اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جرائم النت والإرهاب المحلّي وإشكالية المواجهة

جرائم النت والإرهاب المحلّي وإشكالية المواجهة

نشر في: 15 ديسمبر, 2013: 09:01 م

ظهر التزاوج بين الإنترنت والإرهاب بشكل اكثر وضوحا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‏2001‏ وما تلا ذلك من الحملة الأمريكية على'‏الإرهاب‏'‏ وحدوث مواجهة بين تنظيم القاعدة وحلفائها من جانب والولايات المتحدة ومؤيديها من جانب آخر ولم تقتص

ظهر التزاوج بين الإنترنت والإرهاب بشكل اكثر وضوحا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‏2001‏ وما تلا ذلك من الحملة الأمريكية على'‏الإرهاب‏'‏ وحدوث مواجهة بين تنظيم القاعدة وحلفائها من جانب والولايات المتحدة ومؤيديها من جانب آخر ولم تقتصر تلك المواجهة على المجال المادي الواقعي بل انتقلت إلى الفضاء الإلكتروني وأصبحت هناك حملة إعلامية مواكبة للحملات العسكرية من جانب الطرفين تم فيها استخدام الإنترنت .ويعد الإرهاب عبر الإنترنت نشاطا أو هجوما متعمدا ذا دوافع سياسية بغرض التأثير على القرارات الحكومية أو الرأي العام من خلال ثلاثة أبعاد هامة يتمثل أولها في أن يصبح عاملا مساعدا للعمل الإرهابي التقليدي المادي بتوفير المعلومات عن الأماكن المستهدفة أو كوسيط في عملية التنفيذ .أما البعد الثاني هو ما يعد تأثيرا معنويا ونفسيا من خلال التحريض على بث الكراهية الدينية وحرب الأفكار، أما البعد الثالث فيتم في صورة رقمية من خلال استخدام آلياته الجديدة في معارك تدور رحاها في الفضاء الإلكتروني التي قد يقتصر تأثيرها على بعدها الرقمي أو تتعدى لإصابة أهداف مادية.

ويعمل ذلك الإرهاب الجديد على خدمة البعد الإعلامي والعسكري لأهدافه حيث يتم الأول عبر استغلال كافة الجماعات‏'‏ المتطرفة‏'‏ الأصولية على اختلاف أشكالها مزايا الإنترنت كعنصر حيوي لدعم وتحقيق أهدافها ومنفذ لوجستي داعم وحاضن لنشاطها الإعلامي في مناطق مختلفة من العالم حيث أصبحت تلك الجماعات لا يهمها كم من الناس قتلوا بقدر ما يهمها كم من الناس شاهدوا وتفاعلوا مع الحادثة الإرهابية‏,‏ وتحول أفراد الإرهاب من مجموعة قليلة من الناس موزعة جغرافيا لتشكل مجتمعا خاصا بها يساعدها علي الالتحام والتواصل الدائم‏,‏ الأمر الذي يوهم البعض بأن هذا المجتمع غير محدد الأبعاد الكمية‏.‏
وكان لهذا دور كبير في تضخيم الصورة الذهنية لقوة وحجم تلك المجموعات التي تبدأ بعدد قليل من الأفراد لديهم أو لدى أحدهم خبرة بالإنترنت وبرامج‏'‏ الملتيميديا‏'‏ ليتم بث الرسالة الإعلامية وفق أهدافهم ،التي منها شن حرب نفسيه ضد مستهدفيها والدعاية لأهدافها وأنشطتها بعيدا عن وسائل الإعلام التقليدية‏.‏ أما عن الطابع العسكري للإرهاب الجديد فيتم استخدام الإنترنت في التنقيب عن المعلومات‏,‏ والحصول علي التمويل والتبرعات وعملية التجنيد والحشد لاتباعها‏,‏ وكذلك تحقيق الترابط التنظيمي بين الجماعات وداخلها و تبادل المعلومات والأفكار والمقترحات والمعلومات الميدانية حول كيفية إصابة الهدف واختراقه وكيفية صنع المتفجرات والتخطيط والتنسيق للعمل الإرهابي‏.‏ وكذلك في تدمير مواقع الإنترنت المضادة أو اختراق مؤسسات حيوية أو تعطيل الخدمات الحكومية الإلكترونية أو محطات الطاقة‏.
إشكاليات المواجهة
يقابل ارتباط العالم المتزايد بالإنترنت زيادة في التعرض للخطر الذي يمثله الاستخدام السيئ له مع أهمية شبكة الإنترنت للدول المتقدمة خاصة وفي الاقتصاد العالمي عامة بشكل تم فيه الكشف أمنيا عن المناطق الحساسة مقارنة بالمساعدة في الكشف عن الإرهابيين ولم يقابل احتمالية التعرض للخطر هذه زيادة في إدراكه عالميا مع علاقة الإنترنت بالمنشآت الحيوية المدنية والعسكرية والاقتصادية‏.‏
وشكل الإرهاب عبر الإنترنت قاعدة للتغيير والتعبير عن الرؤى المتطرفة التي تتبنى العنف بما آل إليه الإنترنت من تقسيم الجمهور إلى فئات ومجموعات صغيرة وبدا هذا التنوع يزيد بدوره من التشتت الثقافي وذلك كإعلام فئوي يستخدم لإذكاء الصراعات العنصرية وتنمية اتجاهات الكراهية لدى الكثير من الفئات المناهضة للفئات الأخرى وتاه التوافق الثقافي الذي ميز المجتمعات القومية‏.‏ وفي مقابل تلك النظرة التفتيتية للمجتمعات جاء ذلك الإعلام للترويج كذلك لرؤى عالمية ،ففي حين تستغله الولايات المتحدة للترويج إلى الرأسمالية والهيمنة استغله تنظيم القاعدة للترويج إلى الخلافة الإسلامية والجهاد العالمي‏.‏
كما عمل الإرهاب عبر الإنترنت لتقويض سلطة الدولة بنقل الحوادث الإرهابية للرأي العام بما يشكل خطرا نفسيا أو ضغطا على الحكومات للمثول للمطالب السياسية التي تتبناها الجماعات الإرهابية وتهديدا لشرعية النظم السياسية الحاكمة وعمل ذلك على الحد من استخدام القوة في صنع القرار من جانب الدولة التي فرض انسحابها من قطاعات ستراتيجية لصالح القطاع الخاص تحديات أمنية متزايدة‏.‏
وتطرح مسألة المواجهة الأمنية قضية حرية الرأي والتعبير عبر الإنترنت وارتباطها بالقيم الديمقراطية وكذلك مسألة الاستغلال السياسي للنظم الحاكمة لمواجهة معارضيها بشكل لا يعكس الفصل بين أمن النظام وأمن المجتمع‏ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram