الدستور العراقي برغم وصفه بانه يحمل ألغاماً قابلة للانفجار في كل لحظة، منح لجميع العراقيين حق الترشح للانتخابات التشريعية والمحلية استنادا لضوابط وشروط ، من ابرزها المرور عبر بوابة المساءلة والعدالة المعروفة سابقا باسم اجتثاث حزب البعث بسلام ، فضلا عن حمل شهادة دراسية لا تقل عن الإعدادية ، مع كتاب صحة صدور من مديرية التربية ، اما موضوع السمعة الشخصية والحضور في المشهد السياسي و البرنامج الانتخابي فهو من شأن المرشح ، وليس لاحد حق الاعتراض .
شباب حي العامل بجانب الكرخ من العاصمة ولإيمانهم العميق بالديمقراطية شجعوا "شاكر هراتي " على الانضمام لاحدى القوائم ليكون ضمن المرشحين ، وابدوا استعدادهم لمساعدته في حملته الدعائية ، عسى ان يحالفه الحظ كغيره من النواب السابقين ليمثلهم في المجلس النيابي المقبل ، فهو لا يقل موهبة وقدرة على الحديث أمام الكاميرا وبإمكانه الحصول على كاريزما السياسي بعد إجراء تحسينات على شكله والاهتمام بهندامه بارتداء بدلة جديدة والتخلي عن "النعال" البلاستيكي واستبداله بحذاء جلدي اسود اللون قياس 45 ، المرشح المفترض قابل الفكرة بارتياح وابدى موافقته على خوض المنافسة الانتخابية ، وأوصى احدهم برعاية طيوره وديكته من نوع الهراتي ليتفرغ للمهمة الجديدة .
تشجيع الشباب دفع عباس هراتي اشهر مطيرجي في حي العامل لتقمص شخصية المرشح ، واول تحول حصل على الصعيد الشخصي اهتمامه البالغ بالنظافة والهندام واختيار الألفاظ المهذبة أثناء الحديث ، والتخلص من عادة اطلاق "الزيج " على نغم السيكاه في التعليق على موقف او كلام لا يعجبه ولاسيما عندما يكون متعلقا بالطيور الزواجل ، والديكة الهراتية ، واستطاع الرجل ان يلفت انتباه الشباب ، فعدوا تحوله بروفة اولى على طريق النجاح ومواصلة المسيرة النضالية والدخول الى المعترك السياسي من أوسع أبوابه ، فاقترحوا عليه عقد مؤتمر صحفي في جمباز أبي كريم صاحب المقهى المخصص للرواد من المطيرجية .
في الموعد المحدد لعقد المؤتمر وبعد تناول الحاضرين الفلافل على حساب شاكر هراتي استل ورقة من جيب الجاكيت تضمنت ابرز فقرات برنامجه الانتخابي وقرأها بطريقة الحاج راضي في مسلسل تحت موس الحلاق ، وأثناء قراءة فقرة تتعلق بدعوته لاستحداث وزارة دولة تأخذ على عاتقها رعاية شؤون المطيرجية وتمنحهم "اللكط" لطيورهم وتلحق جميع "الجمبازات " بجهة رسمية يتولى إدارتها أبو كريم تقديرا لجهوده الجبارة بوصفه صاحب اقدم جمباز في بغداد، في هذه الأثناء صفق الحاضرون ورددوا هتافات التأييد فاصبح شاكر بنظرهم المرشح الأفضل لتمثيلهم وتلبية مطالبهم وتحقيق تطلعاتهم .
انتهى المؤتمر بمغادرة شاكر هراتي المكان الى منزله ليتابع الأخبار ويتعلم من السياسيين نجوم شاشات الفضائيات بعض المصطلحات والألفاظ ليضيفها الى رصيده المعرفي ، وفي تلك الليلة استمع الى نائب كان يستخدم لهجة الشتم ضد الحلفاء والشركاء ، فوصل الى قناعة بان المتحدث يعاني أمراضاً نفسية ، وفي تلك اللحظة توصل شاكر هراتي الى يقين راسخ وقناعة كاملة للاستجابة لرغبة أصدقائه عسى ان يتحقق حلمه في الجلوس تحت قبة البرلمان ، لأنه لايقل كفاءة عن الآخرين السابقين والحاليين .
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
ليش الموجوديين مو مطيرجية اني اعرف خمسة منهم مطيرجية ابن عن جد