قال لي وهو يبتسم: هل تصدق، أن صاحب الصخرة الشهيرة التي اصبحت نكتة هذا العام وكل الاعوام، سيكون على راس ائتلاف سياسي لخوض انتخابات 2014؟، واضاف: لا أفهم بماذا "يرطن" مسؤولونا، فمعضمهم لا يرون البسطاء من أمثالنا، إلا في الانتخابات.. ولهذا قررت أن لا أشارك في الانتخابات القادمة، ما الفائدة؟ فمنذ عقود والناس تبحث عن مسؤول مختلف يمنحونه أصواتهم، وهم مطمئنون إلى أنهم استثمروها في المستقبل.. ثم اكمل قائلاً: إن رحلته مع الانتخابات بدأت عام 2010 رغم أن عمره الآن تجاوز الستين.. كان يدرك أن نظام صدام تعامل مع الانتخابات على أنها عدّاد سيارة أجرة لا يعمل إلا لصالحه، في الانتخابات الأخيرة توهمت أن العداد سيكون نزيها.. وأن الناس ستحظى للمرة الأولى في حياتها بمسؤول من لحم ودم.. تستطيع أن تراه متى شاءت.. فقد مللنا من المسؤول الذي يخرج بين الحين والآخر من على شاشات الفضائيات ليذكرنا بأنه "المنقذ من الضلال والغرق والفوضى".. انظر إلى هذا الكتاب وأشار بيده إلى مكتبته التي تضم مئات المجلدات، هذا كتاب "خطابات السلطة".. اقرأ ماذا يقول فيلسوف بحجم جان لوك من أن " الحاكم هو الذي يحقق نفعاً مستقبلياً للناس " لا نريد مسؤولاً يتفقد الناس في منتصف الليالي ويترك لهم على عتبة الباب حفنة من الدنانير، وعشاء من "خان دجاج".. ولا وزيرا يرتدي بدلة العمال الزرقاء امام الكاميرات، نريد مسؤولا يدرك جيدا أن الانتخابات القادمة ربما لن تأتي به.. هل تعرف حكاية الكاتب المسرحي فالستاف هافل الذي أصبح رئيسا لجمهورية التشيك.. عندما توفي هذا الرجل قبل عامين نشرت الصحف ان شركات الهاتف النقال في بلاده توقفت عن العمل، بسبب ملايين المكالمات ورسائل التعزية التي أرسلها المواطنون الى معارفهم واصدقائهم. خرج الناس بشكل عفوي يتدافعون على محال بيع الزهور ليضعوا زهرة أمام عتبة بيته، وهم يودعون رئيساً طيباً بسيطاً ومتواضعاً، هذا الرجل عاش حياته من أجل هدف واحد أن لا يأتي بأية خطوة خاطئة تثير حفيظة الناس وتزعجهم.. وأشار إلى كتاب يضم عدداً من مسرحيات الرئيس التشيكي.. قائلا: في هذا المجلد الصغير ستجد كلمات من نوعية: " لقد آمنت طوال حياتي، بأن ما يعمل لا يمكن العودة عنه أبدا، وأن كل شيء يبقى إلى الأبد. فالوجود له ذاكرة. وبالتالي فإن حياتي الضعيفة، كطفل، كمساعد عامل، كجندي، كرئيس، كمتقاعد.. حياتي هذه سوف تبقى هنا إلى الأبد. شاهدا على ما حاولت ان اقدمه للناس "
والآن اجبني ماذا سيكتب صاحب الصخرة، لو قرروا الحديث عن قائمته الانتخابية.. هل سيخبر الناس عن حجم الخراب الذي قطعته البلاد خلال السنوات العشر الماضية.. هل سيقدم للناس النسب الحقيقية للفقر والأمية وعدم الاستقرار؟ يا عزيزي أليس مذهلا ومثيرا حين نقلب مذكرات بناة التجارب الحديثة.. فنجد كيف أن التحول الهائل في العديد من بلدان العالم صنعه إخلاص وتفاني ونزاهة مسؤوليها وحبهم لوطنهم، ولم تصنعه حكايات مضحكة عن المجاري والامطار.
الناس تريد أن تعيش في دولة قائمة على سيادة العدالة والرفاهية الاجتماعية والقانون واستقلال القضاء والحريات العامة، وليس على فتاوى وأمزجة البعض ممن لا يفرقون بين حقوق الناس وواجباتها، الدولة التي نتمناها تأخذ بمبدأ المواطنة بين الأفراد وتضع الخرافة جانبا، دون الهبوط به إلى صراعات سياسية.
لا نريد لبرلمان 2014 أن يتحول الى سيرك استعراضي النواب فيه، مثل دواليب الهواء، مضحكون وساذجون، يتحدثون بالديمقراطية وهم يدوسون على رقبتها، ويتحدثون عن الدولة المدنية وهم يسحقون على حريات الناس وامنهم.
الناس تضحك اليوم من أسماء الائتلافات ومن أعداد المرشحين وعناوينهم، أكثر من ألف مرشح سِيَر البعض منهم بين الفاشل الذي لم يقدم شيئا في الدورات السابقة وبين اللص السابق الذي يريد ان يعلن توبته. والحقيقة أن علينا أن نحدد أيهما نختار: أن يجد اكثر من فاشل أن لهم الحق في دخول المنافسة وطلب التأييد من الناس، أم ألا يكون الحق لأحد في الترشح سوى لنواب يكون فوزهم، هو فوز للمواطن اولا وثانيا،، وإلى الابد؟
انتخبوا قائمة "الصخرة"!!
[post-views]
نشر في: 16 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 2
أبو سعد
تصور سيدي الفاضل لاي مستوى واطى انحدروا اليه سياسيو السلطه في العراق (للسبتتنك) فمن يتوقع منهم ان يعملوا على بناء دولة المواطنه لابد ان يكون (مختلا)واللذين لم يتوقعون ذلك هم ايضا (مختلون) والعاقل هو اللذي يدرك بانه غير مسؤل المكان والزمان وهنا لااعني الاس
حازم حسين
أراهن على أن الكرسي محجوز ومدفوع الثمن لمن بيده قرار تنصيب رئيس الحكومة في العراق وملامح التحرك باتجاه ايران بدأت من زيارة المالكي ومحاولة تحريكه لاتفاقية 1975 التي عارضها الجميع أيام المعارضة وتبعه الجعفري بحجة التعزية بمقتل الإيرانيين العاملين في خط الغ