اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > سموا بـ(الحرفة)نحو محافل الـ(لاحرفة)..فاخر محمد.. وعي المخيلة

سموا بـ(الحرفة)نحو محافل الـ(لاحرفة)..فاخر محمد.. وعي المخيلة

نشر في: 27 ديسمبر, 2013: 09:01 م

تتوافد- بثقة وجودها ونواتج تأثيرها- أعمال الفنان(فاخر محمد)،في عموم ملاك تجاربه التي تمتد-منذ أولى إطلالاتها- إلى مطلع ثمانينات القرن الماضي وحتى إقامة معرضه الشخصي  الأخير(قاعة حوار/أيار2013)،لتعيد متواليات ذلك اللعب الحاذق و البريء- عناية وقصد

تتوافد- بثقة وجودها ونواتج تأثيرها- أعمال الفنان(فاخر محمد)،في عموم ملاك تجاربه التي تمتد-منذ أولى إطلالاتها- إلى مطلع ثمانينات القرن الماضي وحتى إقامة معرضه الشخصي  الأخير(قاعة حوار/أيار2013)،لتعيد متواليات ذلك اللعب الحاذق و البريء- عناية وقصدا-على سطوح عادة ما تستلقي حرة، طيعة ،متسامية لاستجاباته الروحية ،وتناميات  مهاراته صوب ذلك الافتنان الملتحم بعوالم ومناخات تتداخل بحيوية نابضة،تقام عبرها ومن خلالها علاقات ووشائج حية ما بين موجودات وتجاورات  لوحاته بكل ما تحمل من دفق وتمرد وحنو يتسامى ليتفوق على (لذة التعبير)بنسقها التقليدي ،بغية الوصول- هياما وتعامدا- إلى بسط  نفوذ(لذة اللعب) النفسي - سايكودراما- وتطويع مترادفاته الذهنية عبر حنكة مراس مبهر في تحديد شروط ومكملات تفرده الخاص من حيث قدرة تواثب التحدي الضمني واستمالة رغباته(المفكرة)باتجاه ترسيم عدة اتجاهات في ميادين تحديث(لغة)الرسم التي يبغي ويتطلع من أجل إكمال مشروعه البصري وتدعيم فهمه بسطوع غاياته وتأشيراته المبكرة لمديات النظر والظفر بتبعات(ما بعد الحداثة) وسلامة ترسيخ اسمه واضحا في محافل المنجز التشكيلي ليس في العراق،فحسب،بل حتى في الكثير من الدول العربية وبعض الدول الأوروبية التي  تم فيها عرض أعمال هذا الفنان والأكاديمي الرصين.

عبر تعميق أسس الدراسة(دكتوراه في فلسفة الرسم الحديث كلية الفنون الجميلة/جامعة بابل/2003)وتوازيات بحوثه وسيرها المؤكد بمحاذاة أفاق وفضاءات التجريب المستمر سموا بـ(الحرفة)ومهابة تطبيقات أبجدية الدرس الأكاديمي الأول(بكالوريوس-رسم كلية الفنون الجميلة/جامعة بغداد/1977وبعدها الماجستير من نفس الكلية/1980) أملا ومسعى لخوض غمار مغامرات البحث عن ذاته الفنية الخالصة والخاصة بتوريد منجزاتها وتمريرها من منافذ عدد من معارض شخصية وزهو نيله الكثير من الجوائز والتقديرات،تقف في أبرزها نيله جائزة(كان- سورمير) العالمية في باريس، فضلا عن معارض جماعية ومشاركات في العديد من المهرجانات و(البينالات)ونصوع تميز اسمه مؤسسا لجماعة الأربعة إلى جانب(عاصم عبد الأمير/الراحل محمد صبري/وحسن عبود) للفترة من1982- 1990 ومشاركاته الفاعلة والمؤثرة في جميع معارضها السنوية،ومثابرات مساعيه في تعميد تجربته في مياه ينابيع الـ(لاحرفة) إن جاز تعبير وتماثل قصدنا في ما يخص غاية الذي نبغيه- كونها(أي اللاحرفة) هي المرتبة الأسمى والأبهى في سلم تفويضات غايات الفن المثلى في تجديد أنساغ الحياة ومدها بالجدي والجديد من تلك المحاولات والتواثبات والانتباهات الفكرية والذهنية التي من شأنها تجاوز السائد والمألوف،سعيا وطمعا في قطف ثمار جذوة ذلك القلق المجدي الذي يتلبس قدر وحياة المبدعين الحقيقيين على طول وعرض مساحات سبل وأشكال التعبير وتفردات نواتج المعرفة بكل مجالاتها التحريضية نحو محافل تجديد، تلك السبل.

تأسيسا لوعي مبكر،بما عرف عنه من نبل خالص واتزان اتسم بهدوء وغنى وتأمل ،كما لو كان قد استجار بحكمة مثل فرعوني يقول:(سر ببطء حتى تصل بسرعة)تنفذ تجربة(فاخر محمد/تولد1954- محافظة بابل) إلى حيث حفريات أعمق ومديات أبعد ،كانت قد تجسدت على أقصاها،حرية محكومة بذلك الوعي المؤسس،وسعيا متواصلا في عموم ملاك معرضه الشخصي الأخير(قاعة حوار) ومن ثم استعداداته لخوض تجرية مشتركة مع الفنانين(د.عاصم عبد الأمير) و(د.محمود شبر) والمؤمل عرضها في بيروت على (كاليري-الأرجوان) منتصف شهر كانون الثاني/2014 في معرض يحمل عنوان(مدونات عراقية)لتكمل دورة وجودها وتكثيف رؤاها ومقاصد زحفها نحو مقدرات فهم وقدرات استرجاع لمحتويات وعيه ورهافة مخيلته بإرث ما تحمل وتنوء من ذخائر ذكريات ومباهج طفولة راسخة في قيعان روحه وتحليقات وجداناته وخلاصة صدق مشاعره بما يقابل أو يوازيه بهاء مقولة(نيتشه)النبيلة؛(ما قيمة فضيلتي ...إن لم تجعل مني إنسانا عاطفيا!).
تتساوق عواطف(فاخر محمد)بوهج مشاعر حانية ،حارة وحرة،متدفقة وشقية- أحيانا- وهي تنهل من منابع وعيها اليومي بالمحيط واكتظاظات إشكالاته وتوالي هواجسه،ونزوع تمنياته وتنوع وتفرع آمال المتخيل لديه ،سلوكا بصريا وتعويضا دفاعيا إبداعيا عن كل ما أصاب الحياة من انكسارات وانتكاسات وأزمات وحروب تسبب في اختلاقها الإنسان نفسه جراء تماديه وجوره المتلازم مع عدوانية متغلغلة في ذوات من يريد وأد أحلامنا ودحر آمالنا وإعاقة تحقيق أبسط تطلعات ومتعلقات وجودنا الإنساني،ولعل طرق الدفاع بالجمال وبث مكامن البهجة كتلك التي يبتكرها- هنا- أعمال هذا الفنان عبر تهجي حروف مهاراته وتنويعاته اليقظة بإشغال كل مساحات، بل مسامات اللوحة بالحركة والتداخل الحر والمدروس ما بين مكوناته البصرية بحاصل قدرة فائقة على التنامي وسمة الاختزال في ذات اللحظة وخلاصات صدقها وصراحة عاطفتها وفتنتها،تتحد وتتنوع لتقف حائلا دون تحقيق تلك المآرب التي تعيق تدفق الجمال حرا... بهيا... لاهيا في نسيج لوحاته ،مستمدا(أي الجمال) قوة وجوده في لوحات (فاخر محمد)من قوة وثراء مخيلته متمثلة برصانة اختياراتها التي تبدو عفوية... تلقائية ...غارقة في أتون لعبها ومرحها المسكون بعوالم الطفولة وبطولة الأشياء ومتممات دواعي الحنين الدائم بالعودة إلى البدائية وبساطة فعل وطبيعة الحياة كما هي، لا كما ترتبها وتؤثث لها تسارع المثيرات الحضارية وفرض استجاباتها على نحو ما يجبرنا- طوعا أو انصياعا- للقبول بكل تركاتها التي تسببت بهيمنة القطيعة ما بين الإنسان وعالمه البدائي-الأول والبسيط الذي تحاول استعادة بعض جوانبه بشيء من سر وسحر ذلك الحنين الطاغي الذي يسكن لوحات (فاخر) حين يمهرها بتداخل وتفاعل احتشاد تتضافر فيه عدة مساند وقواعد تشي بتلاقي أنساق وتدافع خطوط لينة وطرية بذات ملامح شخوص وهيئات(آوت- لاين)واجتراح اتجاهات لا تسير على هدى أو مدار محدد- معين، فضلا عن رصف تقاطعات وانحناءات وبث إشارات وأشكال وعلامات جاءت تزيد من وقع فعل الحركة ونبضات أفعال أبطال هذه المشاهد واللقطات الحية والحانية،حتى لنكاد نسمع همس وضجيج هواجسها وتفاعل حضورها فوق سكون السطح التصويري الذي يجاهد (فاخر) على جعله متفردا ... مباحا ... وخاصا لما يريد البوح به، ولما يبغي التصريح به علنا واحتجاجا على ما يجري وما يحدث في عالم اليوم،كما يعتني تشذيب الزوائد بالحذف وإقصاء التكرار باعتماد قوة الملاحظة وطبيعة تفويض عالمه السحري ونهجه الخاص في تبني قدرة الأسطورة على استيعاب كل ما يمكن استيعابه وفق مقدرات وعيه وسلامة إحساسه بقيمة المنجز المتوافد من ملكات ذكرياته وتنويعاتها المعرفية وإسهاماته التجريبية وسعاداته المعلنة بما يقتنص ويضيف إلى مكملات المشهد المرسوم بعناية ودراية (خاصة جدا) بعوالمه التي ابتدأ بخلقها منذ لحظات إعلانه فنانا تشكيليا،وسار على منوال هذا الإعلان مغالبا ورافضا كل ما يجعل من عالمه-المدهش والمقترح ينأى بعيدا عما هو سائد ومألوف ومتكرر ،أصلا.
كل شيء ممكن ومتوقع في أن يجد نفسه حاضرا... متسللا ... يقظا ...أم مسترخيا على ملاك لوحة (فاخر محمد) المفتوحة على مصراعيها، فهي جاهزة على الدوام لاستقبال كل ما يفيض به ثراء ونباهة مخيلته وتحفيزاتها الدائمة،على مد أعماله بكل ما يديم عناصر الشد وإثارة فعل المشاركة الفعلية ما بين اللوحة والمشاهد والمتتبع لخلاصات ما أنجز وأحيا من تدفق أفكار وتوريد رؤى وتصورات تصل حدود الاحتجاجات والتثويرات البصرية التي تراهن على احتوائها لوحاته دون أدنى مساس بقيمة وأثر وتأثير ما تبغي إيصاله،بل على العكس أنها تسعى لكي تعكس صورا ومشاهد (بانرومية) حية ومتدفقة تغور في ثنايا ذلك التأثير،وتلك هي سمات وميزات التجارب الكبيرة القادرة على توضيح مقاصدها وتعبيد سبل الوصول إلى مكامن الأشياء وكشف جوهر المواقف بغية رصدها وتخليدها في متحف الذاكرة، وليس من قبيل المصادفة أن تحيا مثل هذه التجارب في رحاب التناغي الحر والاختزال المرهون بقدرة الفنان على تبني مقدرات وخزائن وعيه وأرصدة مخيلته،على اعتبارها(أي المخيلة)- كما يرى ذلك أوكتافيو باث-(هي القدرة على الربط وبناء الجسور بين شيء وآخر،لذلك فهي معرفة بما هو مناسب)فضلا عن كونها مساعي معرفية قصدية تعرف جيدا كيف تحدد مسارتها وتتبع اتجاهات بوصلتها ونهج اختياراتها، كما هي تجربة(فاخر محمد)بواقع تقييمنا العام والخاص لها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

باليت 42 بدايات عام جديد

السُّخرية السريالية ودلالة الأيقون في أعمال الفنان مؤيد محسن

المصرف الزراعي في السنك: بزوغ الحداثة المعمارية العراقية

عمارة تلد مسابقة!

دار هديب الحاج حمود.. السكن رمزاً للانتماء

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram