ترجمة: عمار كاظم محمدبينما يعود العراقيون الذين هربوا من بيوتهم بسبب العنف الطائفي، يواجه الكثير منهم حالة البطالة العالية والخدمات السيئة للكهرباء والماء طبقا لتقرير جديد للمنظمة الدولية للهجرة. وفي أسوأ الظروف تعود العوائل الى بيوتها لتكتشف أنها دمرت أو اتلفت بشكل ملحوظ وثلت العائدين منهم قالوا بعد اجراء مقابلات معهم أنهم شعروا بعدم الأمان لفترة من الوقت.
وهناك أكثر من نصف مليون عائلة تركت منازلها منذ بداية الحرب في عام 2003 لتنتقل الى أماكن أخرى داخل العراق أو خارجه طبقا لتقرير المنظمة بعد أن تصاعدت وتيرة التهجير واراقة الدماء بسبب العنف الطائفي عام 2006. وقد ميز الباحثون عودة 58110 عوائل من العائدين على الرغم من وجود عوائل أخرى عادت الى بيوتها بدون أن يتم تسجيلها لدى مراقبي المنظمة وكان معظم العوائل العائدة هي من العوائل النازحة في الداخل حيث عددها أكبر من تلك التي هربت الى خارج القطر. وتشكل هذه النسبة العائدة ما مقداره 10% من مجموع المهجرين بينما قالت عوائل أخرى انهم سوف يعودون الى دورهم في حال تواصلت الظروف بالتحسن. وقد قابلت منظمة الهجرة4000 عائلة لاعداد تقريرها وقد اظهر الباحثون أن العديد من تلك العوائل قد واجهت ظروفا رهيبة كتلك التي واجهتها العوائل التي نزحت من بيوتها الى أماكن أخرى في الداخل وواجهت ظروفا سيئة في بيوتها المؤقتة او مجمعاتها. كانت اكثر العوائل تضررا تلك التي تترأسها النساء بمن فيهن اللواتي فقدن أزواجهن الذين قتلوا خلال السنوات الست الماضية . ومن بين تلك العوائل التي تبلغ نسبتها 12 % من المجموع العام والتي تم مقابلتها، قال 70 % منها أنهم غير قادرين على العمل بينما قال 26 % منها انهم كانوا قادرين على العمل لكنهم لم يجدوا الوظائف. وفي مثال على أنواع المشاكل التي تواجهها هذه العوائل العائدة قالت الشرطة العراقية في منطقة التحرير ببعقوبة التابعة لمحافظة ديالى ان احدى العوائل قد عادت الى بيتها بعد ثلاث سنوات من التهجير لتجد في البيت حزاما ناسفا وزنه 22 باوند من الاسلاك والمتفجرات . وقد أخبر الجيران رجال الشرطة ان ذلك الحزام يعود لأفراد دولة العراق الاسلامية وهي تنظيم ارهابي مرتبط بالقاعدة في بلاد الرافدين وكان اولئك الارهابيون قد استعملوا بيت تلك الاسرة كمكان آمن لمنفذي العمليات الانتحارية اثناء فترة غياب العائلة. ووجد الباحثون أن ثلث بيوت العوائل المهجرة والذين عادوا منهم وجدوا أن بيوتهم قد اتلفت أو تحطمت، كذلك وجد التقرير أن العوائل العائدة قد ذهبت الى بيوتها ليس بسبب التحسن الأمني في الاحياء التي كانوا يعيشون فيها فحسب بل بسبب ارتفاع اسعار ايجارات الدور والاوضاع السيئة في المناطق التي لجأوا. اليها بالمقابل هناك عدد ضئيل منهم والبالغة نسبته 5 % قالوا بانهم عادوا للاستفادة من المنحة الحكومية المخصصة للعوائل العائدة والبالغة مليون دينار عراقي أي ما يعادل 840 دولارا. العوائل العائدة والتي تمت مقابلتها من قبل المنظمة وتحدثت مع الباحثين فيها تضم تشكيلة من مختلف المجموعات العرقية. وهناك ثلث من ارباب أسر تلك العوائل قالوا انهم عاطلون عن العمل مقارنة بدراسة تمت في شهر كانون الثاني من قبل الامم المتحدة خمنت ان نسبة البطالة في العراق بلغت 18 بالمائة. عن: هيرالد تربيون
محن بانتظار العائدين الى الوطن
نشر في: 13 نوفمبر, 2009: 06:22 م