنكتشف أن لمعظمهم خلفيات عسكرية، ويعني هذا أن جيلا من السياسيين المتطرفين عنصرياً سيتسلم إدارة اسرائيل، وعلينا أن نتدرب للتعامل معهم .
خارج الحدود: عنصرية أبشع تقود جيش اسرائيل
نشر في: 13 نوفمبر, 2009: 06:19 م