TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قادة الإخوان يقارنون أنفسهم بالنبي

قادة الإخوان يقارنون أنفسهم بالنبي

نشر في: 15 ديسمبر, 2013: 09:01 م

لم يكن ليدور في خلد أكثر الناس عداوة لتنظيم الإخوان المسلمين، أن يتجرأ واحد من قيادييهم على مقارنة نفسه بالرسول الكريم، أو يبرر هروبه من مصر إلى مشيخة قطر، بأنه كمثل هجرة النبي عليه السلام من مكة إلى المدينة، وهو الأجدر بمعرفة أن النبي عليه السلام، لم يغادر مكة إلاّ بعد خروج كافة المسلمين، وكان آخرهم ومعه الإمام علي، وقد تركه في فراشه، أما القيادي الإخواني عاصم عبد الماجد، فقد ترك آلافاً من "إخوانه" في مصر، كي لايمنح الفرصة لمنتقدي هروبه من تحقيق أمنيتهم، في رؤيته "خلف الأسوار والقيود في يديه، وقد مُنع من الحديث، ومن دعوة الشعب المصري لأن يستكمل ثورته، وأغضبهم أن رأوه خارج الأسوار".
 نسي عبد الماجد، الذي يزعم أنه كان مسؤولاً فقط عن الملف الإعلامي، بينما هو أحد المطلوبين في إتهامات تتعلق بالتحريض على العنف والتعذيب، أثناء إعتصام أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية، وهرب من مصر عبر ليبيا، نسي أن مؤسس جماعة الإخوان، حسن البنا سلم نفسه للشرطة، عندما أعتقلت أعضاء جماعته، وبرّر عدم الاقتداء به بالقول، إنه لو خرج البنا من مصر، لما أستطاع أن يكون مؤثراً، أما هو فيستطيع أن يكون مؤثراً من خارج الحدود أكثر من الداخل، ويتابع مُتنصلاً من مسؤولياته كقيادي، بأنه مختص بالملف الإعلامي، وليس ملف التظاهرات، حيث تحتاج للشباب الذي يستطيع الكر والفر، وأكد أنه يستطيع من مكانه الحالي في مشيخة قط،ر أن يقدم خدمات إلى دينه ووطنه والمصريين.
 في موقع آخر، ينفخ القيادي الإخواني في كير الطائفية، حين يزعم أن الحكم الجديد في مصر، يحاول هدم الإسلام ومسح الهوية الإسلامية، ويُعطي الأقلية الدينية كل ما تشاء على حساب الأغلبية، وعلى قاعدة من لم يكن منا فهو عدونا، يصف حزب النور السلفي، المُشارك في صناعة القرار بعد الإطاحة بمرسي، بأنه حزب من صناعة الجيش، للالتفاف على ثورة الشعب المصري، وبأن قادته باعوا دينهم بدنياهم، وأصبحوا من فقهاء السلطان، وجزءاً من الانقلاب، ولأنه يتوهم أن تنظيمه هو فقط من يمتلك الحقيقة، فهو يشكك في الأرقام المعلنة من قبل حملة "تمرد"، التي ساهمت في إسقاط حكم مرسي، عبر الحصول على توقيعات المصريين، على استمارة تُطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
 كان مُمكناً تفهم أمر هروبه، لو أن هذا القيادي اعترف بخوفه على حياته، أو بعدم مقدرته على تحمل السجن، فتلك حالة إنسانية يمر بها أي إنسان، وكان مُمكناً تفهم الأمر لو أن الرجل اعترف بأن عمره، لايساعده على تحمل أعباء المرحلة التي يمر بها تنظيمه، غير أنه أخذته العزة بالإثم، فشبه نفسه بالرسول الكريم، وقارن بين فراره والهجرة النبوية التي أنقذت الاسلام من الموت قبل أن يشب عن الطوق، على يد جُهّال قريش، وتلك ميزة يتفرد بها المنتسبون لهذه الجماعة، التي شبّهت المرشح السابق للرئاسة خيرت الشاطر بالنبي يوسف، وأشاعت رؤيا يطلب فيها النبي محمد عليه السلام من مرسي العياط أن يؤم المسلمين، ومن بينهم الرسول نفسه، الذي أم الانبياء جميعاً، وهو من لم يؤمه أحد، وظل إماما حتى آخر العمر. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    استاذ حازم لاتلم هذا الرجل قبله الكثيريين من العراقيين تركوا الساحة فارغه للطاغية وحزبه وبرروا هروبهم هو خوفا على العراقيين في الداخل ان تطولهم يد النظام وهذا مافعله حزب الدعوة عندما تركوا ابطال الحزب يخوضون معاركهم مع النظام وكانت الفرصرة سانحه لهؤلاء ال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram