علي حسين ان طبيعة أي مجتمع هي التنوع وبالذات في العراق الذي استوعب على مدى التاريخ بشرا واتجاهات من كل طائفة ولون وفكر، ولكن التنوع يكون مفيدا حين توظف طاقاته لصالح الاهداف الوطنية وليس حين تحاول فئة اومجموعة سياسية أن تتلحّف بعباءة الدفاع عن المواطن لكنها في الوقت نفسه تصادر حقه في الاختلاف وابداء الرأي ..
بداية من اولئك الذين يطاردون الفتيات الصغيرات في المدارس ليجبروهن على ارتداء الحجاب وانتهاء باصحاب فتاوي تجريم كل من يختلف معهم بالرأي، وللاسف فهذه التنظيمات لا نفاجأ بها كما يزعم البعض ولاهي وليدة لحظة انقلابية،بل هي قوى ادمنت مصادرة حق الاخرين في الراي اعتقادا منها انها تملك حقا الهيا في التسلط على رقاب العباد .. انهم قوم يرفضون الاستقرار ويخافون التطور، تحرقهم الرغبة في السيطرة على كل شيء واي شيء .. اننا امام خطر كبير تقوده قوى سياسية لا تحمل تفويضا من الناس ..انها قوى سياسية تعبث بأمن الوطن والمواطن.. يلجأون الى افتعال المعارك ليس من اجل الاصلاح وانما من اجل اثبات الذات حتى ولو كان على حساب مصالح الناس ...انهم يصرخون للفت الانظار والبحث عن دور سياسي ولو على حساب جسد واشلاء المواطن .. نعم اننا امام ديمقراطية يتم العبث بها واتجاهات تتحايل على الشرعية وتلتف حول القانون يساندها رصيد طويل من الانتهازية واللصوصية وسرقة اموال الشعب .. اننا امام خطر مؤكد حين يقدم سياسيون على شتم الصحافة ويسعون للنيل من الصحفيين .. قوى سياسية كان من المفروض والمنطقي انها تمثل السد المنيع للدفاع عن حرية الرأي ومساندة وسائل الاعلام في الكشف عن الفساد والمفسدين. لقد سادت موجة الهجوم على الصحافة وسط مناخ من الفوضى السياسية. منذ تاسيسها سعت (المدى) لتبنّي منهج الدفاع عن قضايا المواطن البسيط ووقفت بصلابة وهي تحارب امراء التطرف سواء كانوا من الارهابيين أم المفسدين.. وكانت اول من تصدى لبعض قضايا الفساد الكبرى، ورفع شعار الحرية والامان للمواطن العراقي ..حاربت شيوخ التطرف وتصدت حينما حاولوا خلط الدين بالسياسة.. انها صحيفة مفتوحة الرئتين لكل هواء نظيف .. واذا كان الكثيرون قد نسوا فإن علينا ان نذكرهم بالمعركة التي خاضتها (المدى) حين فضحت سراق الشعب العراقي في قضية كابونات النفط والتي كان مجرد الحديث عنها يعد خطا أحمر خاف كثير من السياسيين الاقتراب منه .. من هذا المنطلق كانت (المدى) ولاتزال جزءاً من عقل الصحافة العراقية النظيف ..العقل الذي يحدد كل يوم اجندة الكتاب والاقلام من خلال القضايا التي تطرحها من دون هوادة اوخوف.. لقد نسوا كل هذا باصرارهم على رفع دعوى قضائية ضد (المدى)، وهي عادة الذين يخافون ضوء النهار ..ولكنها (المدى) التي لاتحتاج ملايين العراقيين للوقوف معها، لكنها تحتاج اليهم لتحضنهم بقلبها العامر بالحب والمفعم بالامل. ان المدى فخر لكل كاتب في هذه الصحيفة .. فخر ان تكون وان تبقى.. جريدة ذات أشواك ..فخر ان تكون واجهة المجتمع المدني المدافع عن حقوق الانسان.. فخر ان يكون صوتها قويا صادحا بقضايا الناس.. يعلو ويعلو فوق اصوات الخائبين والخائفين.
فــــارزة: عفواً أيها الحاقدون.. إنها المدى
نشر في: 13 نوفمبر, 2009: 07:55 م