المشرف اللغوي في فضائية صلاح الدين الشاعر احمد خطاب عمر هو احد ضحايا حادث اقتحام مقر الفضائية الاثنين الماضي ، والراحل سبق له ان غادر العاصمة بغداد تاركا منزله في منطقة الدباش في سنوات الاحتقان والعنف الطائفي، ليستقر في مدينته تكريت ، ولم يكن يعلم انه سيكون على موعد الموت بعد ان اختار عزلة اختيارية وابتعد عن مزاولة أي نشاط أدبي .
عمل الراحل معلما في مدرسة ابتدائية تقع في أهوار الناصرية ، وكان يحتفظ بصور كثيرة مع تلاميذه مرتدي الدشاديش يتوسطهم وهو يرتدي بدلته وقد وضع في جيب السترة الأمامي الصغير قلم الباندان لحرصه على ان تكون صورة المعلم نموذجا للصغار يرسم لهم طريق مستقبلهم ، وفي ذلك الوقت لم يشعر ابن تكريت بانه غريب في مدن الجنوب ، وعلاقته بمثقفيها استمرت حتى بعد انتقاله الى العاصمة بغداد ، وفي الجامعة المستنصرية اكمل دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس ، وشارك في مهرجانات الجامعة الشعرية يوم كان النشاط الجامعي يرفد الحياة الثقافية في العراق بأسماء أدبية كبيرة حققت حضورا مازال مستمرا حتى الوقت الحاضر.
مطلع عقد السبعينات عمل احمد خطاب عمر مصححا في جريدة محلية ، وشغل في ما بعد رئيس قسم التصحيح ، وكانت له زاوية أسبوعية ثابتة بعنوان "أزاهير من الفصحى" تناول فيها تصحيح أخطاء المثقفين ، ليواصل جهود أستاذه الراحل الدكتور إبراهيم الوائلي ، والعاملون في تلك الجريدة يعرفون الراحل بحرصه على أداء عمله وتبني توصيات المجمع العلمي العراقي في تداول المفردات العربية بدلا عن الأجنبية ، وفي جريدته شاع استخدام مفردات التلفاز وسيما وشريط بدلا من التلفزيون والسينما والفلم ، وفي أزاهيره كان يوضح أسباب استخدام تلك المفردات غير المألوفة ويغيرها ولا يهمه اعتراض الكاتب مهما كانت منزلته وشهرته ، لان حجته تستند الى توصيات المجمع العلمي ، واجتهادات العلامة الراحل محمد بهجة الأثري .
خلال عمل الراحل رئيسا لقسم التصحيح ضم قسمه اكاديميين منهم الدكتور الراحل عبد اللطيف محمود المتخصص بالأدب الأندلسي والدكتور عبد الرزاق احمد فضلا عن شعراء وكتاب قصة حميد المختار ، وعبد الرضا الحميد ، وعباس اليوسفي والناقد عباس لطيف والصحفي ناظم السعود وآخرين ، ولطالما شكا العاملون مع الراحل حرصه على الالتزام بأوقات الدوام ، ومعاقبة المصحح الذي يفوته خطا كتابة الهمزة .
في كل يوم جمعة كان احمد خطاب كغيره من الأدباء يرتاد مقهى حسن عجمي وينضم الى حلقة الشاعر سامي مهدي ، وفي المقهى كان يلتقي أدباء مدينته تكريت فيتسلم منهم نتاجاتهم ليسلمها بدوره الى المسؤول الثقافي في جريدته ، مع ترديده عبارة انه ليس صاحب قرار في نشرها ، وانه يوافق على أداء مهمة ساعي البريد لمرة واحدة فقط ، الراحل ترك أزاهيره وقصائد نشرها في مجموعة وحيدة وأخرى لم تنشر ، أما خبر مقتله الذي لم يستوعبه معارفه فنشر في مواقع إلكترونية ووكالات الأنباء .
احمد خطاب
[post-views]
نشر في: 25 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
الناصري
شكرا عزيزي الكاتب انتم الاعلاميين والمثقفين جزء مهم في بناء المجتمع العراقي وعليكم في مثل هذه المرحله المهمه من تاريخ العراق انت تفتتوا هذه الطائفيه التي انعشها سياسيو الصدفه الذين دمرو المجتمع بأفكارهم النتنه ......وأن ترفعوا من مستوى تفكير المجتمع بعيد