على غير عادتها وخارج نظام منهاجها الثقافي الذي عودتنا عليه جمعية الثقافة للجميع صباح كل خميس في إقامة ندوة ثقافية تتناول منجزات الأدباء والمثقفين، أو طرح موضوعات ضمن هذا المجال.. لكن في مساء السبت 14/ 12/ 2013 حضرنا بعد إعلانها لأمسية تحت عنوان (معال
على غير عادتها وخارج نظام منهاجها الثقافي الذي عودتنا عليه جمعية الثقافة للجميع صباح كل خميس في إقامة ندوة ثقافية تتناول منجزات الأدباء والمثقفين، أو طرح موضوعات ضمن هذا المجال.. لكن في مساء السبت 14/ 12/ 2013 حضرنا بعد إعلانها لأمسية تحت عنوان (معالم الإصلاح والأبعاد الإنسانية في دراسات السيد كمال الحيدري) وهي عبارة عن قراءة نقدية يقدمها الدكتور عبد جاسم الساعدي والشيخ علي البهادلي الذي بدأ حديثه عن وظيفة المرجع وما يقدمه للأمة ودوره في تصحيح الخطأ والوصل للغاية التي يريدها الخالق من خلال إيصال المعلومة الشرعية للمكلفين.. ثم تحدث عن شخصية المرجع فوصفها بأنها شخصية فريدة جامعة.. وقسم المرجع على نوعين ،الأول تركيبي نسبي والثاني كلي.. وقد قصد بالكلي انه يختص بجميع المسائل الفقهية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أما النسبي فيختص ببعض هذه المسائل.. ولم يعلمنا أين هو السيد الحيدري من التركيب النسبي أو الكلي..! لكنه تطرق إلى سيرته بالمدح والإعجاب وكأن الدور الذي قام أو يقوم به كرجل دين لم يقم به غيره من رجال الدين الحاليين أو السابقين،فهو يقول: لقد استطاع ان يقدم أدواراً منهجية من خلال مناقشته في صحة الرواية وسندها وان يفرق بين الإسلام الصحيح والفاسد.. ثم تطرق إلى سيرته بالقول: استطاع لما يملكه من نباهة وذكاء حاد أن يجتاز المرحلة الابتدائية والمتوسطة بتفوّق وامتياز، حتى نال إعجاب أقرانه وزملائه، وأساتذته ومعلميه، لينتقل إلى المرحلة الإعدادية، ليشمّر عن سواعد الجدّ فيها، ليحقّق رغبة والده وأهله. كانت رغبة والده وأهله أن يكون مستقبله طبيباً أو مهندساً، فكان عليه أن يختار الفرع العلمي لتحقيق هذه الرغبة، فبدأت الأفكار تجول في خلد المترجم له مخلّفة حيرة منقطعة النظير أن يحقّق ما تصبو إليه نفسه وما يريد، أم يحقّق طموح العائلة ورغبتها؟ وهكذا بقيت الحيرة تراوده حتى قرر أخيراً اختيار الطريق الحوزوي الذي عشقه منذ البداية، اختاره دون أن يخبر والده وأهله بالأمر، بل علموا أن المستوى الدراسي لولدهم قد تراجع دون أن يعرفوا الأسباب، وهذا ما كان يطمح المترجم له أن يوجده في نفوس أهله، ليفوّت بذلك فرصة الالتحاق بكلية الطب أو الهندسة.. وهو موقف يكشف عن أن صاحبه يتّسم بالكثير من الجرأة والتصميم والتفاني في سبيل تحقيق خياراته الفكرية المبكرة. وفي هذه المرحلة بالذات تبدأ قصة علاقته بالعلوم السائدة في أروقة الحوزة العلمية من خلال اهتمامه الجدي بدراسة الفقه الإسلامي خارج أوقات المدرسة الرسمية.
تأثّر سماحة السيد دام ظله بجو كربلاء الروحاني الهادف، وبحضوره مجالس الوعظ الديني والإرشاد التربوي، كما أنّه لطالما شدّته المجالس الحسينيّة وهو يستمع إلى ألمع خطباء كربلاء في تلك الحقبة.. وكان من أبرز أساتذته في كلية الفقه ومرحلة السطوح العليا في الدراسة الحوزوية العلامة السيد محمد تقي الحكيم.
وفي معرض حديثه قال الدكتور عبد جاسم الساعدي: اطلعت على بعض مؤلفات الحيدري فوجدت نفسي مأخوذاً بشخصية هذا الرجل الذي كشف نفسه بنفسه في وقت مبكر كما اكتشفه الآخرون شخصية موهوبة برغم الضغوط التي كانت موضوعة عليه ليكون طبياً أو مهندساً لكن داخله كان فيه شيء آخر وهو البيئة العلمية، فترك الدراسة الأكاديمية ووجد نفسه في المجالس يقرأ بشكل استثنائي، وجد نفسه في الحوزة النجفية، فهو يعرف ان طريق المواجهة في المعرفة والدرس.
وقد اقترح إنشاء مركز ثقافي يضم كتب الحيدري لما فيها من أهمية بالغة للناس بحسب رؤيته.
لم أسمع كلمة عراق أو عراقي
وأخيراً أكتفي بنقل مداخلة السيد عبد الكريم عبد الأمير إذ قال: كنت أرجو ان تكون هذه الجلسة لطرح نواة الحيدري بعرض برنامج يسهم في خلاص المجتمع العراقي من التشرذم.. ولكن للأسف لم أسمع كلمة عراق أو عراقي.. نحن الذين قاسينا وعانينا ظلم وحماقات النظام السابق، نعاني اليوم من النظام الحالي من الطائفية والشرذمة.. أليس من تكليفنا ان نعمل من اجل العاطلين والأرامل..؟ هل يمكن للحيدري ان يلم هذا التشرذم، وما هو دوره السياسي..؟
فأجابه المتحدث علي البهادلي: الحيدري له منهجه السياسي الذي فيه أطياف وقوميات وهو دعا إلى الوقوف في صف واحد.