TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السيناريو القديم يتجدد.

السيناريو القديم يتجدد.

نشر في: 25 ديسمبر, 2013: 09:01 م

كل عام،، في مثل هذي الأيام من كل عام،، تحتدم سنوات العمر المديدة في حومة الصدر، يضيق بها إذ تتسع، تتزاحم، تعترك، تتصالح، تتخاصم ـ تستطيل، تتكور، ثم تلملم تفاصيلها لتغدو أصفى من قطرة دمع، وأبعد من أمنية مستحيلة.
كل سنة، اطلق العنان للمخيلة، واستسلم لعادة قديمة _ لا أتشفع لها دفعا _ أصغي طائعة لدقات ساعة بعيدة، وأراقب عقرب الثواني، بتأن وصبر.. من منكم اقترف – مثلي – المقارنة بين دقات القلب وحركة بندول الساعة؟: يمنة، يسرة، شهيق زفير. يسرة يمنة: زفير، شهيق.. زفير زفير ، زفير مسموم تطلقه الأخبار: الفجار يلبسون مسوح الرهبان الزاهدين، والمتربصين يتناسلون.
كل عام، في مثل هذي الأيام تحمل لنا النشرة الجوية نوايا الطقس الخؤون، المذيع يبتسم بشماتة: أيها السادة، السماء تنذر بالرعود، ثمة مطر ورياح، ربما يهطل ثلج كثيف، لا تخرجوا بغير المعاطف الثقيلة، ولا تنسوا المظلات!!
أهذا مذيع نشرة جوية، أم تراه سياسي متمرس يمارس التقية...... وإلا ، فمم يحترس او يخاف الخائف؟ أمن صاعقة يخاف أو من تهمة كيدية؟، وما نفع المظلة مع الذين أصابهم البلل حد النخاع؟
في مثل هذي الأيام من كل عام تسكنني صلوات جليلة. أغمض عيني وأفتح قلبي، وأتخيل عالما نقيا، لا حروب فيه ولا ضحايا حروب لا مجاعات ولا طواعين، عالم، لا ظلم فيه ولا جور، بل محض إنصاف وعدالة. للناس حق العيش والتمتع بالطيبات،للنابهين حق التعلم، للقادرين حق العمل، وللمرضى حق العناية، ولكبار السن حق الرعاية..و......و...
أفتح عيني، وأقرأ ما كتبت من اليمين إلى اليسار، ثم من اليسار لليمين، فأخاف ويقشعر بدني هلعا، فهذا الذي أطلبه وأرفع صوتي لتحقيقه، ممنوع ومحرم وغير مشروع، سيما في بلد مثل بلدي:: ثري حد اللعنة، فقير حد الكفر، قوي بالغير ، ضعيف بذاته وبالقيمين عليه، مؤمن حد الخرافة والضلالة، كافر حد الزندقة , سليم رغم عاهاته، عليل دونما علة، عاقل ساعة اللهو، مجنون حين يجد الجد.....
أيها الأصدقاء..ما حيلتي؟ والعام الجديد يطرق الأبواب، وسيناريو الأعوام السابقة يتكرر، ويتكرر، وإن كان ينتحل – كل عام – شكل بطاقة بهيجة ألوانها، بهية تفاصيلها، مطرزة بالنمنم والخرز:: كل سنة وانتم وبلدي.. بعز وأمان، ووافر الخير!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram